أوامر اعتقال لمتورطين بقمع التظاهرات بالعراق ومليشيا "العصائب" تغلق مقراتها بالجنوب

09 يونيو 2020
الاحتجاجات تعود للشارع العراقي (حيدر حمداني/ فرانس برس)
+ الخط -

مع تجدد التظاهرات في مدينتي النجف والناصرية جنوبي العراق لليوم الثالث على التوالي، أكد مسؤولون في محافظة ذي قار، اليوم الثلاثاء، صدور أوامر اعتقال بحق ضباط متهمين بقمع التظاهرات التي اندلعت في المحافظة وبقية مناطق العراق في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي.
وبالتزامن أعلنت مليشيا "العصائب"، أبرز الفصائل المسلحة المرتبطة بإيران إغلاق مقراتها في جنوب ووسط العراق بعد سلسلة هجمات تعرضت لها من قبل المتظاهرين.

وقال نائب محافظ ذي قار، حازم الكناني، إن لقاءً مشتركا جمع عددا من أسر قتلى التظاهرات، ومحتجين، وقائد شرطة ذي قار، وتم خلاله مناقشة ملف التظاهرات والإجراءات القانونية بحق المتهمين بقمع المتظاهرين، موضحا في بيان له أن المحكمة أصدرت 15 مذكرة قبض على ضباط شاركوا في قمع التظاهرات السلمية. ولفت إلى أنه صدر أمر اعتقال بحق رئيس اللجنة الأمنية السابق في مجلس المحافظة، جبار الموسوي، ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة.
وأكد أن القضاء أصدر مذكرة القبض بحق الفريق الركن جميل الشمري، قائد خلية الأزمة في ذي قار أثناء اندلاع الاحتجاجات، مع منعه من السفر، ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة، وكذلك إسقاط أغلب الشكاوى التي سجلت ضد المتظاهرين وعددها نحو 400 شكوى.
يشار إلى أن التظاهرات التي انطلقت في العاصمة بغداد ومحافظات جنوبية من بينها ذي قار قبل أكثر من 8 أشهر للمطالبة بالإصلاح وتغيير الطبقة السياسية، نجحت في إرغام الحكومة السابقة برئاسة عادل عبد المهدي على الاستقالة، إلا أنه سقط خلالها نحو 700 قتيل بنيران القوات الأمنية والمليشيات، فضلا عن نحو 26 ألف مصاب، بحسب تقارير محلية.
وشهدت مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، الثلاثاء، مسيرة طلابية توجهت نحو ساحة الحبوبي وحمل المشاركون فيها صور قتلى التظاهرات، بينما تظاهر العشرات من المحاضرين المجانيين للمطالبة بتعيينهم في الملاك الدائم.


إلى ذلك، تجددت مساء الثلاثاء التظاهرات في النجف للمطالبة بإقالة المحافظ لؤي الياسري ونائبيه، وعدد من مدراء المؤسسات في المحافظة، بحسب مصادر محلية قالت لـ "العربي الجديد" إن الاحتجاجات بدأت قرب دار ضيافة المحافظ المجاورة لمبنى المحافظة.
وأكدت المصادر أن قوات مكافحة الشغب استخدمت الغاز المسيل للدموع، ما دفع المتظاهرين للانسحاب والتظاهر في شارع قريب يضم مؤسسات حكومية من بينها الضريبة والجنسية، مشيرة إلى حدوث حالات اختناق بين المصابين ما استدعى نقلهم إلى المستشفيات القريبة.


في غضون ذلك، قال قيس الخزعلي، زعيم مليشيا "العصائب"، إحدى أبرز المليشيات المرتبطة بإيران في العراق، إنه قرر إغلاق جميع المقرات التابعة للمليشيا في محافظات الوسط والجنوب حتى إشعار آخر، وذلك بعد سلسلة من عمليات الحرق والتدمير على يد المتظاهرين.

وأكد الخزعلي بحسب البيان الذي نقلته وسائل إعلام محلية أن القرار جاء نتيجة ما وصفه بـ"معلومات عن أجندات ومشاريع أجنبية تهدف لتأجيج مشروع فتنة بالفترة القادمة تستهدف الجهات التي أفشلت مشروع داعش الإرهابي، وجرها إلى العنف والاقتتال الداخلي وإراقة الدماء، ومن ثم العمل على تجريمها واستهدافها"، وفقا لزعمه.

وتابع قائلا إن "كل ذلك من اجل إفراغ الساحة من الوجود الوطني المدافع عن السيادة والمناهض للوجود الأجنبي خصوصا مع اقتراب موعد التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية".