ارتفع منسوب التوتّر في أوكرانيا، اليوم، بعد وقوع اشتباكات في مرفأ ماريوبول، في دونيتسك، أوقعت 21 قتيلاً. وتزامن ذلك مع قيام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأول زيارة إلى القرم، وتأكيده أن روسيا أصبحت أقوى بالقرم. وهو ما أثار انتقادات أوكرانية وأميركية فضلاً عن احتجاج حلف شمال الأطلسي.
وأعلن وزير الداخلية الاوكراني، أرسين أفاكوف، أن عشرين متمرداً وشرطياً واحداً قتلوا في مواجهات وقعت يوم الجمعة، في مدينة ماريوبول (جنوب شرق اوكرانيا) الساحلية.
وقال أفاكوف على صفحته على "فايسبوك" إن "عشرين إرهابياً قتلوا وأربعة أسروا". وأضاف "قسم من المهاجمين اختبأوا في المدينة تاركين وراءهم أسلحتهم. بلغت خسائرنا قتيلاً وخمسة جرحى. ومبنى (الشرطة المحلية) يحترق".
وأشار إلى أن "مجموعة من نحو ستين إرهابياً مزودين بأسلحة رشاشة حاولوا الاستيلاء على مبنى الشرطة"، موضحاً أن قوات الأمن حصلت على تعزيزات. وأعقب ذلك "معركة حقيقية".
وبحسب مراسلين لوكالة "فرانس برس" في ماريوبول، فإن المبنى دمّر جزئياً وكانت النيران لا تزال تشتعل فيه بعيد الظهر.
وكانت جثتان في لباس مدني ملفوفتان بأغطية، ممددتين قرب المبنى. وقال شاهد عيان، قدم نفسه باسم الكسندر: "لقد حصل اطلاق نار كثيف". وأضاف لـ"فرانس برس": "نقلت في سيارة أجرة شابا جريحاً، لا أعرف إن نجا ام لا".
من جهتها، ذكرت قناة "روسيا اليوم" أن "الاشتباك وقع خلال احتفال المواطنين بيوم النصر"، الذي استغله الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للقيام بأول زيارة إلى شبه جزيرة القرم، يوم الجمعة، والتأكيد منها أن روسيا أصبحت أقوى بالقرم.
وقال بوتين، في كلمة قصيرة بعد مشاهدة عرض عسكري في ميناء سيفاستوبول على البحر الأسود، "أنا متأكد أن عام 2014 سيسجل في سجلات بلادنا بأسرها كعام قررت فيه الأمم التي تعيش هنا بحزم أن تكون جنباً إلى جنب مع روسيا، مؤكدة على الإخلاص للحقيقة التاريخية وذاكرة أجدادنا".
وأضاف "هناك الكثير من العمل الذي ينتظرنا، لكننا سنتغلب على كل الصعاب لأننا معا وهو ما يعني أننا أصبحنا أقوى". إلا أن الزيارة كانت موضع ادانة من قبل أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي والبيت الأبيض.
واعتبرت وزارة الخارجية الأوكرانية زيارة بوتين "إهانة لسيادة أوكرانيا والقانون الدولي". وهي تعليقات رددها الأمين العام لحلف شمال الاطلسي، أندريس فوج راسموسين.
وقال راسموسين للصحافيين، في تالين في أستونيا، "نحن نعتبر ضم روسيا لشبه جزيرة القرم غير قانوني وغير شرعي ولا نعترف به". وأضاف "لا نزال نعتبر شبه جزيرة القرم أراضي أوكرانية، ووفقاً لمعرفتي فإن السلطات الاوكرانية لم تدعُ بوتين لزيارة شبه جزيرة القرم، ولذا فإن زيارته من هذه الناحية الى شبه جزيرة القرم تعد غير لائقة".
بدوره، انتقد البيت الأبيض، يوم الجمعة، زيارة الرئيس الروسي إلى القرم، مؤكداً أن النتيجة الوحيدة لهذه الزيارة ستكون "تصعيد التوتر". وقالت لورا لوكاس ماغنسن، المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي المعني بالسياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما، "لا نقبل بضم روسيا غير الشرعي للقرم". وأضافت "هذه الزيارة لن تؤدي إلا إلى تصعيد التوتر".
في غضون ذلك، انتقدت فرنسا على لسان وزير خارجيتها، لوران فابيوس، دعوات الانفصاليين، لإجراء استفتاءات على الحكم الذاتي في أوكرانيا.
وأشار فابيوس في بيان الى أن "باريس تدين قرار الانفصاليين في شرق أوكرانيا، إجراء استفتاء غير قانوني، فالأولوية الملحة هي التهدئة والالتزام بحوار وطني والإعداد لانتخابات 25 مايو/أيار".
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء البولندي، دونالد تاسك، أن "دعوة الرئيس بوتين للانفصاليين في أوكرانيا، لإرجاء استفتائهم على الانفصال، ليس لها أي مردود عملي". وأشار إلى أنه "نظراً للموقف الراهن، يبدو لي أن كلمات بوتين ليس لها أي بعد عملي".