14 نوفمبر 2024
أنظمة وجدت في كورونا صديقاً
كورونا فيروس مخيفٌ بالطبع، وأنظمة استبدادية أيضا مخيفة، حتى في أيام موالد الأولياء وتفشّي الأمراض تخيف شعوبها بالدرجة نفسها، وتفرض حتى الغرامات على البسطاء، كيف يأتي شاب بأربعة آلاف جنيه في وقت أوبئةٍ بأمر من النيابات؟
كورونا يقتل حتى الأطباء، وأنظمة تعطي ألفي جنيه للطبيب وعشرة لوكيل النيابة الذي حكم بالغرامة، جباية حتى في الأوبئة. أنظمة استبدادية قتلت، خلال سنوات معدودة، آلافا، غير مئات الآلاف في السجون، ومرضٌ حوّل البلاد إلى سجون وقتل أيضا بالآلاف. مرضٌ يحصد الآلاف، ولا يشبع في كل يوم، ونظام كل أسبوع يستدين ولا يشبع. مرضٌ لا نعرف من أين أتى بكل هذا الفجور والاستعداد اليومي العادي للقتل، ونظامٌ لا نعرف أيضا كيف جمّع نفسه بعد ثورة طاهرة، وأتى بكل هذا الرعب المعلن، وكأنه أخذ تصريحا خفيا من كل العالم بأفعاله.
نظامٌ لا نعرف أيضا من أين يأتي بكل هذه الدولارات لشراء الأسلحة من كل العالم وخبرات القتل المعلن والبطيء للخصوم، على الرغم من أنه يقول "إحنا فقرا أوي"، ومرضٌ يحصد الأرواح كل يوم بلا علاج ولا رادع. نظامٌ يزداد توحشّه يوما بعد يوم بمساعدة السحرة، فهل لهذا المرض سحرة أيضا في الخفاء؟
مرض حوّل العالم كله إلى ما يشبه السجون، ونظام استطاع، بقوة الفقر والحصانة الدولية، أن يبني 24 سجنا (باسم الله ما شاء الله) على أحدث طرز القسوة والمتانة والهيبة والجودة الدولية، وفي فترة قياسية تُدخله بحق في الموسوعة العالمية في سرعة بناء السجون وتشييدها.
نظامٌ يتباهى بإنجازاته كل يوم، ومرضٌ وبائي خطير يتبختر كل ساعة في العالم، من هول ما أنجزه من أرواحٍ صعدت إلى السماء. نظام يبني الكباري، في أيام قليلة، للنقل السريع، ومرضٌ ينقل المرضى إلى المستشفيات، والموتى إلى القبور، في لمح البصر بالمئات. نظامٌ لا أحد يعرف بنيته ولا معناه ولا مبناه، ومرضٌ لا تعرف البشرية مصدره أو علاجه، أو حتى طرق الوقاية منه، سوى أن تسجن نفسك، وتنتظر الفرج من الله، كالسجن الاحتياطي الذي يمتد سنوات وسنوات، من غير محاكمة، تماما من دون أن تعرف جريمتك. نظامٌ بدأ من معمل الخديعة بفلوس رجال الأعمال وثلاثة وزراء داخلية، وتلك موسوعةٌ أخرى لأول وآخر خديعة شعبية برجال المال ووزراء الداخلية، تحت اسم ثورة في "نصف ساعة بعد غروب الشمس"، ومرض خدع العالم كله، من دون أن نعرف من ركّبه في المعامل.
نظامٌ غيّر الدستور، بعدما ركنه على الرفّ سنوات، بحيث لا يراه أحد، وفيروسٌ لا يُرى أبدا بالعين المجرّدة. نظامٌ بلا استراتيجية سوى القتل والدم، ولا يمتلك أي مشروعيةٍ سوى القتل وسرقة "الفكّة" من المرتبات، وحتى أصحاب المعاشات والله، وذلك لأن صاحب النظام بدأ مشروعة "بحلم قتل"، فقد حلم برئيس أسبق يعطيه في الحلم سيفا، وقد كتب عليه بالأحمر "لون الدم": لا إله إلا الله محمد رسول الله، واستطاع أن يفرّق ما بين رجال أعماله وخصومه، فأوفى الرجل لحلم الدم تماما ونبوءة السيف، وزوّده العالم المتحضّر جدا بالرافال والرصاص والقنابل، ومرضٌ ليس له أي هم سوى حصد الأرواح بلا تفرقة ما بين الناس في عقيدتهم.
نظامٌ يحرص على مسلسلات رمضان، على الرغم من فقره، مقتربا من أنفاس المشاهير وفيلاتهم ومجوهراتهم، وموتٌ هو الآخر اقترب من حناجر المشاهير وأرواحهم. كورونا يضرب في كل بلد، ونظام استعان بشيخ له لحية بيضاء وقلنصوة خضراء، وصرخ فيهم: "اضرب في المليان".
نظامٌ له جنود من عفاريت وكَذَبة، وفيروسٌ أطلق كل عفاريته على أجساد العالم. نظامٌ يستثمر في الإرهاب كل ساعة، ومرضٌ صار بديلا للإرهاب وحديث العالم. نظامٌ انسجم مع المرض، ومرضٌ انسجم مع نظام، بعدما تحابّا في السر شهرا، ثم أعلنا الغرام.
نظامٌ لا نعرف أيضا من أين يأتي بكل هذه الدولارات لشراء الأسلحة من كل العالم وخبرات القتل المعلن والبطيء للخصوم، على الرغم من أنه يقول "إحنا فقرا أوي"، ومرضٌ يحصد الأرواح كل يوم بلا علاج ولا رادع. نظامٌ يزداد توحشّه يوما بعد يوم بمساعدة السحرة، فهل لهذا المرض سحرة أيضا في الخفاء؟
مرض حوّل العالم كله إلى ما يشبه السجون، ونظام استطاع، بقوة الفقر والحصانة الدولية، أن يبني 24 سجنا (باسم الله ما شاء الله) على أحدث طرز القسوة والمتانة والهيبة والجودة الدولية، وفي فترة قياسية تُدخله بحق في الموسوعة العالمية في سرعة بناء السجون وتشييدها.
نظامٌ يتباهى بإنجازاته كل يوم، ومرضٌ وبائي خطير يتبختر كل ساعة في العالم، من هول ما أنجزه من أرواحٍ صعدت إلى السماء. نظام يبني الكباري، في أيام قليلة، للنقل السريع، ومرضٌ ينقل المرضى إلى المستشفيات، والموتى إلى القبور، في لمح البصر بالمئات. نظامٌ لا أحد يعرف بنيته ولا معناه ولا مبناه، ومرضٌ لا تعرف البشرية مصدره أو علاجه، أو حتى طرق الوقاية منه، سوى أن تسجن نفسك، وتنتظر الفرج من الله، كالسجن الاحتياطي الذي يمتد سنوات وسنوات، من غير محاكمة، تماما من دون أن تعرف جريمتك. نظامٌ بدأ من معمل الخديعة بفلوس رجال الأعمال وثلاثة وزراء داخلية، وتلك موسوعةٌ أخرى لأول وآخر خديعة شعبية برجال المال ووزراء الداخلية، تحت اسم ثورة في "نصف ساعة بعد غروب الشمس"، ومرض خدع العالم كله، من دون أن نعرف من ركّبه في المعامل.
نظامٌ غيّر الدستور، بعدما ركنه على الرفّ سنوات، بحيث لا يراه أحد، وفيروسٌ لا يُرى أبدا بالعين المجرّدة. نظامٌ بلا استراتيجية سوى القتل والدم، ولا يمتلك أي مشروعيةٍ سوى القتل وسرقة "الفكّة" من المرتبات، وحتى أصحاب المعاشات والله، وذلك لأن صاحب النظام بدأ مشروعة "بحلم قتل"، فقد حلم برئيس أسبق يعطيه في الحلم سيفا، وقد كتب عليه بالأحمر "لون الدم": لا إله إلا الله محمد رسول الله، واستطاع أن يفرّق ما بين رجال أعماله وخصومه، فأوفى الرجل لحلم الدم تماما ونبوءة السيف، وزوّده العالم المتحضّر جدا بالرافال والرصاص والقنابل، ومرضٌ ليس له أي هم سوى حصد الأرواح بلا تفرقة ما بين الناس في عقيدتهم.
نظامٌ يحرص على مسلسلات رمضان، على الرغم من فقره، مقتربا من أنفاس المشاهير وفيلاتهم ومجوهراتهم، وموتٌ هو الآخر اقترب من حناجر المشاهير وأرواحهم. كورونا يضرب في كل بلد، ونظام استعان بشيخ له لحية بيضاء وقلنصوة خضراء، وصرخ فيهم: "اضرب في المليان".
نظامٌ له جنود من عفاريت وكَذَبة، وفيروسٌ أطلق كل عفاريته على أجساد العالم. نظامٌ يستثمر في الإرهاب كل ساعة، ومرضٌ صار بديلا للإرهاب وحديث العالم. نظامٌ انسجم مع المرض، ومرضٌ انسجم مع نظام، بعدما تحابّا في السر شهرا، ثم أعلنا الغرام.