ففي حين صوتت 128 دولة، الخميس الماضي، لصالح قرار يرفض إعلان واشنطن "القدس عاصمة لإسرائيل"، صوّتت 9 دول ضد القرار، هي: إسرائيل، الولايات المتحدة، توغو، هندوراس، غواتيمالا، جزر المارشال، ميكرونيزيا، بالاو، وأخيرًا ناورو، القابعة جنوبي المحيط الهادئ، والتي لا تتجاوز مساحتها 21 كيلومترا مربعا، وسكانها 11.359 نسمة فقط، لكنها تمتلك صوتًا، مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين، وكأي دولة أخرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وبحسب خبر أورده موقع "يديعوت أحرونوت" العبري، اليوم الخميس، فقد صادقت لجنة المناقصات في وزارة الخارجية الإسرائيلية، قبل تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بنحو أسبوعين، على شراء نظام لمعالجة مياه الصرف الصحي، دون الإعلان عن مناقصة. هذا النظام (الجهاز) سيكون لاحقًا من نصيب ناورو، الجزيرة المستقلة الأصغر في العالم من حيث المساحة وعدد السكان.
وترتبط ناورو بعلاقات جيدة مع دولة الاحتلال. وكان رئيسها، بارون فاكا، قد توجه لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، طالباً مساعدته في الحصول على نظام معالجة لمياه الصرف الصحي، والذي يتلاءم مع الاحتياجات الخاصة للجزيرة، وسيخدم إحدى مدارسها.
وعلى وجه السرعة، تواصلت وزارة الخارجية الإسرائيلية مع شركة طورت النظام الخاص. ويشمل السعر المذكور كل التكاليف المصاحبة للجهاز، بما في ذلك كلفة النقل: سفر الطاقم المرافق لتركيب النظام بالطائرة ومصروفه، وغيرها. وكل ذلك بعد موافقة لجنة خاصة يقف على رأسها مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوفال روتيم، المستشار القضائي لوزارة الخارجية، طال باكار، ومحاسِبة الوزارة، سيما فيشر.
وعلّق القنصل الفخري لجزيرة ناورو في إسرائيل، دافيد بين باساط، قائلاً "الإيرانيون حاولوا رشوة ناورو بميزانيات وتلقوا إجابة سلبية قوية. (في ناورو) يحرصون على التصويت إلى جانب إسرائيل. إسرائيل بالتنسيق معي ومع سفيرة ناورو، مارلين موزيس، المقيمة في نيويورك، تساعدنا أيضًا بالأدوية والأطباء الذين يقومون بزيارات تفقدية بشكل منتظم إلى بلادنا".
وصوتت ناورو إلى جانب إسرائيل في عدة مناسبات مهمة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، منها، على سبيل المثال، التصويت عام 2012، على ضم فلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة. بيد أنها لم تشارك في التصويت على رفع علم فلسطين بين أعلام الدول على مباني مؤسسات الأمم المتحدة.
جهاز تحلية مياه هدية للهند
إلى جانب ذلك، صادقت لجنة المناقصات في وزارة الخارجية الإسرائيلية، أخيرًا، على شراء محطة متنقلة لتحلية المياه بكلفة تصل إلى نحو 115 ألف دولار أميركي بهدف إهدائها للهند، عشية زيارة نتنياهو المرتقبة إليها في 14 يناير/كانون الثاني القادم؛ وهي محطة التحلية نفسها التي شرب منها نتنياهو ورئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، خلال زيارة الأخير لإسرائيل في يوليو/تموز الماضي.
ولكن على النقيض من ناورو، فإن الهدية التي قدمها نتنياهو للهند لم تساعده خلال التصويت بشأن القدس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ صوّتت ضد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وخيّبت ظن نتنياهو.
وفي السياق، كشفت القناة الثانية الإسرائيلية، أمس الأربعاء، أن نتنياهو ينوي إقامة صندوق لمنح 50 مليون دولار لـ50 دولة نامية، "لتشجيعها على التصويت إلى جانب إسرائيل في الأمم المتحدة".