ونظّم أهالي مرضى السرطان اليوم، وقفة أمام مجلس الوزراء الفلسطيني بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، وطالبوا فيها بضرورة استثنائهم من قضية وقف التنسيق مع إسرائيل، والسماح لهم بمنحهم تحويلات كي يكملوا علاجهم في المستشفيات الإسرائيلية التي حولوا إليها ويتعالجون فيها منذ سنوات، وحملوا لافتات تطالب بذلك.
فيصل طروة من الخليل جاء إلى الوقفة ليعتصم ويطالب بضرورة توفير تحويلة طبية له لاستكمال رحلة ابنه سعيد المريض بسرطان الكلى، الذي يعالج في المستشفيات الإسرائيلية منذ 3 سنوات. وقال طروة لـ"العربي الجديد"، على هامش الوقفة: "لقد حاولنا علاجه قبل ذلك في مستشفى بيت جالا الحكومي في بيت لحم دون جدوى وتم تحويله قبل 3 سنوات للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية بعد تراجع حالته الصحية".
ولفت طروة إلى أن طفله سعيد يعيش بكلية واحدة، والآن بعد أن توقفت التحويلات الطبية إلى إسرائيل نتيجة وقف التنسيق والعمل بالاتفاقيات التي أعلنتها القيادة الفلسطينية لم يسمح له بصرف تحويلة جديدة، رغم أن لديه موعدا لأخذ صور للكشف عن حالته الصحية.
أما محمد كميل من جنين، فإنه جاء ليعتصم أمام مجلس الوزراء الفلسطيني للسماح له بصرف تحويلة طبية لعلاج ابنه ذي الـ18 عاما في المستشفيات الإسرائيلية، إذ يتعالج منذ عامين من مرض سرطان الدم في مستشفى "تل هاشومير" الإسرائيلي، بعدما لم يتمكن الأطباء الفلسطينيون في الضفة الغربية من علاجه، ومنذ عام ونصف وكميل عاطل عن عمله ويرافق ابنه إلى المستشفى.
يقول كميل لـ"العربي الجديد": "ابني زرع نخاعا وفشلت العملية، وهو الآن بحاجة لزراعة نخاع وتكملة علاجه مرة أخرى، إن التكاليف باهظة الثمن ولا نقدر عليها نحن الأهالي، الآن وبعد رحلة العلاج الطويلة التي شارفت على النهاية، لا يمكن التوقف، إذ إنه من الممكن أن يعود المرض إليهم، وربما نخسر أبناءنا، الأصل أن يكون هناك استثناء للحالات المرضية".
أما هلا سعد الدين من مدينة نابلس والتي تعاني من مرض لوكيميا الدم بشكل حاد ومزمن، فإنها جاءت لتشارك بوقفة مطلبية أمام مقر رئاسة الوزراء الفلسطينية كي يسمح لها بحوالة طبية وتغطية لعلاجها المكلف والباهظ الثمن، وتقول لـ"العربي الجديد": "لقد صرفوا لي الدواء خلال الفترة الماضية، والعلاج باهظ الثمن جدا، وكانت وزارة الصحة تطلب مني أن أغير نوعيته، ومنذ وقف التنسيق والعمل بالاتفاقيات مع إسرائيل، لم نتمكن من الحصول على تحويلة لصرف الدواء".
وفي السياق، يقول زوج هلا، جاد الجوهري لـ"العربي الجديد": "خلال الفترة الماضية، صرفوا العلاج لزوجتي بصعوبة أربع مرات كونه باهظ الثمن، وحين توقف التنسيق رفضوا منحنا تحويلة وتغطية للعلاج، وزوجتي بحاجة لهذا النوع من العلاج تحديدا وهو موجود في مستشفى هداسا عين كارم في القدس، وتكلفة الحبة الواحدة منه يوميا ألف شيقل (290 دولارا)، لكننا مضطرون ويجب السير على خطة العلاج"، مشيرا إلى أن مرضى السرطان يجب أن يعالجوا وفق خطة محددة، وقال: "نحن نطالب بأن يبعدوا المرضى عن الأمور السياسية".
هبة بحر من بلدة بيت أمر شمال الخليل جنوب الضفة الغربية، طفلها إبراهيم الذي يبلغ من العمر 12 عاما وهو مصاب بسرطان العظام، ويعالج منذ 3 سنوات في مستشفى هداسا عين كارم في القدس، وأخذ العديد من جلسات العلاج الكيميائي، قبل نحو ستة أشهر صورت ابنها صورة طبية وكان وضعه الصحي جيدا، لكنها قبل شهر صورته صورة أخرى، وتبين للأطباء أنه بحاجة لعملية لإزالة يده من الكتف، وفق ما توضحه الأم لـ"العربي الجديد".
تقول هبة: "حاليا لدينا مهلة عشرة أيام، وبقي منها أسبوع، موعدنا للعملية في الـ24 من الشهر الجاري، تقدمت للحصول على تحويلة طبية، لكن وزارة الصحة لم تتجاوب معنا، أنا أخشى على ابني، وفي حال دخل المرض إلى جسده، فإن الأطباء لن يستطيعوا السيطرة عليه، جئت إلى هنا اليوم، لإنقاذ حياة ابني ومنحي تحويلة طبية للعلاج". ولا يوجد رقم دقيق حول عدد المرضى الذين انقطع علاجهم أو لم يتمكنوا من العلاج من السرطان في المشافي الإسرائيلية بسبب وقف التنسيق الأمني والمدني مع الاحتلال وما سبقه، لكن معطيات أولية تشير إلى أنهم بالمئات، حيث كان تسبب قرار سابق قبل أكثر من عام بوقف التحويلات الطبية إلى المشافي الإسرائيلية بتقليص كبير لعدد المرضى الفلسطينيين المحولين للعلاج في المستشفيات الإسرائيلية.