نقل موقع "معاريف" العبري، اليوم الأحد، عن مصدر إسرائيلي سياسي رفيع المستوى، قوله إن إسرائيل حققت هدفها من المفاوضات التي درات على مدار الأشهر الثمانية الماضية، وأثبتت أن الطرف الفلسطيني هو الذي يرفض السلام وبالتالي هو مَن يتحمّل مسؤولية فشلها.
وذكر الموقع أن المفاوضات على وشك الانهيار بعدما رفض الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اتفاق الإطار لمواصلة المفاوضات. وأضاف أن جهات سياسية في إسرائيل أعلنت أنه "اتّضح مرة أخرى مَن هو الطرف الرافض للسلام"، فيما أعربت جهات سياسية رفيعة المستوى في إسرائيل عن رضاها من "قيام رئيس السلطة الفلسطينية بالدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة والدول الغربية".
ونقل الموقع عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله: "قمنا بخداع أبو مازن"، موضحاً أن إسرائيل نجحت في إقناع كل من الولايات المتحدة والدول الغربية بأن عدم التقدم في المفاوضات نابع من موقف الفلسطينيين وليس بفعل المواقف الإسرائيلية، ولذلك فإن الضغوط الأساسية تُمارَس اليوم على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وليس على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو". وأضاف المصدر نفسه أن "كل مَن يجب أن يعرف، يدرك اليوم أن إسرائيل فعلت كل ما بوسعها لإحراز تقدم، وأن الفلسطينيين بالذات هم مَن يعرقلون أي تقدم في المحادثات".
ويعيد هذا الاقتباس في "معاريف" إلى الأذهان تصريحاً مشابهاً أعلنه نتنياهو، قبل أسبوعين، خلال آخر خطاب ألقاه أمام الكنيست، قبيل خروجه لعطلة تستمر شهراً ونصف تقريباً. وقال نتنياهو، في حينها، إن رفض الفلسطينيين القبول بالشروط الإسرائيلية، وفي مقدمتها شرط الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، هو دليل على رفضهم إحراز تقدم في المفاوضات ورفضهم التوصل إلى اتفاق سلام دائم مع إسرائيل.
وتؤكد هذه التصريحات حقيقة الدوافع الإسرائيلية من وراء خوض المفاوضات وفق تفاهمات كيري، بحيث تقوم على كسب الوقت والسعي لتحميل الفلسطينيين المسؤولية، وليس التوصل إلى اتفاق يقوم على مبدأ حل الدولتين.
ولمزيد من "الابتزاز"، أشار وزير العلاقات الدولية والشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتز، اليوم الأحد، إلى أن الإفراج الذي كان مقرراً عن المعتقلين الفلسطينيين، "لا ينبغي أن يحدث إلا إذا وافق عباس على تمديد محادثات السلام". وقال إنه "من الواضح أنك لن تنفذ إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين إذا أعلن أبو مازن في اليوم التالي الانسحاب من المفاوضات". وأضاف شتاينتز أن "هذا الإفراج يكون عند المضي قدماً في المفاوضات، وليس انهيارها".