وتشير المعطيات الرسمية في إسرائيل، إلى وجود فئة جديدة من الإسرائيليين الذين يمكن تسميتهم بأنهم "بدون دين" أي إسرائيليين يخدمون في جيش الاحتلال ويحملون جنسية إسرائيلية، لكن لا يحق لهم الزواج بحسب الشريعة اليهودية، أو أن يدفنوا في المقابر اليهودية، لأن المؤسسة الدينية الأرثوذكسية تشكك في يهوديتهم، وتشترط للاعتراف بها، أو للسماح لهم بالزواج على الشريعة اليهودية، أن يمروا بعمليات تهويد صارمة.
ومع أنه جرى الاعتقاد أن هذه الفئة لا تتجاوز 300 ألف إسرائيلي غالبيتهم العظمى من اليهود الروس، الذين قدموا في موجة الهجرة الكبيرة بين عامي1987 و1993، إلا أن المعطيات الرسمية تشير إلى وجود أكثر من 150 ألفاً آخرين، من الإسرائيلين الذين هاجروا في العقد الأخير إلى دولة الاحتلال وحصلوا على الجنسية الإسرائيلية رسمياً، وقبلوا للخدمة العسكرية في جيش الاحتلال.
وأشار تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم، أنه بالرغم من الارتفاع في عدد المهاجرين إلى إسرائيل في العقد الأخير، وتباهي المؤسسة الإسرائيلية بهم، إلا أنه تبين أن وزارة الداخلية الإسرائيلية اعترفت فقط بـ14% من هؤلاء المهاجرين، كمواطنين يهود يستطيعون الزواج وفق مراسم دينية يهودية رسمية.
وبين تقرير الصحيفة، أنه منذ عام 2012، وصل إلى إسرائيل 179849 يهودياً أو من ينحدرون لعائلات يهودية، لكن المؤسسات الرسمية في إسرائيل تعترف فقط بـ25369 شخصاً منهم كيهود، مقابل 154474 مهاجراً يتم تسجيلهم كمواطنين إسرائيليين ولكن بدون دين.
وتشكل مسألة الاعتراف بيهودية المهاجرين الجدد، إحدى أهم القضايا التي يطرحها حزب "يسرائيل بيتينو" الذي يقوده الوزير من أصول مولدافية أفيغدور ليبرمان، وشكلت عاملاً رئيسياً في رفض ليبرمان منذ الانتخابات التي جرت في إبريل/نيسان من العام الحالي، وانتخابات 17 سبتمبر/أيلول الأخير، الانضمام لحكومة ائتلاف ضيقة بقيادة نتنياهو وبمشاركة الأحزاب الحريدية (لليهود الأرثوذكس) ودعته لتشكيل حكومة "وحدة وطنية" علمانية ليبرالية لا تكون خاضعة لسيطرة ونفوذ الحريديم أو حتى تيار الصهيونية الدينية الذي يمثله حزب "يمينا" وهو تحالف لأحزاب اليمين الديني الصهيوني ويضم أحزاب "اليمين الجديد" و"البيت اليهودي" و"الاتحاد القومي".
وكثيراً ما تطفو هذه القضايا إلى السطح في إسرائيل كلما قتل جندي إسرائيلي من أصل روسي أو إثيوبي، وترفض الحاخامية العسكرية دفنه في المقابر اليهودية والعسكرية لأن يهوديته "غير صالحة" أو مشكوك فيها، ولم يمر بإجراءات وطقوس تهويد رسمية معترف بها في إسرائيل.