التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما، مساء أمس الثلاثاء، بممثلين عن الدول العربية الخمس (السعودية، الإمارات، قطر، الأردن والبحرين)، التي أُعلن عن مشاركتها في الضربات العسكرية المستمرة ضد مواقع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سورية. وقال أوباما، في حديث للصحافيين، إنه "بفضل الجهود غير المسبوقة للتحالف يمكننا توجيه رسالة بأن العالم موحد". وكان الرئيس الأميركي قد صرح في وقت سابق، أمس الثلاثاء، أن المعركة التي تقودها بلاده هي "ليست معركة أميركية بقدر كونها معركة للدول الرافضة للإرهاب"، متعهداً بالاستمرار في ضرب "داعش".
ويواصل الرئيس الأميركي مشاوراته في هذا الصدد في نيويورك قبل خطاب سيلقيه، صباح اليوم الأربعاء، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن المتوقع أن ينص الخطاب على دعوة دول إضافية للانضمام إلى التحالف الذي يضم حتى الآن أكثر من 50 دولة، بحسب ما أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، على هامش اجتماعات الجمعية العامة في نيويورك.
وفي سياق متصل، وجهت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، سامنثا باور، رسالة باسم بلادها للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، حول الضربات التي نفذتها واشنطن ودول عربية حليفة في سورية ضد "داعش". وجاء في الرسالة أن "الضربات ضرورية بغية إزالة خطر (الدولة الإسلامية) عن المنطقة والحلفاء". وأكدت السفيرة الأميركية أن بلادها نفذت الضربات بموجب البند 51 من ميثاق الأمم المتحدة والذي "يعطي الحق للدول بالدفاع عن نفسها بصورة فردية أو جماعية ضد هجوم مسلح"، كما جاء في البيان.
وفي السياق نفسه كان الأمين العام للأمم المتحدة، قد أعلن أن باور، قامت بإبلاغ سفير سورية في الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أن بلادها ستشن ضربات على مواقع في سورية، خلال ساعات قبل بدء الطلعات الجوية. ونفى البيت الأبيض، أن تكون الهجمات ضد مواقع "داعش" قد حدثت بالتنسيق أو التعاون مع النظام السوري. وأرادت الإدارة الأميركية في هذا الصدد التأكيد على أنها ترفض التعاون مع النظام السوري ولكنها أعلمته بهجماتها. ونقلت وسائل الاعلام سورية تأكيد دمشق على معرفتها بالهجمات.
وانتقدت كل من روسيا وإيران الضربات الجوية التي نفذها الطيران الأميركي مع دول خليجية لمواقع "داعش" في سورية. وكانت روسيا قد عبرت مراراً عن معارضتها لتنفيذ الضربات من دون التنسيق مع النظام السوري، ولوحت باستخدام حق النقض "فيتو" إذا ما أرادت الولايات المتحدة أن تصدر قراراً في هذا الصدد في مجلس الأمن من دون التنسيق مع سورية. ومن جهته وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني، التحالف الدولي بأنه "غير شرعي"، وقال إنه "كان يتوجب على سورية ألا توافق عليه".