كشف المركز المتخصص بشؤون القدس "كيوبرس"، اليوم الثلاثاء، عن سعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه التنفيذية في القدس إلى نشر مناقصة من أجل بناء كنيس يهودي ضخم في قلب بلدة القدس القديمة بارتفاع يبلغ نحو 23 متراً.
وسيطلق على الكنيس اليهودي اسم "جوهرة إسرائيل"، وسيتألف من ست طبقات، اثنتان تحت الأرض وأربع فوقها، بمساحة بناء إجمالية قدرها 1400 متر مربع، وعلى مساحة 378 متراً مربعاً.
وقال "كيوبرس"، في بيان له، إن "بناء الكنيس سيكون بدعم مباشر من الحكومة الإسرائيلية، وبتكلفة قدرها نحو 50 مليون شيقل (13 مليون دولار)، وذلك بهدف استنبات مواقع يهودية مقدسة في قلب القدس القديمة، وزرع مبانٍ مقببة توحي بأقدمية الوجود اليهودي في القدس، وتشويه الفضاء العام في المدينة المقدسة، ليكون هذا الكنيس الثاني من حيث الضخامة والعلو في القدس القديمة بعد كنيس الخراب".
ويتضح من الخرائط التي حصل عليها "كيوبرس" أن الاحتلال وحكومته يعكفان على إخراج بناء كنيس "جوهرة إسرائيل" (تفئرت يسرائيل باللغة العبرية)، إلى حيّز التنفيذ في أسرع وقت ممكن، حيث تمت المصادقة على المخطط في اللجان المختلفة، وصودق على رصد الميزانيات، ووضع حجر الأساس، ولم يتبق إلا الإعلان عن مناقصة للبدء بتنفيذ المخطط الذي ترعاه ما تسمى "شركة تطوير الحي اليهودي".
والكنيس سيقام على أنقاض مصلى ووقف إسلامي، في حارة الشرف، والتي استولى عليها الاحتلال عام 1967، وحولها الى حي استيطاني باسم "الحي اليهودي"، وذلك على بعد عشرات الأمتار غربي المسجد الأقصى ومنطقة البراق.
وسيُخصص طابقا الكنيس تحت الأرض، ليكون الأول منهما لعرض موجودات أثرية، يُدّعى أنها بقايا كنيس يهودي قديم من ضمنها مغطس للطهارة، أما الثاني فيخصص ليكون حمامات للرجال ومباني للدعم التقني.
أما الطابق الثالث فسيكون بالتوازي مع مستوى الشارع الموجود أي سيكون بمثابة الطابق الأول فوق الأرض وسيخصص كمدخل وحمامات للنساء، بينما الطابق الرابع سيكون بمثابة القاعة الكبيرة للكنيس ويحتوي على كراسٍ وقاعات لصلوات اليهود وخزانة التوراة.
وسيتم تخصيص الطابق الخامس ككنيس للنساء، والطابق السادس بمثابة مطلة تشرف على مباني القدس القديمة ومحيطها، وستكون الطوابق الثلاثة الأخيرة مرتبطة مع بعضها تعلوها قبة عالية تختم البناء.
ووفق المخطط التهويدي، فإن أجنحة وغرفاً في المبنى العام للكنيس ستخصص كمركز زوار يروّج للتراث اليهودي في القدس، بحسب ادعائهم، كما سيتم إجراء تغييرات في الفناء القريب من الكنيس، ونصب مقاعد واستراحات مظللة للجمهور العام، في خطوة لجذب الزوار اليهود والأجانب.
من جانب آخر، كشف الباحث المقدسي الخبير في شؤون الاستيطان أحمد صب لبن، مساء اليوم الثلاثاء، عن مخطط هندسي قدمته جمعية "عطيرات كوهنيم" الاستيطانية يوم أمس الإثنين، إلى اللجنة المحلية للتخطيط والبناء الإسرائيلية، لاستصدار تراخيص من أجل إقامة مبنى استيطاني جديد في حي بطن الهوى في سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، وبالقرب من البؤرة الاستيطانية المسماة "بيت يوناتان" المقامة على أراضي الفلسطينيين في قلب الحي المقدسي.
وأوضح صب لبن، في تصريحات له، وصلت "العربي الجديد" نسخة عنها، أن المخطط الاستيطاني يقضي بتشييد مبنى سكني يحتوي على ثلاث وحدات استيطانية، وتوسيع الطريق الواقع بين مستوطنة "بيت يوناتان".
اقرأ أيضاً: مجدلاني: الرئيس محمود عباس سيزور إيران خلال شهرين