ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان"، مساء الأربعاء، عن مصادر عسكرية قولها إنّ تل أبيب عمدت إلى العمل العسكري ضد هذا البرنامج في أعقاب توصلها إلى قناعة مفادها بأنّ الجهود الدبلوماسية والضغوط السياسية التي مورست على "حزب الله" ولبنان، لم تفلح في وقف التقدم في البرنامج.
وأوضحت المصادر أنّ عدم تردد إسرائيل في العمل في عدة ساحات في آن معاً بناء على قدرات استخبارية فائقة، يعزز من قوة ردعها في المنطقة بشكل عام.
ولفتت القناة إلى أنّ إسرائيل تحاول بكل الوسائل لفت أنظار العالم إلى مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت، فجر الإثنين الماضي، عبر إبراز الهدف الذي تم استهدافه.
من جانبه، قال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز؛ عضو المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، إنّ إسرائيل مستعدة لكل الاحتمالات والتطورات في الشمال "ولن نسمح لأحد بأن يمتلك قدرات تمس بنا".
وفي تصريحات لإذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أدلى بها، مساء الأربعاء، اعتبر شتاينتز أنّ سماح الدولة اللبنانية لـ"حزب الله" بتطوير أسلحة دقيقة على أرضها يمثل "استفزازاً حقيقياً".
ولفت إلى أنّ معظم العمليات العسكرية التي نفذتها إسرائيل داخل سورية "كانت بعيدة عن الأعين ولم تتم الإشارة إليها في وسائل الإعلام".
من جهة أخرى، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الخميس، أنّ الولايات المتحدة وإسرائيل، ستطالبان مجلس الأمن الدولي، بتعزيز صلاحيات القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان، والمعروفة بـ"يونيفيل".
وذكرت الصحيفة أنّ ممثلي واشنطن وتل أبيب سيستغلون الجلسة التي يعقدها المجلس، غداً الجمعة، لتجديد التفويض للعمل في جنوب لبنان، وسيطالبون بضمان منح مفتشي القوة حرية حركة مطلقة في المنطقة، بحيث يتمكنون من تقديم تقارير فورية في حال وقع أي حادث أمني.
وفي السياق، قال يوسي يهوشع المراسل العسكري لـ"يديعوت أحرونوت"، إنّ إسرائيل مصممة على مواصلة تكثيف الضغوط على الدولة اللبنانية لدفعها "حزب الله" لوقف تعزيز قوته العسكرية.
وفي تقرير نشره موقع الصحيفة، الأربعاء، أضاف يهوشع أنّه "على الرغم من نجاح الهجوم الأخير في المس ببرنامج الصواريخ الدقيقة، إلا أنّ حزب الله يملك عدداً قليلاً منها إلى جانب امتلاكه المئات من الصواريخ ذات المدى الطويل، وعشرات آلاف من الصواريخ غير الدقيقة، الأمر الذي يعني أنّ اندلاع مواجهة مع الحزب تعني وقوع دمار هائل، وخسائر كبيرة".
وزعم يهوشع أنّ "حزب الله كان يعكف على مشروعين في آنٍ معاً، وهما: تدشين خط إنتاج صواريخ دقيقة، إلى جانب تحسين الصواريخ القديمة"، مدعياً أنّ الهجوم الأخير على الضاحية الجنوبية لبيروت "أسهم في تعطيل المشروعين".
ولفت إلى ما كشفته صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، بأنّ الهدف الذي ضربته إسرائيل في الضاحية الجنوبية كان "خلاطاً صناعياً خاصاً" يُستخدم في صناعة الصواريخ الدقيقة.