15 أكتوبر 2016
أنوار السماء المنسية
فاروق شريف (سورية)
مازال صدی خطوات الوحي يصدحُ في أرضٍ تئنُّ من ضرباتِ سيوفٍ تقطّعُ حبائل تركها الوحي ممتدةً بين الأرض والسماء يوم مولد نبيي الهدی محمد وعيسى عليهما من الله السلام.
في هذه الليالي، اجتمعَ تاريخ مولدهما علی موعدٍ تدارُ في ساعاته رحی حربٍ باسميهما، وهما في دفء نوريهما يبكيان إنسانيةً تفرُّ من الأجساد التي لم يبقَ فيها إلا دخانُ التوحّش الهائج في مدارات الحروب.
طائراتٌ مقدّسة ترشُّ بمياهٍ كنسيّة لتقتل كلّ يومٍ أطفالاً ذنبهم أنـّهم ولدوا في أرضٍ ترابُها خليطٌ من الكافور العربيّ المحمديّ والحناءُ الآرامية المسيحيـّة، ورماحٌ ثقّفتها ثقافةُ التكفيرِ لتطعنَ مآذن المساجدِ باسم المساجد.
يا تری، لمن سيوزّع "بابا نويل" هذا العام هداياهُ، وعلی شرف من ستقام المولويات وتغنّی الأناشيد المحمدية؟ وكيفَ يحصلُ هذا ومازال يهوذا يصلبُ المسيحَ كلَّ يوم؟ ومسيلمةُ يقود حروب الردّةِ علی أعناقِ النصوص؟ وكلاهما يبحثان عن جذور الإرهاب في أراجيحِ الأطفال وظلال عجائز الزيتون.
في الشامِ، تـُدار المعارك من الساحل إلی نهر الفرات، ومن الأغوار حتی الغيوم، لأجل القضاء على الإرهاب، من دون أن يخطر في بال القتلةِ أنّ بلاداً تربّي أبناءها منذ صغرهم علی انتظار رأس السنةِ، ليحلمون ببابا نويل، حاملاً معه الحلوی. وفي الوقت نفسه، ينتظرون المولد النبوي، لينشدون "طلع البدر علينا"، لا يمكن أن تنتجَ إرهاباً يفصلُ بين الثقافتين اللتين
يحاولون أنْ يسلخوهما عن جسد هذه الأرض، يقتلون أحلام الصغار عن بابا نويل المنتظر، والشيخ الصوفي المبشّر بمولد السلام، يجعلون من بابا نويل قائد طائرة توزع الخراب والدمار، ومن الشيخ الصوفيّ سيّافاً يقطّع الرقابَ، فمن هو عدوّ الأديان الحقيقي؟ أهلُ هذه البلاد أم هم!
ماذا سيقولان للنبيين الذين يتظلل بلحيتيهما الأطفال الفارون من جحيم الحروب التي لم يكتفِ عرّابوها بسرقةِ الليمون والزيتون وتمور المدينةِ، بل يهدمون أعمدةَ الأنوار الساطعة من غار حراء ومغارة بيت لحم، يريدون أن يغلقوا الغار والمغارة إلی الأبد لتطبقَ الظلمةَ علی النفس البشرية، وينشروا خفافيشهم، فتعيثَ فوضويةً هدّامةً لكلّ ما هو جميلٌ وبريء.
اقتربَ البدرُ من التمام، معلناً تاريخ ميلاد النبيين، وحضّرت النجوم لوازم الحفلِ نائية عن الأرض التي دُنّستْ، وأطلقتْ السماءُ تراتيلها منتظرةً حضور النبيين ليمسحا علی رؤوس الضحايا الأبرياء، كأنّما السماءُ المعنيّة برسالة الهدی، لا الأرض، فهلّ ثمةَ من جوقةٍ بشريّة تطوف علی المدافع والمقاصل لتذكّرها بمقصد رسالة النبيين، وتنشد :
ولد الهدی فالكائناتُ ضياءُ/ وفمُ الزمان تبسم وثناء.
في هذه الليالي، اجتمعَ تاريخ مولدهما علی موعدٍ تدارُ في ساعاته رحی حربٍ باسميهما، وهما في دفء نوريهما يبكيان إنسانيةً تفرُّ من الأجساد التي لم يبقَ فيها إلا دخانُ التوحّش الهائج في مدارات الحروب.
طائراتٌ مقدّسة ترشُّ بمياهٍ كنسيّة لتقتل كلّ يومٍ أطفالاً ذنبهم أنـّهم ولدوا في أرضٍ ترابُها خليطٌ من الكافور العربيّ المحمديّ والحناءُ الآرامية المسيحيـّة، ورماحٌ ثقّفتها ثقافةُ التكفيرِ لتطعنَ مآذن المساجدِ باسم المساجد.
يا تری، لمن سيوزّع "بابا نويل" هذا العام هداياهُ، وعلی شرف من ستقام المولويات وتغنّی الأناشيد المحمدية؟ وكيفَ يحصلُ هذا ومازال يهوذا يصلبُ المسيحَ كلَّ يوم؟ ومسيلمةُ يقود حروب الردّةِ علی أعناقِ النصوص؟ وكلاهما يبحثان عن جذور الإرهاب في أراجيحِ الأطفال وظلال عجائز الزيتون.
في الشامِ، تـُدار المعارك من الساحل إلی نهر الفرات، ومن الأغوار حتی الغيوم، لأجل القضاء على الإرهاب، من دون أن يخطر في بال القتلةِ أنّ بلاداً تربّي أبناءها منذ صغرهم علی انتظار رأس السنةِ، ليحلمون ببابا نويل، حاملاً معه الحلوی. وفي الوقت نفسه، ينتظرون المولد النبوي، لينشدون "طلع البدر علينا"، لا يمكن أن تنتجَ إرهاباً يفصلُ بين الثقافتين اللتين
يحاولون أنْ يسلخوهما عن جسد هذه الأرض، يقتلون أحلام الصغار عن بابا نويل المنتظر، والشيخ الصوفي المبشّر بمولد السلام، يجعلون من بابا نويل قائد طائرة توزع الخراب والدمار، ومن الشيخ الصوفيّ سيّافاً يقطّع الرقابَ، فمن هو عدوّ الأديان الحقيقي؟ أهلُ هذه البلاد أم هم!
ماذا سيقولان للنبيين الذين يتظلل بلحيتيهما الأطفال الفارون من جحيم الحروب التي لم يكتفِ عرّابوها بسرقةِ الليمون والزيتون وتمور المدينةِ، بل يهدمون أعمدةَ الأنوار الساطعة من غار حراء ومغارة بيت لحم، يريدون أن يغلقوا الغار والمغارة إلی الأبد لتطبقَ الظلمةَ علی النفس البشرية، وينشروا خفافيشهم، فتعيثَ فوضويةً هدّامةً لكلّ ما هو جميلٌ وبريء.
اقتربَ البدرُ من التمام، معلناً تاريخ ميلاد النبيين، وحضّرت النجوم لوازم الحفلِ نائية عن الأرض التي دُنّستْ، وأطلقتْ السماءُ تراتيلها منتظرةً حضور النبيين ليمسحا علی رؤوس الضحايا الأبرياء، كأنّما السماءُ المعنيّة برسالة الهدی، لا الأرض، فهلّ ثمةَ من جوقةٍ بشريّة تطوف علی المدافع والمقاصل لتذكّرها بمقصد رسالة النبيين، وتنشد :
ولد الهدی فالكائناتُ ضياءُ/ وفمُ الزمان تبسم وثناء.
مقالات أخرى
31 مايو 2016
20 ابريل 2016
08 ابريل 2016