وأوضحت المصادر ذاتها أن عدداً من الجنود ما زالوا في عداد المفقودين بعد حصر أعداد القتلى الذين بلغوا 23 والجرحى 33، من قوات الارتكاز الأمني الذي تعرض للهجوم في منطقة البرث، جنوب رفح، في محافظة شمال سيناء.
وأشارت المصادر إلى أن الهجوم وقع فجر الجمعة، باستخدام آليات عسكرية كمدرعات وسيارات تم الاستيلاء عليها من قوات الجيش والشرطة في وقت سابق.
وأوضحت أن الاشتباكات استمرت لنصف ساعة، فيما قتل وأصيب ما لا يقل عن 20 مهاجماً للارتكاز الأمني، مؤكدةً أن الطيران الحربي تدخل متأخراً بعد انسحاب المسلحين من المنطقة.
من جانبه تبنى تنظيم "داعش" هجوم رفح وادعى في بيان قتل 60 عسكرياً مصرياً، بالإضافة إلى مقتل خمسة من أفراده.
وفي وقت لاحق، شن الطيران الحربي عشرات الغارات على مناطق وقرى جنوب رفح والشيخ زويد، فيما لم يبلغ عن وقوع إصابات.
وفي مدينة العريش قصفت المدفعية المصرية مناطق مأهولة بالسكان في حي الزهور، ما أدى لإصابة عشرة مدنيين، وفقاً لما أفادت به مصادر طبية "العربي الجديد".
ويعتبر هذا الهجوم الأعنف الذي تتعرّض له قوات الأمن في سيناء منذ أشهر، وذلك بعد فترة من الهدوء النسبي الذي ساد مناطق شمال سيناء.
من جهته، أعلن الجيش المصري، في وقت لاحق، عمّا وصفه بـ"عملية إحباط هجوم إرهابي للعناصر التكفيرية على بعض نقاط التمركز، جنوب مدينة رفح".
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة المصرية، العقيد تامر الرفاعي، إن "قوات إنفاذ القانون بشمال سيناء تمكنت من إحباط هجوم إرهابي بقتل 40 فرداً تكفيرياً وتدمير 6 عربات للمسلحين".
وأشار إلى أن قوات إحدى النقاط تعرضت لانفجار عربات مفخخة نتج عنها استشهاد وإصابة 26 فرداً من القوات المسلحة، مؤكداً أنه يجري تمشيط المنطقة ومطاردة العناصر الإرهابية.
وتعيش مناطق شمال ووسط سيناء أوضاعاً أمنية متدهورة منذ أربع سنوات، خسر خلالها الجيش المصري مئات الجنود، وسقط آلاف المدنيين بين قتيل وجريح ومعتقل، فيما تقطن في سيناء عدة قبائل كبيرة العدد، أهمها الترابين والرميلات والسواركة وغيرها.
ولم يتمكن الجيش المصري من السيطرة على الأوضاع في شمال سيناء، في ظل تطور تكتيكات وعمليات تنظيم "ولاية سيناء"، والتي تسفر عن عدد كبير من القتلى والمصابين من الجيش والشرطة، مع توسّع عملياته إلى مدينة العريش.