أنس البغدادي... عمل عن بعد في غزة

نجح الطبيب الفلسطيني أنس البغدادي (26 عاماً) في غزة، في مجال إعداد محتوى طبي عن بعد لمصلحة منظمات طبية وصحية دولية، في ظل عدم توفّر فرص عمل مناسبة في القطاع المحاصر. وقد التقت "العربي الجديد" أنس البغدادي الذي شرح تجربته في العمل عن بعد مشجّعاً الشباب الغزي للقيام بالمثل.

كيف كانت البداية؟

أنهيت دراستي في الطبّ في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا بالقاهرة، في عام 2017، وحصلت على فرصة للتخصص إلى جانب العمل في مصر أو في قطر، غير أنّني قرّرت العودة إلى غزة والعمل هنا لأكون قريباً من عائلتي. وبعد التدريب العام، رحت أعمل في مجمّع الشفاء الطبي وعيادات تابعة لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وقد حصلت على درجة امتياز في امتحان مزاولة المهنة. لكنّني تأكدت من أنّ الطبيب في غزة تماماً كما سواه، لا تتوفّر له فرص عمل لائقة. ويمكن القول إنّ وضع الأطباء هنا سيّئ جداً، لا سيّما مع غياب التوظيف بسبب الأزمة الاقتصادية. بالتالي، بدأت أركّز على اللغة الإنكليزية وعلى التكنولوجيا الحديثة، ثمّ رحت أبحث عن عمل عن بعد.



ماذا بعد ذلك؟

التحقت بدورة مع حاضنة الأعمال الحرة عن بعد "غزة سكاي غيكس"، وبعد شهر واحد حصلت على وظيفة عن بعد لا علاقة لها بتخصّصي، وهي إعداد محتوى لكتاب طبخ للدول الإسكندنافية من خلال البحث وجمع معلومات موثقة. وبعد شهرين، حصلت على وظيفة جديدة في موقع تعليمي أسترالي تقضي بكتابة محتوى لقسم علم التشريح، وقد وقّعت على عقد سنوي في السياق. كذلك، تلقّيت عرضاً لوضع أسئلة لامتحانات الزمالة البريطانية، وحصلت على وظيفة مع مؤسسة العون الطبية للفلسطينيين (ماب) لترجمة برنامج لتطبيق طبّ الأسرة في المجتمع الفلسطيني. ثمّ راحت فرص العمل عن بعد تكثر، في مجال إعداد محتوى طبي عن بعد لمنظمات طبية ومواقع دولية، وكنت أوّل طبيب في غزة يقوم بذلك.