"العمل ليس عيباً للمرأة، مهما كان نوعه"، بالنسبة إلى حمدة المعروفة بأم محمد. هي ترى في العمل ضرورة للمرأة كما للرجل، وهذا ما تفعله لمساعدة نفسها وعائلتها، كلما اقتضت الحاجة ذلك، "على الرغم من أنني لم أكمل تعليمي، لا بل لم أقصد المدرسة من الأساس". أم محمد قروية، ولدت في الضيعة ونشأت وتربت فيها.
في صباح كل يوم، تتّخذ أم محمد لها مكاناً على الأرض في مدينة صيدا (جنوب لبنان) مع مجموعة من النساء، وتعرض منتجاتها أمام المارة، من ورق عريش وفاصولياء وتين وغيرها، لتحصّل مصروفها ومصروف عائلتها. لا تهمها أشعة الشمس الحارقة التي تصمد تحتها طيلة ساعات النهار حتى تنفد بضاعتها، "فكل ما يعنيني في الأمر هو الرزق الحلال وعدم مد يدي للشحاتة من المارة مثلما يفعل كثيرون. هذه المهنة شريفة، وأعمل بها منذ أربع سنوات".
أم محمد من بلدة طبايا في جنوب لبنان، تعمل هي وأولادها الأربعة في أراض زراعية لا يستطيع مالكوها العمل فيها، فيزرعونها ويستفيدون من خيراتها ويجنون ما تنتجه من فاكهة وخضار. تخبر: "استأجرت الأرض لقاء مليون ونصف المليون ليرة لبنانية (ألف دولار أميركي) سنوياً. هي تضم أشجار تين وصبار، وبعض الحبوب كالفاصولياء العريضة وغيرها. ونحن نهتم بهذه الأرض، فنزرعها ونسقيها، ونزيل الأعشاب الضارة، ونشذب الأشجار، قبل أن نقطف ثمارها". تضيف: "من ثم ننزل إلى السوق التجاري في مدينة صيدا، ونجلس إلى جانب الرصيف في شارع الأوقاف لنبيع ما حصدناه". ويتكرر الأمر في كل يوم عند الساعة السابعة والنصف صباحاً، وهي لا تغادر السوق قبل أن تبيع كل منتجاتها. قبل ذلك، هي كانت تعمل حصراً في الأرض، لكنها اضطرت إلى النزول إلى السوق، لأن عائلتها فقدت ما كان يحصّله زوجها من العمل في البناء. تقول: "بعد لجوء السوريين إلى لبنان، خفّ عمله. صار هؤلاء يعملون في البناء بأجور أقل مما كان يتقاضاه هو".
وتحمد أم محمد الله "لأنني أعيش في بيتي الذي أملكه في البلدة. أنا لست مضطرة إلى القلق بشأن تأمين بدل إيجار مثلاً. لكن العمل شاق جداً، ويمتدّ لساعات طويلة منذ ساعات الصباح الأولى". وتشير إلى أن "أولادي الصبيان الأربعة يساعدونني في العمل ويقطفون معي الغلال". وتتراوح أعمار هؤلاء ما بين الثالثة عشرة والسادسة عشرة، "لكنهم اضطروا إلى ترك المدرسة والتوقّف عن التعليم، لأنني لا أستطيع تحمّل تكاليف ذلك. بالكاد أستطيع تأمين مأكلهم وملبسهم".
اقرأ أيضاً: عبد الله... فلاح سوري في العاشرة
في صباح كل يوم، تتّخذ أم محمد لها مكاناً على الأرض في مدينة صيدا (جنوب لبنان) مع مجموعة من النساء، وتعرض منتجاتها أمام المارة، من ورق عريش وفاصولياء وتين وغيرها، لتحصّل مصروفها ومصروف عائلتها. لا تهمها أشعة الشمس الحارقة التي تصمد تحتها طيلة ساعات النهار حتى تنفد بضاعتها، "فكل ما يعنيني في الأمر هو الرزق الحلال وعدم مد يدي للشحاتة من المارة مثلما يفعل كثيرون. هذه المهنة شريفة، وأعمل بها منذ أربع سنوات".
أم محمد من بلدة طبايا في جنوب لبنان، تعمل هي وأولادها الأربعة في أراض زراعية لا يستطيع مالكوها العمل فيها، فيزرعونها ويستفيدون من خيراتها ويجنون ما تنتجه من فاكهة وخضار. تخبر: "استأجرت الأرض لقاء مليون ونصف المليون ليرة لبنانية (ألف دولار أميركي) سنوياً. هي تضم أشجار تين وصبار، وبعض الحبوب كالفاصولياء العريضة وغيرها. ونحن نهتم بهذه الأرض، فنزرعها ونسقيها، ونزيل الأعشاب الضارة، ونشذب الأشجار، قبل أن نقطف ثمارها". تضيف: "من ثم ننزل إلى السوق التجاري في مدينة صيدا، ونجلس إلى جانب الرصيف في شارع الأوقاف لنبيع ما حصدناه". ويتكرر الأمر في كل يوم عند الساعة السابعة والنصف صباحاً، وهي لا تغادر السوق قبل أن تبيع كل منتجاتها. قبل ذلك، هي كانت تعمل حصراً في الأرض، لكنها اضطرت إلى النزول إلى السوق، لأن عائلتها فقدت ما كان يحصّله زوجها من العمل في البناء. تقول: "بعد لجوء السوريين إلى لبنان، خفّ عمله. صار هؤلاء يعملون في البناء بأجور أقل مما كان يتقاضاه هو".
وتحمد أم محمد الله "لأنني أعيش في بيتي الذي أملكه في البلدة. أنا لست مضطرة إلى القلق بشأن تأمين بدل إيجار مثلاً. لكن العمل شاق جداً، ويمتدّ لساعات طويلة منذ ساعات الصباح الأولى". وتشير إلى أن "أولادي الصبيان الأربعة يساعدونني في العمل ويقطفون معي الغلال". وتتراوح أعمار هؤلاء ما بين الثالثة عشرة والسادسة عشرة، "لكنهم اضطروا إلى ترك المدرسة والتوقّف عن التعليم، لأنني لا أستطيع تحمّل تكاليف ذلك. بالكاد أستطيع تأمين مأكلهم وملبسهم".
اقرأ أيضاً: عبد الله... فلاح سوري في العاشرة