قبل أربع سنوات، اجتازت أم محمد الحدود الأردنية - السورية. وأصبحت، بعدما بلغت السبعين من عمرها، لاجئة. تعيش اليوم في مخيم الزعتري للاجئين السوريّين في الأردن، وقد اتخذت قراراً نهائياً بعدم العودة إلى بلادها لسببين: الأول خوفها من القصف، والثاني إحساسها بالخذلان بعدما تزوج زوجها من أخرى في سورية.
أم محمد التي اجتازت الحدود برفقة أولادها الثلاثة المتزوجين، تعيش وحدها في غرفة من الصفيح، فيما يقطن أولادها الثلاثة في أماكن أخرى داخل المخيم. تبدو راضية عنهم. يزورونها بشكل يومي، في وقت يمضي أحفادها وقتاً طويلاً عندها، وأحياناً ينامون في بيتها.
امتلكت غرفة الصفيح هذه قبل عام، بعدما أمضت ثلاثة أعوام في خيمة. "أشكر الله على النعمة، فالحياة في الخيمة صعبة. كنت أخاف أن تطير كلّما هبّت ريح. حدث ذلك في إحدى المرات وركضتُ وراءها. اليوم، أشعر بسعادة في الغرفة التي أعيش فيها". إلا أن هذه ليست السعادة التي تتمنّاها، وقد فقدت الشعور بالاستقرار.
تستذكر اليوم الذي غادرت فيه بيتها في الصنمين في محافظة درعا. "كان يوم إثنين حين هربنا، وكان القصف شديداً. هربت وأولادي الثلاثة وزوجاتهم وأطفالهم، في ما بقي زوجي في سورية على أن يلحق بنا في وقت لاحق، إلا أنه لم يفعل. حين عبرت الساتر الترابي الذي يفصل بين البلدين، كنت أحمل في يدي رغيفين لإطعام أحفادي، وقد صورتني إحدى القنوات التلفزيونية التي كانت موجودة آنذاك لتغطية عبور اللاجئين". تضحك بخجل: "شاهدني أهل البلد على التلفزيون، وقالوا إنني فضحتهم كوني إمرأة تظهر على الشاشة".
تعتقد أمّ محمد أنّ ظهورها على الشاشة كان أحد الأسباب التي دفعت زوجها إلى الزواج من أخرى وعدم اللّحاق بها إلى الأردن. "ربّما شعر أبو محمد بالخجل حين رآني على الشاشة، فتزوّج ولم يأت إلى الأردن". تجدر الإشارة إلى أنّ زوجها في الخامسة والثمانين من العمر، وقد تزوّج من إمرأة أربعينيّة. لا ترى أن فارق العمر بينهما كبير. تقول: "ربّما يقضيان القليل من الأيام الجميلة مع بعضهما بعضاً".
حسمت اللاجئة السبعينيّة قرارها. لن تعود إلى سورية حتى لو عاد الجميع. ما زالت عاجزة عن نسيان أصوات القذائف. تقول إنها لا تستطيع العيش تحت القصف. كذلك، فإن زواج زوجها من أخرى يعدّ سبباً إضافياً لعدم العودة إلى بلدها. تضيف: "أرفض التواجد معه في بلد واحد".
اقــرأ أيضاً
أم محمد التي اجتازت الحدود برفقة أولادها الثلاثة المتزوجين، تعيش وحدها في غرفة من الصفيح، فيما يقطن أولادها الثلاثة في أماكن أخرى داخل المخيم. تبدو راضية عنهم. يزورونها بشكل يومي، في وقت يمضي أحفادها وقتاً طويلاً عندها، وأحياناً ينامون في بيتها.
امتلكت غرفة الصفيح هذه قبل عام، بعدما أمضت ثلاثة أعوام في خيمة. "أشكر الله على النعمة، فالحياة في الخيمة صعبة. كنت أخاف أن تطير كلّما هبّت ريح. حدث ذلك في إحدى المرات وركضتُ وراءها. اليوم، أشعر بسعادة في الغرفة التي أعيش فيها". إلا أن هذه ليست السعادة التي تتمنّاها، وقد فقدت الشعور بالاستقرار.
تستذكر اليوم الذي غادرت فيه بيتها في الصنمين في محافظة درعا. "كان يوم إثنين حين هربنا، وكان القصف شديداً. هربت وأولادي الثلاثة وزوجاتهم وأطفالهم، في ما بقي زوجي في سورية على أن يلحق بنا في وقت لاحق، إلا أنه لم يفعل. حين عبرت الساتر الترابي الذي يفصل بين البلدين، كنت أحمل في يدي رغيفين لإطعام أحفادي، وقد صورتني إحدى القنوات التلفزيونية التي كانت موجودة آنذاك لتغطية عبور اللاجئين". تضحك بخجل: "شاهدني أهل البلد على التلفزيون، وقالوا إنني فضحتهم كوني إمرأة تظهر على الشاشة".
تعتقد أمّ محمد أنّ ظهورها على الشاشة كان أحد الأسباب التي دفعت زوجها إلى الزواج من أخرى وعدم اللّحاق بها إلى الأردن. "ربّما شعر أبو محمد بالخجل حين رآني على الشاشة، فتزوّج ولم يأت إلى الأردن". تجدر الإشارة إلى أنّ زوجها في الخامسة والثمانين من العمر، وقد تزوّج من إمرأة أربعينيّة. لا ترى أن فارق العمر بينهما كبير. تقول: "ربّما يقضيان القليل من الأيام الجميلة مع بعضهما بعضاً".
حسمت اللاجئة السبعينيّة قرارها. لن تعود إلى سورية حتى لو عاد الجميع. ما زالت عاجزة عن نسيان أصوات القذائف. تقول إنها لا تستطيع العيش تحت القصف. كذلك، فإن زواج زوجها من أخرى يعدّ سبباً إضافياً لعدم العودة إلى بلدها. تضيف: "أرفض التواجد معه في بلد واحد".