أوكرانيا: أوباما يعد بوروشنكو بمساعدات... والانفصاليون يستولون على قاعدة

والتقى أوباما بوروشنكو، اليوم الأربعاء، في بولندا، ووصف انتخابه بـ"الاختيار الرشيد لقيادة البلاد، وناقش معه سبل مساعدة الولايات المتحدة لأوكرانيا، "لسنوات" في تدريب قوات الأمن وأفراد الجيش الأوكرانيين. 

وأشار أوباما في مؤتمر صحافي، في وارسو، إلى أنّه "ناقش مع بوروشنكو، خطة إعادة الهدوء إلى أوكرانيا، وتعزيز النمو الاقتصادي، وتقليل الاعتماد على روسيا في مجال الطاقة".

وأفاد أنّ "بلاده ستقدم مساعدات لأوكرانيا بقيمة خمسة ملايين دولار، في شكل دروع واقية ونظارات للرؤية الليلية ومعدات اتصالات. وأعلن البيت الأبيض، أنّ "الرئيس الأميركي وافق على منح أوكرانيا أكثر من 23 مليون دولار في شكل مساعدات أمنية". وكانت الولايات المتحدة منحت أوكرانيا، بالفعل، مساعدات غذائية وأموالاً مخصصة لإمدادات طبية، ومساعدات غير قتالية أخرى، تتضمن ملابس وحقائب نوم ومولدات كهربائية، منذ مارس/آذار الماضي، حين بدأ الوضع يتدهور.

وجزم الرئيس الأميركي بعدم قبوله "احتلال روسيا للقرم أو انتهاكاتها لسيادة أوكرانيا".

ويُشارك أوباما في مراسم الذكرى الـ25 لأوّل انتخابات ديموقراطية في بولندا، الدولة السابقة ضمن الكتلة السوفياتية، وترتدي هذه الاحتفالات أهمية خاصة بسبب الأزمة بين الغربيين وموسكو بعد قيامها بضم القرم، كما من المقرر أّن يصل الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، إلى وارسو للقاء بوروشنكو.

 
ومن المقرر أنّ يلتقي أوباما مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الذكرى الـ70 لإنزال الحلفاء في النورماندي، إلا أنّ مسؤولين أميركيين أشاروا إلى أنّ الرئيسين لن يلتقيا على حدّة، مع أنّ أوباما سيعقد لقاءات ثنائية مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الذي سيستقبل بوتين في الاليزيه.

ميدانياً، أفادت الأنباء الواردة من لوغانسك (شرق أوكرانيا)، أن "انفصاليين استولوا، اليوم الأربعاء، على قاعدة تابعة للجيش الأوكراني، عقب هجوم نفذه نحو 300 عنصر من الانفصاليين الموالين لروسيا، الأمر الذي أسفر عن وقوع عدد كبير من الإصابات في صفوف الطرفين".

وسبق أنّ أكدّ مسؤولون أوكرانيون مقتل 6 انفصاليين، في اشتباكات وقعت ليلة أمس الثلاثاء، بين القوات الحكومية الأوكرانية وانفصاليين موالين لروسيا، في منشأة عسكرية، بالمنطقة ذاتها من المدينة، كاشفين أنّ "الاشتباكات استمرت قرابة 10 ساعات". كما كشف المسؤولون، أنّ "الاشتباكات أسفرت عن إصابة 3 جنود من القوات الأوكرانية، وأنّ الجنود انسحبوا من المنشأة العسكرية بعد نفاد الذخيرة التي بحوزتهم".

وكان المئات من الانفصاليين احتلوا قاعدة تابعة لقوات حرس الحدود الأوكراني، في لوغانسك أمس الأوّل الإثنين، بعد أنّ هاجموها بالصواريخ والأسلحة الأتوماتيكية والقنابل اليدوية.

كما قُتل رجل وإمرأة نتيجة قصف الجيش الأوكراني لمستشفى بمدينة كراسني ليمان، بمقاطعة دونيتسك، وفقاً لوكالة "روسيا اليوم"، بينما أعلن رئيس وزراء "جمهورية دونيتسك الشعبية"، المُعلنة من جانب واحد، أنّ "عناصر الحرس الوطني الأوكراني، أعدموا أعضاء لجان الدفاع الشعبي المصابين، الذين كانوا يتلقون العلاج في المستشفى". 

وبعد الحادث، انسحبت قافلة عسكرية أوكرانية تضمّ أكثر من 20 مدرعة من كراسني ليمان.

من جهتها، تدرس كييف إمكانية فرض الأحكام العرفية في الشرق، بعد تكليف القائم بأعمال الرئيس الأوكراني ألكسندر تورتشينوف، أمين مجلس الأمن القومي، أندريه باروبي، بالتعاون مع بعض المؤسسات الحكومية الأخرى، للنظر في إمكانية فرض الأحكام العرفية في لوغانسك ودونيتسك.

واعتبر تورتيشنوف أنّ "مثل هذه الخطوة ضرورية، من أجل وقف المواجهة المسلّحة والحيلولة دون سقوط خسائر فادحة في صفوف المدنيين والعسكريين، الذين يشاركون في العملية العسكرية ضد المحتجين المطالبين بالفيدرالية". وسبق أنّ قدّم القادة العسكريون والأمنيون تقريراً لتورتيشنوف، حول سير العملية العسكرية في دونيتسك، وأعلنوا عن "تطهير شمال المقاطعة بشكل كامل"، خلال العمليات التي جرت أمس الثلاثاء.

الى ذلك، أكدّت وزارة الخارجية الروسية أنّ وزير الخارجية سيرجي لافروف سيلتقي نظيره الأميركي جون كيري، اليوم الأربعاء، في باريس. وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين بساكي، أنّ "المباحثات ستتركز على الوضع في أوكرانيا في ضوء تنصيب الرئيس المنتخب بيترو بوروشينكو، الذي سيجري يوم السبت، وكذلك الجهود الرامية إلى إخراج الأسلحة الكيميائية المتبقية من سورية".