ما يغفله كثيرون، عن قصد أو دونه، أنّ نتائج التصويت على الأعمال الدرامية التي تنشرها المجلات والمواقع وسواها ليست سوى لعبة وهمٍ، نتواطأ جميعاً معها، رغم أنه لا يعتدّ بأي نتيجة منها. فتحديد الأفضل والأسوأ يجب أن يخضع لآلية تقييم ومعايير نقدية محكمة، تأخذ بعين الاعتبار جماهيرية العمل لكن لا تستند إليها وحدها. فالمسألة أكبر من مجرد كبسة زرّ.
فأن يحب المرء مسلسلاً أو نجماً فذلك ليس معياراً للقول إنّه الأفضل. أقلّه لأنّ صاحب هذا الحكم لم يرَ كلّ الأعمال المنتجة خلال الموسم، ولم يشاهد كل الممثلين فيها، للحكم على أنّ من اختاره هو الأفضل.
ذلك الخطأ العاطفي، إن صحّ التعبير، لا يقع فيه المشاهدون فقط، وإنما يقع فيه النقاد أيضاً، أولئك الذين يسارعون بعد رمضان مباشرة إلى تحديد "الأفضل" و"الأسوأ" في مقالات وتعليقات. فأيّ واحد منّا لا يستطيع أن يشاهد مسلسلات الموسم كلها في شهر.
اقرأ أيضاً: مسلسلات فاشلة تكابر: ترقبونا في الجزء الثاني
في كلّ التقديرات يبقى ناقصاً حكم أيّ منّا عن الأفضل والأسوأ من الأعمال. ينقصه دائما عبارة حوهرية، الجميع يغفلها، هي أنّ تلك الأحكام جاءت فقط نتيجة ما شاهده صاحب الحكم من مسلسلات، لا نتيجة مقارنة جرت بين كلّ ما أنتج خلال الموسم الدرامي الرمضاني.
على نحو مشابه ستغيب عبارة جوهرية أيضاً عن نتائج التصويت الخاصة بالجمهور، والتي توضع تحت اسم "أفضل عمل/ ممثل/ ممثلة/ مخرج.. جماهيري". فالاسم على هذا النحو لا يعكس حقيقة ما خلص إليه تصويت الجمهور. والتسمية الأبلغ تعبيراً عن نتائج هذا التصويت هي: "العمل/ الممثل/ الممثلة.. صاحب أفضل فرصة عرض جماهيري"، وبنحو أقلّ دقّة يمكن استخدام تسمية: "العمل/ الممثل/ الممثلة/ المخرج.. الأكثر جماهيرية".
مصطلح "الجماهيرية" في التعبيرين السابقين لا يعني بالضرورة الأعمال التي لقيت مستوياتها الفنية قبولاً من المشاهدين أكثر من سواها، وإنّما يعني على وجه التحديد الأعمال التي حظيت بفرصة مشاهدة جماهيرية، نتيجة عرضها على قناة متابعة، أو بروباغندا إعلامية تقف خلفها، أو شعبية أحد نجومها.
اقرأ أيضاً: مأساة الدراما الجزائرية
لا نبالغ في القول إنّه حتى ضمن هذا الشرط، يبقى الاختيار خاضعاً لمزاجية المشاهد، لعاطفته، ولتاريخ سابق له مع هذا العمل أو هذا الاسم أو ذاك... وربما لإعجاب بشكله وحسب.. ومثالنا على ذلك تصدّر مسلسل مثل "باب الحارة" نتائج التصويت الجماهيري في أكثر من موسم مضى، رغم أنّ العمل لاقى هجوماً نقدياً واسعاً على مدار تلك المواسم وبلغ حدّه الأقصى خلال هذا الموسم.
ذلك كله لا يعني أن نسقط من حساباتنا تقدير الجمهور. فالمشاهد يبقى الأساس في تقدير المسلسلات بوصفه المستهدف من عرض الأعمال الدرامية، وبالتالي لا يمكن اعتبار رأيه سقط متاع في الحكم على أي عمل درامي، حتى حين يتم ذلك وفق معايير نقدية صارمة.
المشكلة تبدأ من إدارة الظهر لرأي هذا الجمهور بوصفه مجرد اختيار عاطفي، أو الاستسلام له دون الاستفادة منه وتحليله.. فرأي الجمهور يبقى أفضل قاعدة انطلاق لإنتاج عمل درامي مهم. وذلك بالتقاط ما أحبه الجمهور في هذا العمل أو ذاك، ثم إخضاعه لمعايير فنية صحيحة، على نحو نخرج بعده بعمل يستوفي شروطه الفنية والجماهيرية في آن معاً. وهذا ما يجعلنا نعتقد جازمين أنّ الدراما السورية فوّتت فرصة الاستفادة من النجاح الجماهيري الساحق لمسلسل "باب الحارة" حين استنسخت شكل المسلسل واكتفت بقراءة سطحية لأسباب نجاحه ولم ترتقِ بأسباب نجاح العمل الحقيقية كي توظّفها في عمل فني ضخم.
اقرأ أيضاً: نجوم الغناء في دراما 2015: الرابحون والخاسرون
بالمثل أهدرت الدراما المصرية فرصة تقديم عمل عربي، على غرار مسلسل "حريم السلطان" التركي، يؤرّخ لحقبة تاريخية مصرية في إطار عمل جماهيري، حين لم تفهم من سرّ نجاح "حريم السلطان" سوى صراع النساء على قلب الحاكم وكيدهنّ العظيم في تدبير مؤامرات لبعضهنّ البعض. فكانت النتيجة مسلسل "سرايا عابدين" الهزيل والمليء بالمغالطات التاريخية.
بعد قليل ستطالعنا نتائج التصويت. وسنصدم بالأعمال التي تصدّرت المراتب الأولى. وقليل من تلك النتائج قد يرضينا، لكن أيَاً منها لن يكون سوى مؤشر لما يجب أن يفكر به صنّاع الدراما في إنتاجاتهم خلال الموسم المقبل، بعد إخضاعه لشرط فني وليس عبر استنساخه. أما الحكم بأنّها "الأفضل" فيحتاج إلى مشاهدة كل ّالأعمال، حتّى لو كانت الرسائل معروفة من عناوينها.
اقرأ أيضاً: قراءة سريعة في دراما رمضان: كفى اقتباساً
فأن يحب المرء مسلسلاً أو نجماً فذلك ليس معياراً للقول إنّه الأفضل. أقلّه لأنّ صاحب هذا الحكم لم يرَ كلّ الأعمال المنتجة خلال الموسم، ولم يشاهد كل الممثلين فيها، للحكم على أنّ من اختاره هو الأفضل.
ذلك الخطأ العاطفي، إن صحّ التعبير، لا يقع فيه المشاهدون فقط، وإنما يقع فيه النقاد أيضاً، أولئك الذين يسارعون بعد رمضان مباشرة إلى تحديد "الأفضل" و"الأسوأ" في مقالات وتعليقات. فأيّ واحد منّا لا يستطيع أن يشاهد مسلسلات الموسم كلها في شهر.
اقرأ أيضاً: مسلسلات فاشلة تكابر: ترقبونا في الجزء الثاني
في كلّ التقديرات يبقى ناقصاً حكم أيّ منّا عن الأفضل والأسوأ من الأعمال. ينقصه دائما عبارة حوهرية، الجميع يغفلها، هي أنّ تلك الأحكام جاءت فقط نتيجة ما شاهده صاحب الحكم من مسلسلات، لا نتيجة مقارنة جرت بين كلّ ما أنتج خلال الموسم الدرامي الرمضاني.
على نحو مشابه ستغيب عبارة جوهرية أيضاً عن نتائج التصويت الخاصة بالجمهور، والتي توضع تحت اسم "أفضل عمل/ ممثل/ ممثلة/ مخرج.. جماهيري". فالاسم على هذا النحو لا يعكس حقيقة ما خلص إليه تصويت الجمهور. والتسمية الأبلغ تعبيراً عن نتائج هذا التصويت هي: "العمل/ الممثل/ الممثلة.. صاحب أفضل فرصة عرض جماهيري"، وبنحو أقلّ دقّة يمكن استخدام تسمية: "العمل/ الممثل/ الممثلة/ المخرج.. الأكثر جماهيرية".
مصطلح "الجماهيرية" في التعبيرين السابقين لا يعني بالضرورة الأعمال التي لقيت مستوياتها الفنية قبولاً من المشاهدين أكثر من سواها، وإنّما يعني على وجه التحديد الأعمال التي حظيت بفرصة مشاهدة جماهيرية، نتيجة عرضها على قناة متابعة، أو بروباغندا إعلامية تقف خلفها، أو شعبية أحد نجومها.
اقرأ أيضاً: مأساة الدراما الجزائرية
لا نبالغ في القول إنّه حتى ضمن هذا الشرط، يبقى الاختيار خاضعاً لمزاجية المشاهد، لعاطفته، ولتاريخ سابق له مع هذا العمل أو هذا الاسم أو ذاك... وربما لإعجاب بشكله وحسب.. ومثالنا على ذلك تصدّر مسلسل مثل "باب الحارة" نتائج التصويت الجماهيري في أكثر من موسم مضى، رغم أنّ العمل لاقى هجوماً نقدياً واسعاً على مدار تلك المواسم وبلغ حدّه الأقصى خلال هذا الموسم.
ذلك كله لا يعني أن نسقط من حساباتنا تقدير الجمهور. فالمشاهد يبقى الأساس في تقدير المسلسلات بوصفه المستهدف من عرض الأعمال الدرامية، وبالتالي لا يمكن اعتبار رأيه سقط متاع في الحكم على أي عمل درامي، حتى حين يتم ذلك وفق معايير نقدية صارمة.
المشكلة تبدأ من إدارة الظهر لرأي هذا الجمهور بوصفه مجرد اختيار عاطفي، أو الاستسلام له دون الاستفادة منه وتحليله.. فرأي الجمهور يبقى أفضل قاعدة انطلاق لإنتاج عمل درامي مهم. وذلك بالتقاط ما أحبه الجمهور في هذا العمل أو ذاك، ثم إخضاعه لمعايير فنية صحيحة، على نحو نخرج بعده بعمل يستوفي شروطه الفنية والجماهيرية في آن معاً. وهذا ما يجعلنا نعتقد جازمين أنّ الدراما السورية فوّتت فرصة الاستفادة من النجاح الجماهيري الساحق لمسلسل "باب الحارة" حين استنسخت شكل المسلسل واكتفت بقراءة سطحية لأسباب نجاحه ولم ترتقِ بأسباب نجاح العمل الحقيقية كي توظّفها في عمل فني ضخم.
اقرأ أيضاً: نجوم الغناء في دراما 2015: الرابحون والخاسرون
بالمثل أهدرت الدراما المصرية فرصة تقديم عمل عربي، على غرار مسلسل "حريم السلطان" التركي، يؤرّخ لحقبة تاريخية مصرية في إطار عمل جماهيري، حين لم تفهم من سرّ نجاح "حريم السلطان" سوى صراع النساء على قلب الحاكم وكيدهنّ العظيم في تدبير مؤامرات لبعضهنّ البعض. فكانت النتيجة مسلسل "سرايا عابدين" الهزيل والمليء بالمغالطات التاريخية.
بعد قليل ستطالعنا نتائج التصويت. وسنصدم بالأعمال التي تصدّرت المراتب الأولى. وقليل من تلك النتائج قد يرضينا، لكن أيَاً منها لن يكون سوى مؤشر لما يجب أن يفكر به صنّاع الدراما في إنتاجاتهم خلال الموسم المقبل، بعد إخضاعه لشرط فني وليس عبر استنساخه. أما الحكم بأنّها "الأفضل" فيحتاج إلى مشاهدة كل ّالأعمال، حتّى لو كانت الرسائل معروفة من عناوينها.
اقرأ أيضاً: قراءة سريعة في دراما رمضان: كفى اقتباساً