يكشف تقرير نشره مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي قبل يومين، مدى المتابعة الإسرائيلية المكثفة للسياسة الإعلامية لـ"حزب الله" اللبناني على الوعي العام، خصوصاً في لبنان، لجهة تكريس شرعية دور الحزب في الساحة الداخلية ومنع أي تداعيات لمشاركته الفاعلة إلى جانب قوات نظام بشار الأسد في قتل الشعب السوري. ويوضح تقرير رصد لتصريحات وسياسات الحزب الإعلامية، وضعه الباحثان في المركز، يورام شفيتسر ودافيد سيمان طوف، أن الحرب الدعائية، أو حرب الوعي كما يسميها التقرير، تشكّل سلاحاً عند "حزب الله" منذ تأسيسه، وأنه "منذ تكثيف مشاركته في الحرب في سورية، فإن الحزب يدير معركة دعائية على الوعي في جبهتين: الأولى في مواجهة الرأي العام الداخلي في لبنان، والثانية في مواجهة إسرائيل".
ويأتي التقرير بشكل مقتضب على بعض التصريحات المختلفة الصادرة عن الأمين العام للحزب، حسن نصرالله في العامين الأخيرين، في مناسبات مختلفة، لتبرير مشاركة الحزب في الحرب، بدءاً من "مقولات الدفاع عن لبنان من قلب سورية"، وصولاً إلى المواقف الأخيرة بأنه لم يكن لـ"حزب الله" إلا أن يقف إلى جانب النظام السوري في "مواجهة المؤامرة الكونية ضد سورية وضد محور المقاومة"، وأن الحزب يستمد الشرعية في وجوده في سورية من مجرد دعوة النظام له للقتال وهو ما يمنح هذا الوجود الشرعية القانونية. ويشير التقرير إلى أن الحزب يمرر عبر رسائله الدعائية من خلال خطابات قائده، سياسة الردع التي يبلورها في مواجهة دولة الاحتلال، والتي لا يتورع الحزب، على غرار النظام السوري، عن اتهامها أيضاً بتسليح جماعات جهادية إرهابية تحارب النظام.
وعلى امتداد الخط الإعلامي حسبما يرصد التقرير، فإن "حزب الله" يتخذ خطاً تحذيرياً من أن النصر سيكون في نهاية المطاف للحزب في حال مواجهة مع إسرائيل، أو لإيران في حال مواجهة بين الطرفين، مع اعتماد خط ثابت يصوّر مشاركة الحزب في الحرب إلى جانب النظام السوري كخطوة دفاعية عن نظام الأسد وكاستراتيجية دفاع واسعة النطاق عن لبنان نفسه. ليتحوّل الحزب إلى متحدث باسم النظام السوري وإيران، ورأس الحربة في ردع إسرائيل عن استهداف بشار الأسد، بموازاة حرب نفسية تقلل من حجم وأثر الضربات الإسرائيلية المتكررة، يقابلها تهديد معلن بأن الحزب يملك القدرة لاستهداف وضرب إسرائيل في نقاط محددة عندما تستوجب الحاجة في اليوم الذي يلي الحرب السورية.