اتهم وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، اليوم الاثنين، قوات حزب "الاتحاد الديمقراطي" بممارسة التطهير العرقي، شمال سورية، مهدداً باستهدافها في حال لم تنسحب نحو شرق الفرات، فيما انتقدت الولايات المتحدة الأميركية الاشتباكات بين القوات التركية، وبين من قالت إنهم بعض "جماعات المعارضة السورية"، واصفة إياها بأنها "غير مقبولة".
وقال جاووش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الهولندي برت كويندرس، في أنقرة، إن "هدف العمليات التي بدأت في جرابلس، هو تطهير المنطقة من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وكما رأينا، باستخدام قوة صغيرة، بدأت قوات داعش بالهرب وترك المنطقة".
وأضاف أن "الاتحاد الديمقراطي، وكما تعهد للولايات المتحدة الأميركية وكما صرح، لا بد له من الانسحاب إلى شرق الفرات، وإن لم ينسحب فإنه سيتحول إلى هدف".
وبيّن أن "الاتحاد الديمقراطي عمد إلى إجراء تطهير عرقي في المنطقة التي سيطر عليها".
وتابع: "يجب إعادة توطين الذين تركوا منطقة منبج، ولكن الاتحاد الديمقراطي يجبر من لا يفكر مثله على الهجرة ويقوم بتطهير عرقي، وهذا هو سبب انزعاج الاتحاد الديمقراطي من عملية درع الفرات".
وعن رفض أنقرة زيارة البرلمانيين الألمان، للجنود الألمان المتواجدين في قاعدة إنجرليك العسكرية، قال جاووش أوغلو، إن "الزيارة مرتبطة بالخطوات التي ستتخذها ألمانيا، وإن قامت الأخيرة باتخاذ الخطوات المطلوبة، سنمنح الإذن بزيارة إنجرليك، وإلا فإن هذه الزيارة لن تتم".
بموازاة ذلك، قال مصدر عسكري تركي إن القوات المسلحة التركية نفذت 57 ضربة مدفعية على 16 هدفاً، شمال سورية، خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
وأشار المصدر لـ"رويترز" إلى أن الضربات استهدفت "جماعات إرهابية" دون أن يحدد ما إذا كان القصف استهدف المليشيات الكردية أو تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
وفي السياق، انتقدت الولايات المتحدة الاشتباكات التي وقعت بين القوات التركية ومن سمتهم "بعض جماعات المعارضة" في شمال سورية واصفة إياها بأنها "غير مقبولة" ودعت كل الأطراف المسلحة في الاشتباكات إلى الامتناع عنها والتركيز على قتال تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ونقل المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف ضد "الدولة الإسلامية"، بريت مكجورك، على حسابه الرسمي على "تويتر"، عن بيان لوزارة الدفاع "نريد أن نوضح أننا نرى هذه الاشتباكات في المناطق التي لا وجود للدولة الإسلامية بها، غير مقبولة ومبعث قلق بالغ".
وأضاف: "ندعو كل الأطراف المسلحة إلى التوقف. الولايات المتحدة منخرطة بنشاط في تسهيل تفكيك هذه النزاعات وتوحيد التركيز على الدولة الإسلامية التي ما زالت تمثل تهديداً خطيراً ومشتركاً".
إلى ذلك، قال متحدث باسم "وحدات حماية الشعب الكردية" إن "مزاعم تركيا بأنها تقاتل قوات الوحدات غربي الفرات في شمال سورية غير صحيحة وهي مجرد حجج واهية، لتوسيع احتلالها لأراض سورية" على حدّ زعمه.
وقال ريدور خليل لـ"رويترز": "ليس هناك أي تعزيزات عسكرية للوحدات باتجاه منبج نهائياً، وكل الإدعاءات التركية بأنها تحارب الوحدات غرب الفرات لا أساس لها من الصحة وهي مجرد حجج واهية لتوسيع احتلالها للأراضي السورية".