البروتستانت الأوائل وصلوا من الولايات المتحدة إلى يافا في منتصف القرن التاسع عشر، وأسّسوا مستوطنات بالقرب منها. في عام 1863، قدمت سيّدة اسكتلنديّة تدعى أرنوت، وافتتحت بمساعدة متبرّعين من بلدها، مدرسة طابيطا الكائنة في الشارع الرئيسي "يفت" بهدف تعليم الفتيات العربيّات واليهوديّات الأشغال اليدويّة.
أسس الكنيسة الإنجيليّة وضعت عام 1884 من خلال جمع تبرّعات، ولكن رفض العثمانيون افتتاحها، فتم ذلك فقط زمن حكم الإنكليز عام 1922، وبقيت هذه الكنيسة فعّالة حتى عام 1967 وخدمت ما يقارب ثماني عائلات محليّة، رغم عدم وجود قس في يافا، إذ كان يحضر من الرملة أو حيفا أو القدس.
وينتمي الأديب الفلسطيني إميل حبيبي إلى الطائفة البروتستانتيّة، بالإضافة إلى صليبا خميس، قائد مؤتمر العمّال العرب في فلسطين التاريخيّة.
وفي حديث مع القس صموئيل فانوس من الرملة، قال لـ"العربي الجديد" إنه "رغم إغلاق الكنيسة منذ عشرات السنين، هنالك مخطّط لإعادة افتتاحها قريباً، إذ كانت الخطة من قبل بضع سنوات، لكن الحاجة لترميم الكنيسة في عكّا، عطّلت مخطّط ترميم وافتتاح كنيسة مار بطرس في يافا. لذلك، نأمل أن تتم إعادة الحياة لها عبر اللقاءات والصلوات للمعنيين من أبناء الطائفة الإنجيليّة في يافا والمنطقة من عرب وأجانب".
وأضاف فانوس أنه يأمل أيضًا افتتاح الكنيسة للحجّاج والسيّاح الذين يقدمون إلى يافا بالأعداد الغفيرة سنويًا، لكون يافا مدينة مركزية من بعد القدس. كما أكّد أن إعادة الحياة للكنيسة لا تعني محاولة إدخال المسيحيين من باقي الطوائف للطائفة الإنجيليّة، بل دعوة للالتفاف حول الكنيسة التي كانت عرضة للإهمال لعشرات السنين.
وعلى هذا الصعيد، تمّ قبل بضعة أيّام اقتحام الكنيسة من قبل شركة تصوير إسرائيليّة، متحجّجة بأن الكنيسة مهجورة منذ عشرات السنوات وبأنهم جاؤوا فقط لتصوير بعض المقاطع ومن ثم ترك الموقع، الأمر الذي لفت انتباه أحد الجيران الذي استدعى الشرطة لتطردهم خارج أسوار الكنيسة.
وما زالت المطرانيّة الإنجيليّة في القدس تملك العقارين، وهما الكنيسة والمدرسة (CMS) المهجورتان، وهنالك تحرّك من قبلها لتعيد الحياة ولو قليلاً للكنيسة والاستفادة من أرض المدرسة المهجورة لتحولها ربما لفندق مخصّص للحجّاج بشكل خاص من أبناء الطائفة.
ورغم الصعوبات الماليّة، التي تمر بها الكنيسة الإنجيليّة، سيتم قريبًا البدء في العمل لإعادة الصلوات في الكنيسة ومن بعد الانتهاء من الإشكاليّة القانونيّة التي تتعلّق بأرض المدرسة، سيتم البدء في التخطيط لمشروع ضخم يلائم طابع وموقع مدينة يافا التي تستقطب سنويًا مئات الآلاف من الحجّاج المسيحيين القادمين من كافة بقاع الأرض.