05 يوليو 2017
أي عيد للعاطلين عن العمل؟
محمد المختار دي (موريتانيا)
احتفل العالم بعيد الشغل، أو ما يسمّى بيوم العمال العالمي، وهو من ثمرات الحركة الشيوعية الفوضوية، إذ عرفته أستراليا إبان مطلع القرن العشرين، وتحديدا سنة 1856 حين احتفل الأستراليون أول مرة بعمالهم واتخذوا من ذالك اليوم إجازة رسمية، ثم تلتها الولايات المتحدة الأميركية لتتحول الظاهرة الأسترالية إلى عادة ثم إلى يوم عالمي، اسمه عيد العمال، وتاريخه الأول من مايو من كل عام، ليبدأ العالم الاحتفال بعماله، ولكن ليس كلّ العالم يحتفلون، هناك من قرّر عدم الاحتفال كالسعودية وعُمان وأفغانستان.
وهناك بلدان تحتفل نسبة قليلة من سكانها به بسبب أرقام البطالة العالية، كحال دولنا العربية التي يشير إليها الموقع الرسمي للبنك الدولي في آخر بيان له، فكل من ليبيا وموريتانيا تتصدّران دول العالم، من حيث ارتفاع نسب البطالة، إذ وصلت في ليبيا إلى 48% وتلتها موريتانيا بـ 46% ثم مصر بـ 42% ثم فلسطين والعراق وتونس التي تشهد مناطقها الجنوبية حراكاً شعبياً، كان آخره في ولاية تطاوين، مطالبين بفرص عمل لهم.
اختير لدولنا العربية أن تكون المتصدّرة في نسب البطالة والأمية والفقر فقط، وعلى شبابها أن يهجرها بحثاً عن فرص عمل أو الاضطرار لهجرة أخرى نحو الإرهاب أو الانتحار، حيث أفاد تقرير أممي بأنّ 45 ألف حالة انتحار في 60 دولة سببها البطالة، فهي "مذنبة"، ويجب أن تحاكم وتعدم، حسب التقرير الأممي، ويكون إعدامها بالقضاء عليها، لأنها الداء الذي يؤرق كاهل شبابنا اليوم، وهي ورفيق السوء الذي لا يفارقهم.
لو مررت بعواصم العرب الأخرى، ستحزن على شباب الثورة التونسية الذين حلموا بعد ربيعهم بأن تتحسّن أوضاعهم، وما تزال بقية منهم تنتظر، وكثيرون فقدوا الأمل، فقد زادت نسب البطالة بعد الثورة.
وتبدو حال الشباب المصري قاهرة جداً، فالهجرة أول ما يفكر به الشاب المصري اليوم، إذ ضاقت عليه مصر في سنينها الأخيرة.
بقية الأشقاء هم في الهم والبطالة أشقاء فعلا، فالعراق حاله من حال فلسطين والجزائر والمغرب، يتساءل شبابها عن أيّ عيد يتحدث العالم اليوم؟ وكيف لمن لا يمتلك فرصة للعمل أن يحتفل بعيد العمل؟ وقد اعتاد، طوال العام، على البطالة واليد الفارغة، فأي حكم أقسى من ضياع العمر وفقدان الأمل في المستقبل؟
يبقى الأمل قائما على أن يتغيّر الوضع، وتتحسّن أحوالنا إلى الأفضل، ويلتفت الساسة، ولو قليلا، لشبابهم، فهم أمل البلدان، فالخير له كله في الشباب والشر كله في البطالة.
وهناك بلدان تحتفل نسبة قليلة من سكانها به بسبب أرقام البطالة العالية، كحال دولنا العربية التي يشير إليها الموقع الرسمي للبنك الدولي في آخر بيان له، فكل من ليبيا وموريتانيا تتصدّران دول العالم، من حيث ارتفاع نسب البطالة، إذ وصلت في ليبيا إلى 48% وتلتها موريتانيا بـ 46% ثم مصر بـ 42% ثم فلسطين والعراق وتونس التي تشهد مناطقها الجنوبية حراكاً شعبياً، كان آخره في ولاية تطاوين، مطالبين بفرص عمل لهم.
اختير لدولنا العربية أن تكون المتصدّرة في نسب البطالة والأمية والفقر فقط، وعلى شبابها أن يهجرها بحثاً عن فرص عمل أو الاضطرار لهجرة أخرى نحو الإرهاب أو الانتحار، حيث أفاد تقرير أممي بأنّ 45 ألف حالة انتحار في 60 دولة سببها البطالة، فهي "مذنبة"، ويجب أن تحاكم وتعدم، حسب التقرير الأممي، ويكون إعدامها بالقضاء عليها، لأنها الداء الذي يؤرق كاهل شبابنا اليوم، وهي ورفيق السوء الذي لا يفارقهم.
لو مررت بعواصم العرب الأخرى، ستحزن على شباب الثورة التونسية الذين حلموا بعد ربيعهم بأن تتحسّن أوضاعهم، وما تزال بقية منهم تنتظر، وكثيرون فقدوا الأمل، فقد زادت نسب البطالة بعد الثورة.
وتبدو حال الشباب المصري قاهرة جداً، فالهجرة أول ما يفكر به الشاب المصري اليوم، إذ ضاقت عليه مصر في سنينها الأخيرة.
بقية الأشقاء هم في الهم والبطالة أشقاء فعلا، فالعراق حاله من حال فلسطين والجزائر والمغرب، يتساءل شبابها عن أيّ عيد يتحدث العالم اليوم؟ وكيف لمن لا يمتلك فرصة للعمل أن يحتفل بعيد العمل؟ وقد اعتاد، طوال العام، على البطالة واليد الفارغة، فأي حكم أقسى من ضياع العمر وفقدان الأمل في المستقبل؟
يبقى الأمل قائما على أن يتغيّر الوضع، وتتحسّن أحوالنا إلى الأفضل، ويلتفت الساسة، ولو قليلا، لشبابهم، فهم أمل البلدان، فالخير له كله في الشباب والشر كله في البطالة.