اعتصم العشرات من أهالي الرهائن المحتجزين لدى فصائل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، اليوم السبت، في ساحة الأمويين، وسط العاصمة دمشق، مطالبين النظام بالعمل من أجل الافراج عن أبنائهم.
وكشف مصدر مشارك في الاعتصام، فضل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد" أن المشاركين أتوا من مناطق مختلفة من سورية، ورفعوا لافتات كتبوا عليها أسماء أبنائهم من الرهائن، مجتمعين على هدف واحد هو إيصال صوتهم إلى أعلى المستويات في السلطة السورية.
وأعرب المصدر عن أمله في أن يستجيب النظام ويقبل مبدأ التفاوض على الرهائن مع الفصائل التي تحتجزهم، مؤكداً أنهم خلال اعتصامهم اليوم، لم يسمح لهم بالدخول إلى مبنى الاذاعة والتلفزيون، لنقل معاناتهم وصوت أبنائهم إلى الرأي العام.
ولفت إلى وجود دوريات عدة من الأجهزة الأمنية في المكان، اكتفت بمراقبة الاعتصام الذي استمر نحو ساعة ونصف ساعة. وحين بادر عدد من الشبان المعتصمين لتصوير الاعتصام، تدخل عناصر الأمن وصادروا الأجهزة المحمولة منهم.
وأعرب المصدر عن نية الأهالي تكرار تجربتهم "الناجحة" في دعوة أكبر عدد ممكن من أهالي الرهائن، إذا لم تُستجب مطالبهم.
وتخضع نحو 1500 عائلة من أسر الضباط واللجان الشعبية والشبيحة والموالين للنظام، للاحتجاز منذ نحو ثمانية أشهر، من قبل فصائل المعارضة المسلحة التي سيطرت على مدينة عدرا العمالية أواخر السنة الماضية، واقتادتهم إلى أماكن مجهولة داخل الغوطة الشرقية. وتشترط لإخلاء سبيلهم، الإفراج عن المعتقلين لدى النظام من أبناء الغوطة الشرقية.
وكان وسطاء محليون قد عملوا من أجل إجراء صفقة مبادلة بين المعارضة المسلحة والنظام، غير أنها لم تتكلل بالنجاح. كما حاول عدد من أهالي الرهائن، عبر مشايخ الدين من مختلف الطوائف ومن خلال علاقاتهم بأشخاص متنفذين في السلطة، ممارسة ضغط على النظام للقبول بصفقة المبادلة من دون أي نتيجة تذكر.
ويتهم المتحدث باسم "جيش الإسلام"، عبد الرحمن الشامي، النظام بعدم المبالاة والاكتراث لضباطه وأسرهم. ويعتقد أن جيش الإسلام أحد الفصائل الذي يحتجز نحو 55 في المئة من الرهائن.
وكشف الشامي لـ"العربي الجديد" أن "ضباط الأمن رفضوا حتى القبول بمبدأ التفاوض عبر وسطاء"، مشدداً على أن فصائل المعارضة المسلحة تعامل المحتجزين أفضل معاملة ممكنة، ولكن العديد منهم مرضى وبحاجة إلى العلاج والدواء، وبأن ظروف الحصار لا تسمح لهم بالحصول على ما يلزم.
وحمّل المسؤولية للنظام، مطالباً المنظمات الدولية كالصليب الأحمر وغيرها بالضغط عليه، للدخول إلى الغوطة والإشراف على المرضى وتقديم العلاج لهم.
وعبر الشامي لـ"العربي الجديد" عن "الاستعداد التام والفوري للتفاوض على إخراج العائلات مقابل المعتقلين لدى النظام، وأن الأمر لا يحتاج من المسؤولين عن الملف سوى رفع سماعة الهاتف والاتصال بنا على الأرقام الموجودة لديهم مسبقاً عبر الوسطاء".
يشار إلى أن جيش الإسلام أطلق قبل يومين سراح الرهينة سميرة محمود رحمة، من مصياف، من دون مقابل، لدواع وصفها بـ"الإنسانية"، تتعلق بكبر سنها، وحاجتها الماسة إلى العلاج، وعدم توفر الإمكانيات في الغوطة الشرقية.
كذلك قضى خمسة من الرهائن أخيراً إثر تعرض مدينة دوما في الغوطة الشرقية، إلى قصف مركز من قبل قوات النظام وطائراته الحربية، ثالث أيام عيد الفطر. وهو ما أسفر عن سقوط العشرات من المدنيين بين قتيل وجريح.