انتخب، مساء أمس الثلاثاء، الإيطالي أنطونيو تاجاني (63 عاماً) في ستراسبورغ رئيساً جديداً للبرلمان الأوروبي خلفاً للألماني المنتهية ولايته مارتن شولتز.
يعتبر تاجاني نائب رئيس "حزب الشعب الأوروبي" منذ العام 2002 ممثلاً لليمين المحافظ. دخل البرلمان الأوروبي في العام 1994، وشغل بين الأعوام 2008 و2014 منصب المفوض الأوروبي للنقل، ومن ثم نائب رئيس المفوض الأوروبي لشؤون الصناعة. عمل سابقاً صحافياً، وكان المتحدث باسم رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، سلفيو برلسكوني، وهو من الشخصيات المتزنة في المؤسسة الأوروبية، ويشهد له بصداقاته مع جميع الأطراف، وذلك كونه متحدثاً لبقاً وبليغاً. يتمتع بخبرة عملية تزيد عن 23 عاماً من العمل في مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
وعد تاجاني، وهو المشارك في التأسيس والعضو في حزب "فورزا" الإيطالي، أن يكون رئيساً لجميع أعضاء البرلمان الأوروبي، مؤكداً أن أوروبا بحاجة لبرلمان قوي، علماً أن هناك كثيراً من المشككين بشخص تاجاني، كونه حينما شغل منصب مفوض في الاتحاد، كان مرناً جداً في التعاطي مع فضيحة "العوادم" عندما كان هناك أدلة عن أن لشركات صناعة السيارات الأوروبية دوراً فيها.
حصل الرئيس المنتخب للبرلمان الأوروبي، وفي الجولة الرابعة والأخيرة من التصويت، على 351 صوتاً. فيما نال منافسه ومواطنه اليساري جياني بيتيلا، مرشح التحالف الاشتراكي على 282 صوتاً فقط. وقد شهدت عملية الاقتراع منافسة بين ستة مرشحين، حصد بنتيجتها كل من تاجاني وبيتيلا أعلى نسبة من الأصوات، قبل أن تحسم النتيجة لصالح تاجاني رئيساً جديداً للبرلمان الأوروبي، الذي يعد السلطة الوحيدة المنتخبة في الاتحاد الأوروبي.
يعود هذا النوع من المنافسة هذه المرة إلى الصراع المستجد بين اليمين المحافظ والاشتراكي الديمقراطي، بعد فترة من الانسجام بين القوتين الحزبيتين الرئيسيتين في البرلمان الأوروبي، وقد قيل إن مفاوضات اللحظات الأخيرة أفضت إلى اتفاق يقضي أن يتولى تاجاني، ممثل اليمين المحافظ في أوروبا، والذي يضم أيضاً ضمن ائتلافه حزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل "المسيحي الديمقراطي"، على اعتبار أن الأحزاب الاشتراكية تناوبت على المنصب منذ السبعينات، حتى اليوم، وبات "حزب الشعب الأوروبي" يسيطر حالياً على المناصب العليا في الاتحاد، التي منها المفوضية الأوروبية برئاسة اللوكسمبورغي "جان كلود يونكر"، والمجلس الأوروبي بزعامة البولندي "دونالد توسك".
وتنتظر الرئيس الجديد وأعضاء البرلمان العديد من المهام؛ منها الاتفاق على خروج سلس لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن مقارعة ممثلي الأحزاب المناوئة له، بعد ارتفاع أعداد ممثليها في البرلمان، ومنها "حزب الاستقلال" البريطاني، و"الجبهة الوطنية" في فرنسا، مع تزايد العداء لأوروبا من الأحزاب الشعبيوية والقومية.