أوصى مدعي عام التمييز، غسان عويدات، اليوم الاثنين، بإزالة مواد خطرة من معمل "الذوق الحراري" في محافظة جبل لبنان وإتلافها بطريقة علمية لتفادي تكرار كارثة انفجار مرفأ بيروت يوم الثلاثاء الماضي، والذي أودى بحياة أكثر من 160 شخصاً وخلف 6 آلاف جريح وخسائر فادحة.
وقال النائب شامل روكز، صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، والذي انسحب من "تكتل لبنان القوي" برئاسة النائب جبران باسيل، في بيان، الاثنين، إنه قدّم الأسبوع الماضي معلومات عن موادٍ خطرة تهدد السلامة العامة في معمل الذوق، وبعد أن ردّت وزارة الطاقة على ذلك بأنه غير صحيح، ونافية وجود المواد التي تهدد المنطقة، تحركت النيابة العامة وأتى القرار من القاضي عويدات برفع المواد وإتلافها بطرق علمية، بعد الكشف والتأكد من وجودها، وبدأ تنفيذ القرار بإزالة هذه المواد.
وقامت دورية من قسم المباحث الجنائية المركزية، الجمعة الماضية، بناءً على إشارة القاضي عويدات برفقة خبيرين في المتفجرات، بإجراء كشف أولي على معمل الذوق القديم، وذلك في إطار كشوفات مستمرّة لضمان السلامة العامة ووضع تقارير بنتائج الكشوفات.
وقال النائب شامل روكز لـ"العربي الجديد" أنّه أثار موضوع وجود كميات كبيرة من مادة الهيدروجين والمواد الكيميائية في معمل الكهرباء القديم في الذوق، واضعاً المعلومات كإخبار للنيابة العامة، وبتصرّف وزارة الطاقة التي ردّت سريعاً على القضية معتبرةً أنها بسيطة وغير خطيرة، علماً أنّ الخطورة لا تكمن فقط بالمواد نفسها، بل بوجودها إلى جانب خزانات و"بونبونات" هيدروجين مرتبطة بالفيول، ومن شأن أي حادث أو تطوّر أن يتسبب بانفجارها لنصبح أمام زلزال ربما أكبر من الذي أحدثه تفجير مرفأ بيروت، فهي مخزنة بشكل سيئ وغير صالحة للاستعمال، لا سيما أنها موضوعة في معمل قديم، وكانت ذريعة استخدامها لتنظيف المحركات وغيرها، علماً أن الأساليب تغيرت في المعامل الجديدة وباتت أكثر تطوراً.
ولفت الى أنّه تبعاً للبحث والتدقيق الذي قام به الخبراء والمحققون، تم اكتشاف أن المواد الموجودة في المعمل خطرة وقابلة للانفجار، ومن هنا بدأوا بإزالتها تفادياً لأي كارثة جديدة، وطمأن روكز اللبنانيين الى أنّ الخطر قد زال تماماً، على أمل أن يحصل مسح لكل المعامل والمرافئ والمؤسسات التي قد يكون بداخلها مواد خطرة.
وأصدرت وزارة الطاقة فور إثارة الموضوع، من قبل النائب شامل روكز، بياناً أشارت فيه الى أنّ المعلومات غير صحيحة، إذ أن مؤسسة كهرباء لبنان، وبالرغم من وضعها المالي الصعب، قد أولت موضوع السلامة العامة في معاملها الاهتمام الأقصى وخاصة في منطقة الذوق القريبة من المناطق السكنية، حيث قامت مؤخراً باستبدال نظام الهيدروجين، الذي كان مستعملاً منذ العام 1983 والذي كان يحتاج الى خزانات احتياط، بنظام حديث يراعي معايير السلامة المعتمدة في الدول المتقدمة، إذ أنه قادر على تزويد المعامل بحاجتها اليومية من الهيدروجين دون الحاجة إلى تخزين هذا الغاز، ويلغي أية خطورة متعلقة به.
وفور شيوع خبر احتمال إتلاف الجيش اللبناني المواد في جرود عيون السيمان – كفردبيان، قضاء كسروان، أو تفجيرها، أو حرقها، أصدرت بلدية كفردبيان بياناً، الاثنين، قالت فيه "عطفاً على تقارير من جهات محلية ودولية تؤكد أنّ هذه المواد تؤثر حتماً على المياه الجوفية، كون هذه المنطقة هي خزان مياه لمئات الآلاف من المواطنين، تحركت بلدية كفردبيان على هذا الصعيد عبر اتصالات مكثفة مع قيادة الجيش، وستتوجه بكتاب عاجل إلى قيادة الجيش اللبناني تطلب منها العدول عن هذا الموضوع، مع ثقتها التامة بحكمة قيادة الجيش ووعيها وحرصها التام على صحة وسلامة المواطنين".