في ترجمة لبنود قرار مجلس الأمن 2139، الصادر في الثاني عشر من فبراير/ شباط الماضي، والذي يدعو إلى السماح بدخول مساعدات إنسانيّة إلى سوريا، أعلن مسؤولو إغاثة، اليوم الأربعاء، أن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة تضم حوالى 80 شاحنة، مستعدة لعبور الحدود التركية إلى سوريا، لأول مرة، في خطوة يمكن أن تمهّد الطريق أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر احتياجاً.
وقال مسؤول إغاثة كبير لوكالة "رويترز"، إن "هذه خطوة مهمة لأنها المرة الأولى التي ستعبر فيها قافلة للأمم المتحدة من تركيا إلى سوريا منذ بداية الصراع". وأضاف أن منظمات غير حكومية تستخدم، بالفعل، معبر نصيبين الحدودي التركي القريب من مدينة القامشلي الكردية، داخل سوريا، "لسنوات" بهدف نقل شحنات مساعدات أقل حجماً.
وكان النظام السوري قد أبدى موافقته، الأسبوع الماضي، على فتح معبر حدودي على الحدود مع تركيا. وذكرت مصادر أن الأخيرة أعطت أيضاً الضوء الأخضر لعبور المساعدات.
ويمثل سماح سوريا بدخول المساعدات إلى القامشلي معضلة للدولة التركية، لأنها ستفتح الحدود في منطقة سورية خاضعة إلى حد كبير لسيطرة مقاتلين على صلة بحزب "العمال الكردستاني"، الذي يخوض تمرداً منذ ثلاثة عقود في تركيا.
ولا يوفر هذا العرض، أيضاً، إمكانية الوصول المباشر إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة شمال غرب سوريا، التي نالت نصيباً كبيراً من الدمار خلال ثلاثة أعوام من الثورة.
لكن مسؤول الإغاثة الغربي قال إن هناك مخاوف من أن تصل المساعدات إلى المناطق الكردية فقط في شمال شرق سوريا، مضيفاً: "إذا مررت من هذا المعبر الحدودي، فلن تكون قادراً على الوصول إلى الأشخاص الأكثر حاجة إلى هذه المساعدات وهذا ليس حلاً".
واشترط النظام السوري أن يوزّع شركاء الحكومة السورية هذه المساعدات بما في ذلك الهلال الأحمر العربي السوري. وأضاف أن المساعدات من غير المرجح أن تعبر خطوط الجبهة إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة.