في مجاهل كينيا، تقع قرية من نوع خاص على بعد ما يقارب أربعمئة كيلومتر شمال العاصمة نيروبي، يطلق عليها اسم "أوموجا" وتعني في اللغة المحلية الاتحاد، وهي فعليا مكان تتحد فيه النساء للعيش معا ولا يسمح للرجال بالعيش فيه، مما يذكرنا بقصة شعب "الأمازونيات" التاريخية الشهيرة.
وتعود قصة "أوموجا" إلى عام 1990، حينما قررت امرأة تدعى "ريبيكا لولوزولي" أن تنشئ مكاناً خاصاً للنساء فقط ، بعد أن تعرضت هي وعدد من النساء قبل ذلك لاعتداءات وحشية من طرف أزواجهن ورجال القرى التي ينتمون إليها في منطقة "سامبورو"، عقاباً على اعتداء الجنود البريطانيين عليهن. فكان العقاب المضاعف للضحايا دافعاً للفرار من العنف والتعذيب والاغتصاب والقتل أحياناً انتقاماً للشرف. فبمجرد أن خرجت "ريبيكا" من المستشفى، اتفقت مع عدد قليل من صديقاتها على الانزواء بعيداً عن العالم الذكوري، قبل أن يتضاعف عدد الراغبات في الالتحاق بهن، حتى أصبحن حالياً بحدود ثمان وخمسين امرأة في القرية، يطلق عليهن لقب "توماي" بمعنى "أمل الحياة".
وتقوم الحياة في "أوموجا" على قانون خاص ابتكرته النساء لأنفسهن، وتحدين به الأعراف والتقاليد التي يتحكم فيها الرجال في كينيا وفي منطقة سامبورو، والتي تفرض على النساء في كل القبائل، وتمنعهن من حقوق كثيرة مثل حق اختيار الزوج، وحق الدراسة وغيرها، غير أن نساء القرية "المؤنثة" استطعن فعليا الحصول على استقلاليتهن وعلى بعض حقوقهن، فهن يملكن مدرسة محلية بنيت في القرية ويمكنهن الدراسة رفقة أطفالهن من الجنسين، كما أنهن يعملن ويكسبن قوتهن من تربية الماشية ومن صناعة الحلي ، إضافة إلى الزيارات السياحية التي تجلب كثيرا من الفضوليين حول العالم ممن يرغبون في رؤية قرية النساء الإفريقية. غير أن عدد السياح قل كثيرا بعد 2008 بسبب أحداث العنف المحلية، كما عرفت المنطقة فترة جفاف فقدت فيها نساؤها كل ماشيتهن، لكنهن استطعن تعويض الخسارة والبدء من جديد، بنفس التحدي وبإرادة لا تقهر.
أقرأ أيضًا: ثريا جبران.. الأيقونة
عام 2000، أصبحت "أوموجا" تملك مجلسها المحلي النسائي ونظاماً خاصاً، وقانوناً يسمح بالزواج والارتباط برجال خارج القرية على ألا ينتقلوا للعيش فيها، ويسمح ببقاء الأطفال قرب أمهاتهن حيث يبلغ عددهم اليوم أكثر من مائة طفل يعيشون في ظروف أحسن على ما يبدو من غيرهم خارجها ، كما شيدت نساء "أوموجا" سورا من الطين والشوك حول القرية لحماية أنفسهن وماشيتهن وأطفالهن من أي اعتداءات خارجية.
وقد تم توظيف ثلاثة رجال أشداء عند السور لحمايتهن ومساعدتهن، خاصة أنهن يتعرضن بشكل متكرر إلى محاولات تدمير من طرف رجال القرى المجاورة ممن يعتقدون أن "أوموجا" وصمة عار يجب التخلص منها والقضاء على ساكناتها، وقد قتلت فعليا امرأة من "التوماي" عام 2005، غير أن المطلوبة الأولى تبقى مؤسسة القرية "ريبيكا لولوزولي" التي نالت تكريمات كثيرة حول العالم.
أقرأ أيضًا: حي الأحباس في كازبلانكا برائحة الكتب والعتاقة
وتعود قصة "أوموجا" إلى عام 1990، حينما قررت امرأة تدعى "ريبيكا لولوزولي" أن تنشئ مكاناً خاصاً للنساء فقط ، بعد أن تعرضت هي وعدد من النساء قبل ذلك لاعتداءات وحشية من طرف أزواجهن ورجال القرى التي ينتمون إليها في منطقة "سامبورو"، عقاباً على اعتداء الجنود البريطانيين عليهن. فكان العقاب المضاعف للضحايا دافعاً للفرار من العنف والتعذيب والاغتصاب والقتل أحياناً انتقاماً للشرف. فبمجرد أن خرجت "ريبيكا" من المستشفى، اتفقت مع عدد قليل من صديقاتها على الانزواء بعيداً عن العالم الذكوري، قبل أن يتضاعف عدد الراغبات في الالتحاق بهن، حتى أصبحن حالياً بحدود ثمان وخمسين امرأة في القرية، يطلق عليهن لقب "توماي" بمعنى "أمل الحياة".
وتقوم الحياة في "أوموجا" على قانون خاص ابتكرته النساء لأنفسهن، وتحدين به الأعراف والتقاليد التي يتحكم فيها الرجال في كينيا وفي منطقة سامبورو، والتي تفرض على النساء في كل القبائل، وتمنعهن من حقوق كثيرة مثل حق اختيار الزوج، وحق الدراسة وغيرها، غير أن نساء القرية "المؤنثة" استطعن فعليا الحصول على استقلاليتهن وعلى بعض حقوقهن، فهن يملكن مدرسة محلية بنيت في القرية ويمكنهن الدراسة رفقة أطفالهن من الجنسين، كما أنهن يعملن ويكسبن قوتهن من تربية الماشية ومن صناعة الحلي ، إضافة إلى الزيارات السياحية التي تجلب كثيرا من الفضوليين حول العالم ممن يرغبون في رؤية قرية النساء الإفريقية. غير أن عدد السياح قل كثيرا بعد 2008 بسبب أحداث العنف المحلية، كما عرفت المنطقة فترة جفاف فقدت فيها نساؤها كل ماشيتهن، لكنهن استطعن تعويض الخسارة والبدء من جديد، بنفس التحدي وبإرادة لا تقهر.
أقرأ أيضًا: ثريا جبران.. الأيقونة
عام 2000، أصبحت "أوموجا" تملك مجلسها المحلي النسائي ونظاماً خاصاً، وقانوناً يسمح بالزواج والارتباط برجال خارج القرية على ألا ينتقلوا للعيش فيها، ويسمح ببقاء الأطفال قرب أمهاتهن حيث يبلغ عددهم اليوم أكثر من مائة طفل يعيشون في ظروف أحسن على ما يبدو من غيرهم خارجها ، كما شيدت نساء "أوموجا" سورا من الطين والشوك حول القرية لحماية أنفسهن وماشيتهن وأطفالهن من أي اعتداءات خارجية.
وقد تم توظيف ثلاثة رجال أشداء عند السور لحمايتهن ومساعدتهن، خاصة أنهن يتعرضن بشكل متكرر إلى محاولات تدمير من طرف رجال القرى المجاورة ممن يعتقدون أن "أوموجا" وصمة عار يجب التخلص منها والقضاء على ساكناتها، وقد قتلت فعليا امرأة من "التوماي" عام 2005، غير أن المطلوبة الأولى تبقى مؤسسة القرية "ريبيكا لولوزولي" التي نالت تكريمات كثيرة حول العالم.
أقرأ أيضًا: حي الأحباس في كازبلانكا برائحة الكتب والعتاقة