وأشارت الصحيفة إلى أن الطلب الإسرائيلي العاجل قدّم لموسكو في أعقاب المداولات المكثفة التي أجراها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وكبار وزرائه وقادة الجيش والاستخبارات.
وأوضح الموقع أن إسرائيل ضمنت الرسائل التي نقلتها اليوم لموسكو تأكيدات بأن تحذيراتها السابقة من تداعيات تعاظم النفوذ الإيراني في سورية قد تجسدت اليوم.
ويتضح مما نقلته الصحيفة أن الرسائل الإسرائيلية لعبت على الوتر الحساس لروسيا من خلال الادعاء بأن إيران، وبخلاف روسيا، غير معنية باستقرار المنطقة، مما يجعلها تقدم على الاستفزازات التي تمثلت اليوم بتوجيه الطائرة بدون طيار وجعلها تخترق المجال الجوي الإسرائيلي، بحسب المصدر نفسه.
وفي هذا الصدد، اعتبر المعلق في القناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية، مؤآف فاردي، أن توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لروسيا لطلب التهدئة والتدخل لتطويق التصعيد على الجبهة الشمالية يتماشى مع سماته الشخصية.
وفي تغريدة على حسابه على "تويتر" اليوم، أضاف فاردي أن نتنياهو يدرك أن الجمهور الإسرائيلي غير مؤهل ولا مستعد لتحمل تبعات مواجهات عسكرية، منوها إلى أن رئيس الحكومة يخشى أن يتأثر مستقبله السياسي بشكل سلبي في حال اندلعت مواجهة على الجبهة الشمالية.
وأضاف: "من يعتقد أن نتنياهو معني بالتصعيد العسكري من أجل التغطية على التحقيقات في قضايا الفساد التي تجرى معه حاليا لا يعرف الرجل، نتنياهو يدرك أن أولمرت (سلفه في المنصب) لم يسقط في انتخابات 2009 بسبب قضايا الفساد التي تورط فيها، بل بسبب سقوط 121 قتيل إسرائيلي في حرب لبنان الثانية"، على حد تعبيره.
من جهته، قال رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية الأسبق، عاموس يادلين، إن إيران من خلال إطلاق الطائرة بدون طيار التي اخترقت الأجواء الإسرائيلية تريد إرسال رسالة لإسرائيل مفادها أنه لا يمكنها السماح بمواصلة تمتعها بهامش حرية داخل سورية، معتبرا أن إصرار إيران على مراكمة النفوذ في سورية والإصرار الإسرائيلي على التصدي له يمثل وصفة للانفجار.
وفي سلسلة تغريدات على "تويتر"، قال يادلين، الذي يرأس مجلس إدارة "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي حاليا إن ما حدث اليوم يدلل على تجسد كل المخاوف من السماح بتعاظم الوجود الإيراني في الساحة السورية.
إلى ذلك، قال معلق الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، جاكي حوكي، في تغريدة على "تويتر" إن اليوم "قد شهد إسقاط طائرة إسرائيلية في عمق الأراضي الإسرائيلية وأن هذه أول طائرة يتم إسقاطها منذ العام 1982".
يذكر أن عسكريين إسرائيليين سابقين قد حذّروا دوائر صنع القرار في تل أبيب من أن أية مواجهة جديدة على الجبهة الشمالية ستسفر عن إلحاق ضرر كبير بالجبهة الداخلية الإسرائيلية. وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، قد ذكر خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف أن إيران وسورية "تلعبان بالنار بارتكابهما مثل هذه الأعمال العدوانية"، غير أنه أكد في الوقت نفسه "إننا لا نسعى إلى التصعيد".
قبل أن يضيف "لكننا جاهزون لمختلف السيناريوهات"، متوعدا بتدفيع "ثمن باهظ" على مثل هذه الأعمال.
وأضاف كونريكوس تعليقاً على ما تقوله إسرائيل إنها اعترضت طائرة بدون طيار إيرانية في مجالها الجوي قادمة من سورية "هذا الانتهاك الإيراني الأشد والأفضح على السيادة الإسرائيلية خلال السنوات الماضية". وتابع "لذلك جاء ردّنا بمثل هذه الشدة".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد شنّ ضربات "واسعة النطاق"، استهدفت مواقع "إيرانية وسورية" داخل الأراضي السورية، حسب وصفه، وذلك بعيد سقوط مقاتلة إسرائيلية من طراز "أف 16"، إثر اعتراض طائرة من دون طيار في أجواء الاحتلال الإسرائيلي، يقول الأخير إنها إيرانية انطلقت من سورية. غير أنّ إيران لم تعلن حتى اللحظة، أنّ طائرة بدون طيار تابعة لها قد اخترقت أجواء الاحتلال الإسرائيلي.