كشف موقع صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم الأربعاء، النقاب عن تقديرات لدى أجهزة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، تفيد بأن النظام السوري يخفي جزءاً من الأسلحة الكيماوية السورية، عبر تضليل المجتمع الدولي. وقال الموقع إن التقديرات الجديدة للاستخبارات الإسرائيلية، إضافة الى سلسلة تقديرات سائدة في صفوف أجهزة استخبارات غربية، عزّزت هذه الفرضية في الأسابيع الأخيرة، غير أن أجهزة الأمن الإسرائيلية لا تعتقد أن الأسد سيقدِم على استخدام هذه الأسلحة الكيماوية ضد إسرائيل.
وبحسب المحلل العسكري للصحيفة، عاموس هرئيل، فإن هذا (عدم استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل الأسد) هو سبب إصرار أجهزة الأمن الإسرائيلية على الإبقاء على قرار وقف تصنيع وتوزيع الكمامات الواقية، الذي اتخذته الحكومة الإسرائيلية في مطلع العام الحالي، بعد توقيع سورية على معاهدة حظر نشر الأسلحة الكيماوية وموافقتها على إتلاف ترسانتها الكيماوية، تفادياً لهجوم أميركي عليها.
ولفت الموقع إلى أن معلومات جديدة تراكمت لدى أجهزة الاستخبارات الغربية تفيد بأن النظام السوري يحاول الاحتفاظ لنفسه بكميات محدودة من الأسلحة الكيماوية، على ما يبدو، لردع التنظيمات المعارضة في الثورة السورية. وذكرت أن تقارير وردت في الشهر الأخير تؤكد أن النظام عاد لاستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين والمعارضين في الأحياء الواقعة تحت سيطرتهم، وإلى استخدام قنابل "كلور" فوق المناطق السكنية لإخافة المعارضين وإبعادهم عنها، وهو ما تعتبره الأجهزة الإسرائيلية مؤشراً على الصعوبات التي يواجهها الجيش النظامي في شن معارك برية ضد المعارضة المسلحة، والاستعاضة عن ذلك بالقصف الجوي وإلقاء البراميل المتفجرة.
ووفقاً للتقديرات الإسرائيلية الأخيرة، فإن النظام السوري غير معني بمواجهة أو صدام مع إسرائيل، وهو لا يرغب قطعاً باجتياز الخطوط الحمراء التي حددتها الحكومة الإسرائيلية، وشن هجوم كيماوي ضد إسرائيل. وفي هذا السياق تستدل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بعدم توفر أي دليل أو معلومات عن محاولات للنظام لتزويد "حزب الله" بأسلحة كيماوية، بالرغم من محاولاته تزويد الحزب بأسلحة متطورة ومنها صواريخ مضادة للطائرات وصواريخ بحرية.
وقالت "هآرتس" إن التقديرات الإسرائيلية الجديدة تعتبر، خلافاً للماضي، أن نظام الأسد يبدو مستقراً أكثر مما بدا عليه في العام الماضي، كما أنه نجح في صد المعارضين في مواقع مختلفة من سورية.
والأهم من ذلك أن أجهزة الأمن الإسرائيلية لم تعد تعتبر إسقاط نظام الأسد تطوراً إيجابياً بالضرورة، لا سيما أنها تعتقد أن سقوط النظام يعني سيطرة وزيادة تأثير المنظمات الإسلامية المتطرفة الموالية لتنظيم "القاعدة". ونقلت الصحيفة في هذا السياق عن مسؤول رفيع في الاستخبارات قوله: "من الناحية الأمنية ومصلحة إسرائيل أمنياً، فنحن لا نملك أي توقعات إيجابية عمن قد يخلفونه في الحكم".
ويؤكد المسؤول نفسه، أنه بالنسبة لإسرائيل، فإن "من الواضح أن وجود جهة رسمية في دمشق تخدم ميزان الردع الإسرائيلي، هو أفضل بكثير من فوضى عارمة من العصابات على غرار الصومال".