23 مايو 2014
إذا قالت أميركا فلا تصدقوها
اعترفت الولايات المتحدة، قبل أيام، بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ممثلاً شرعياً للشعب السوري، ووعدت بالعمل معه على مواجهة بشار الأسد، وتخفيف المعاناة عن الشعب. وفي وقت قررت فيه دعم المعارضة معنوياً، صرحت، بوضوح، أنه لا حل عسكرياً في سورية. بلغة أخرى، هي مع السماح لميليشيات الأسد وحزب الله بالتفوق العسكري على الثوار، وتدمير سورية نهائياً. وقد أعلن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة تعتقد أن هناك أسلحة كثيرة في سورية، وأن السوريين لا يحتاجون إلى السلاح لمحاربة الأسد، وأنها لن ترفع حظر السلاح عن المعارضة. فماذا بقي، إذاً، حتى نفهم رغبة أميركا باستمرار الأسد صديقاً وفياً وخادماً مخلصاً لسياستها في المنطقة؟ والسؤال الذي يخطر في بالنا: لماذا لم تعترف الولايات المتحدة بالائتلاف حتى اليوم، ما الذي منعها من مساعدته، والعمل معه، سابقاً، لنصرة الشعب السوري؟
جاء في تصريحات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن أميركا ستعمل مع المعارضة على مواجهة النظام في دمشق، وليس من أجل العمل على إسقاط الأسد، ولا يخفى على إعلاميِ معنى هذه العبارات المطاطة، والتي أكدتها الولايات المتحدة عندما تراجعت عن تهديداتها بضربة عسكرية لقوات النظام، بمجرد تسليم الأخير سلاحه الكيماوي.
من المنطقي أن تحافظ أميركا بوصفها دولة عدوانية على شخص كالأسد، لا همّ له إلا خدمة العدو. فلم يرَ العرب والمسلمون منها إلا الدفاع عن إسرائيل والظلم، من نيجيريا إلى أفغانستان، مروراً بكل الأهوال التي ذاقها الفلسطينيون والعراقيون.
يفاجئني أن يثق متابعون بوعود أميركا، وهي التي أعلنت، قبل أيام، أنها ستسلم نوري المالكي ملايين القذائف، لأنه يحارب الإرهاب في الأنبار، أي يحارب الذين يسعون إلى الحرية، ويصدمني جهل هؤلاء، وهم يرون كيف تقف الولايات المتحدة بكل ثقلها خلف عبد الفتاح السيسي لتمكينه من إذلال الشعب المصري.
تسقط مئات البراميل يومياً على الشعب السوري الأعزل تحت نظر واشنطن، ويترشح الأسد للانتخابات، تحت القصف والتجويع والتقتيل، وتحتل حمص من جديد على مرأى الولايات المتحدة والغرب عموماً، ومع ذلك، يتحدثون عن عنف الطرفين، وجرائم المعارضة وكذبة المجتمع الدولي.
هل سمع أحد منّا إدانة تدمير المسجد العمري في درعا، مع أنه مبنى أثري عمره ألف وأربعمئة عام، وهل سمع أحد منا مجرد إدانة أميركية لتدمير سرير بنت الملك في بصرى، وعمره آلاف السنوات، وكانت قد ثارت ثائرة العالم بسبب تشويه "طالبان" تمثال بوذا في أفغانستان.
ألا يحق أن نتساءل عن سكوت الولايات المتحدة عن كل هذا الإجرام في سورية، وتعطيلها تفعيل قرارات مجلس الأمن المتعلقة "بالاتحاد من أجل السلم"، والتي تتيح التدخل العسكري في سورية، من دون العودة إلى مجلس الأمن، مع أنها فعلت ذلك مرات، وفي مناطق مختلفة من العالم.
أعتقد أن من العبث التذكير بكل الإرهاب الأميركي ضد الشعوب العربية والإسلامية، ومن المهم القول إن النصر القادم في معركة الشام لا علاقة لواشنطن والغرب بصناعته، ما سيجعل الشعب السوري أكثر استقلالية وقدرة على تقرير مصيره من دون تدخل. أما الموقف الأميركي من الشعب السوري وثورته، فسيبقى وصمة عار في جبين حكومات هذه الدول إلى الأبد.
جاء في تصريحات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن أميركا ستعمل مع المعارضة على مواجهة النظام في دمشق، وليس من أجل العمل على إسقاط الأسد، ولا يخفى على إعلاميِ معنى هذه العبارات المطاطة، والتي أكدتها الولايات المتحدة عندما تراجعت عن تهديداتها بضربة عسكرية لقوات النظام، بمجرد تسليم الأخير سلاحه الكيماوي.
من المنطقي أن تحافظ أميركا بوصفها دولة عدوانية على شخص كالأسد، لا همّ له إلا خدمة العدو. فلم يرَ العرب والمسلمون منها إلا الدفاع عن إسرائيل والظلم، من نيجيريا إلى أفغانستان، مروراً بكل الأهوال التي ذاقها الفلسطينيون والعراقيون.
يفاجئني أن يثق متابعون بوعود أميركا، وهي التي أعلنت، قبل أيام، أنها ستسلم نوري المالكي ملايين القذائف، لأنه يحارب الإرهاب في الأنبار، أي يحارب الذين يسعون إلى الحرية، ويصدمني جهل هؤلاء، وهم يرون كيف تقف الولايات المتحدة بكل ثقلها خلف عبد الفتاح السيسي لتمكينه من إذلال الشعب المصري.
تسقط مئات البراميل يومياً على الشعب السوري الأعزل تحت نظر واشنطن، ويترشح الأسد للانتخابات، تحت القصف والتجويع والتقتيل، وتحتل حمص من جديد على مرأى الولايات المتحدة والغرب عموماً، ومع ذلك، يتحدثون عن عنف الطرفين، وجرائم المعارضة وكذبة المجتمع الدولي.
هل سمع أحد منّا إدانة تدمير المسجد العمري في درعا، مع أنه مبنى أثري عمره ألف وأربعمئة عام، وهل سمع أحد منا مجرد إدانة أميركية لتدمير سرير بنت الملك في بصرى، وعمره آلاف السنوات، وكانت قد ثارت ثائرة العالم بسبب تشويه "طالبان" تمثال بوذا في أفغانستان.
ألا يحق أن نتساءل عن سكوت الولايات المتحدة عن كل هذا الإجرام في سورية، وتعطيلها تفعيل قرارات مجلس الأمن المتعلقة "بالاتحاد من أجل السلم"، والتي تتيح التدخل العسكري في سورية، من دون العودة إلى مجلس الأمن، مع أنها فعلت ذلك مرات، وفي مناطق مختلفة من العالم.
أعتقد أن من العبث التذكير بكل الإرهاب الأميركي ضد الشعوب العربية والإسلامية، ومن المهم القول إن النصر القادم في معركة الشام لا علاقة لواشنطن والغرب بصناعته، ما سيجعل الشعب السوري أكثر استقلالية وقدرة على تقرير مصيره من دون تدخل. أما الموقف الأميركي من الشعب السوري وثورته، فسيبقى وصمة عار في جبين حكومات هذه الدول إلى الأبد.