حلّ رمضان لأول مرة، على مدينة إدلب شمال سورية، وهي خارج سيطرة نظام بشار الأسد، بعد أن سيطرت عليها فصائل المعارضة المنضوية تحت لواء "جيش الفتح" قبل نحو 3 أشهر.
وبمجرد خروج المدينة عن سيطرة النظام، أصبح حالها كحال سائر المناطق التي سيطرت عليها المعارضة، والتي تتعرض بشكل يومي للقصف المتكرر من طائرات النظام، ما يسفر عن قتلى وجرحى، إضافة إلى انقطاع الخدمات الأساسية عن السكان.
التجوال في أسواق مدينة إدلب قبل موعد الإفطار، يُظهر حالها، خصوصاً في ما يتعلق بشح المواد وغلاء الأسعار، والذي فاقمه أزمة الوقود الناجمة عن منع "داعش" لنقل النفط من مناطقها، التي تقع فيها معظم حقول النفط والغاز في البلاد، إلى مناطق سيطرة المعارضة.
وبالرغم من الصعوبات الكبيرة التي يواجهها سكان المدينة، وحالة عدم الأمان التي يعيشونها جراء استهدافهم من قوات النظام، إلا أن الجميع في المدينة مقتنعون بأن للحرية والكرامة "ثمناً لا بد من دفعه".
وأفاد الناشط الإعلامي من مدينة إدلب "صهيب أبو يحيى"، بأن الغلاء الذي كان يلف حال أسواق إدلب ازداد في شهر رمضان، إلى جانب انقطاع الكهرباء والمياه، والقصف شبه اليومي على المدينة، موضحاً أن معظم التجار وأصحاب المحلات غادروا المدينة بسبب القصف العنيف.
وأشار أبو يحيى إلى أن طيران النظام استهدف أمس الأول الإثنين، حي الضبيط وسط المدينة، بعدد من الصواريخ خلفت وراءها أكثر من 5 قتلى وعدداً من الجرحى، وذلك قبل موعد الإفطار بوقت قصير. وعلى الرغم من كل ما ذكره، أعرب الناشط عن تفاؤله بأن شهر رمضان الفضيل "سيحمل الخير للمدينة بالرغم من كل الصعوبات".
وقبل سقوط إدلب بيد المعارضة، عاشت المدينة خلال سنوات الصراع في سورية، حالة من الهدوء شبه الكامل، الذي لم يكن متوفراً في ريفها الذي خرجت معظم مناطقه عن سيطرة قوات النظام منذ أكثر من 3 أعوام، وعانى جراء ذلك من "القصف الانتقامي" من قبلها.
اقرأ أيضاً:عائلة تتناول إفطارها الرمضاني على ركام منزلها المدمر بغزة