فيما يجري الحديث عن "خطة" قيل إنّ كتائب "القسام"، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قدمتها إلى قيادة الحركة السياسية، للتعامل مع الأوضاع القاسية في قطاع غزة المحاصر، لم يصدر أي تعليق، إلى الآن، عن الحركة، في ظل بروز العديد من المخاوف والتساؤلات من حصول حالة فراغ أمني وسياسي بالقطاع.
وكانت وكالة "الأناضول" التركية نقلت، اليوم الخميس، عن مصدر في "حماس" قوله إنّ الخطة تتلخص في "إحداث حالة فراغ سياسي وأمني بغزة، قد يفتح الباب على مصراعيه لكل الاحتمالات، بما في ذلك حدوث مواجهة عسكرية مع الاحتلال الإسرائيلي".
وتتكون الخطّة، وفق المصدر، من أربعة بنود، يتمثّل أبرزها بإحداث حالة من الفراغ السياسي والأمني في غزة، إذ تتخلى حركة "حماس" عن أي دور في إدارة القطاع.
وأضاف، وفق الوكالة ذاتها: "تكلّف الشرطة المدنية بدورها في تقديم الخدمات المنوطة بها، وتقوم بعض المؤسسات المحلية بتسيير الشؤون الخدماتية للمواطنين"، مشددا على أن "كتائب القسّام"، والأجنحة العسكرية التابعة للفصائل الفلسطينية، ستكلّف بملف السيطرة الميدانية الأمنية.
وذكر المصدر أن الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية التي تديرها حركة "حماس" ستكلّف بمتابعة الأمور الميدانية المدنية فقط.
وقد تناقل نشطاء مواقع التواصل الخبر بكثير من التساؤلات، وسط مخاوف من وصول الأمور إلى مرحلة الحرب، وخاصة مع نشر إسرائيل مزاعم جديدة عن أنفاق المقاومة، وادعائها أن "القسام" حفرت أنفاقا أسفل مساجد ومنازل سكنية في شمالي قطاع غزة.
ولم يصدر أي تعليق من "القسام" و"حماس" حول الخطة، التي تصدرت في الساعات الأخيرة اهتمام الفلسطينيين في غزة ووسائل الإعلام المحلية والنشطاء.
وفي تعليقه على "الخطة" التي قيل إن "القسام" تقدمت بها، دون تأكيد رسمي إلى الآن، قال الكاتب والمحلل السياسي المقرب من الحركة، إياد القرا، إنها تؤشر إلى صعوبة الأوضاع الداخلية في غزة، وخاصة في ظل تصاعد إجراءات الرئيس محمود عباس ضد القطاع، والتي سيترك بعضها آثاراً خطيرة على الأداء الحكومي.
وقال القرا، على صفحته في "فيسبوك"، إنّ "المبادرة تدلل على انسداد الأفق نتيجة البطء الشديد في تنفيذ التفاهمات بين حماس ومصر وفريق القيادي المفصول من فتح، محمد دحلان"، مشيراً إلى أنّ "الخطة والحديث عنها يهيئ الأجواء لمواجهة قادمة مع الاحتلال حاولت (القسام) تلافيها في الفترة الماضية".