ما أكثر ما تسمع كلمة "أميغو" في إسبانيا. حتى تظنّ أن صداقات عديدة تربطك بأناس لا تعرفهم.
أما عندما يتحسّن الحال، ويصير الواحد منا من روّاد مطاعم الكنائس، فإن الكلمة تغيب، وتحل محلها كلمة "هِرمانو". حتى يخيّل إليك أن إخوة عديدين لك لا تعرفهم.
أتراهم أولئك هم من قصدهم قائلنا حين قال: ورب أخ لك لم تلده أمك؟
زمان، أيام عز اليسار، كانت كلمة رفيق مطروحة على قارعة الطريق.
فلما تحسن الحال، وصار الكثيرون منّا من جيران روّاد المساجد، فقد غابت الكلمة وحلّت محلّها كلمة "يا أخ".
أما الآن، فالواحد تهفو نفسُهُ، لا على تقلية طبيخ البامية بالبندورة، فحسب، بل على سماع أحدهم يناديك هنا بـ"يا رفيق".
صحيح أنني شخصياً غير محروم منها تماماً، فلديّ رفاق إسبان أيضاً، إلا أنهم قليلون.
وهكذا، من وطن إلى منفى، والكلمة هي ذاتها:
يا أخ! مع أن قائليها هم غلابى هذا العالم بالتخصيص.
ومع أني شخصياً كنت أتمنى لو أنهم يقولون الأخرى: يا رفيق، فهي أليق بحالهم.
مع التنويه أنني عمري ما قلتها، فقد كان يمنعني الحياء من التلفظ بها، حتى في أيام عز اليسار المرحوم.
* شاعر وكاتب فلسطيني مقيم في برشلونة