يخشى أهالي الغوطة الشرقية المحاصرة، من مصير مشابه لما مرّ به سكان مدينة حلب، مطلع عام 2017، عندما حاصرتهم قوات النظام واستهدفتهم بكافة أنواع الأسلحة، بالتزامن مع توجه حشود من قوات النظام السوري نحو الغوطة.
يقول محمود الدوماني، لـ"العربي الجديد"، إن "المدنيين في الغوطة الشرقية لا يغادرون أقبية منازلهم، بسبب القصف، ومن يملك قبواً تحت منزله في المنطقة يعتبر محظوظاً. معظم المحال التجارية والأسواق مغلقة في المنطقة بسبب شدة القصف، والأهالي يخشون ارتكاب قوات النظام التي تحشد لاقتحام الغوطة مجازر جماعية بحقهم، كما حدث في حلب".
ويشير إلى أن هناك مخاوف بين المدنيين من الإعدامات الجماعية، والقصف العشوائي بغرض القتل، واستهداف أقبية المنازل التي تسكنها عائلات، معظمها من الأطفال والنساء.
بدوره، عبر يوسف المحباني، العامل في مجال الإسعاف، عن مخاوفه من استهداف قوات النظام لمصادر المياه والطعام المتبقية في المنطقة من أجل قتل أكبر عدد ممكن من سكان الغوطة، وإجبار الباقين على قبول التهجير.
وأوضح أن معظم الجرحى الذين يصابون في القصف لا تتم معالجتهم بسبب النقص الحاد في الأدوية، وتترك الجراح لتودي بصاحبها إلى الموت، أو تعفن العضو المصاب، مبيّنا أن "المرضى الـ400 الذين كان مقررا أن يتم إخراجهم إلى العاصمة دمشق من أجل تلقي العلاج تزداد أوضاعهم سوءاً، وقد يموت كثير منهم خلال الساعات القادمة".
وقال المحباني إنّه "تم اللجوء لمداواة الجرحى والمرضى في المنازل، بسبب قصف المستشفيات والنقاط الطبية من قبل قوات النظام، والخوف من المزيد من القصف على ما تبقى ضمن الخدمة منها".
وقتل في الغوطة الشرقية المحاصرة، نتيجة قصف مدفعية النظام وطائراته، اليوم الإثنين، أكثر من 31 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى إصابة العشرات.
وشهدت المنطقة منذ الأسبوع الثاني من شهر فبراير/ شباط الحالي قصفاً عنيفاً، أدى إلى مقتل نحو 250 مدنياً، إضافة إلى جرح الآلاف، وخروج عشرات المنشآت الخدمية من العمل.