صعّد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هجماته ضد خصمه الأساسي، يتسحاق هرتسوغ رئيس "المعسكر الصهيوني"، وحليفته تيسبي ليفني، رافضاً تشكيل حكومة وحدة وطنية مع الاثنين.
وكتب عبر صفحته على "فيسبوك"، "لن تقوم حكومة وحدة بيني وبين تسيبي وبوجي (الاسم الذي يستخدمه نتنياهو للتقليل من هيبة هرتسوغ، ووصمه بالمدلل)".
ويهدف نتنياهو، بهذا الموقف، كسر حالة التعادل في قوة الحزبين، إذ كشف استطلاعان نشرا، أمس، أن الحزبين يحصلان على نفس العدد من المقاعد (23 لكل منهما أو 24).
وأشار رئيس الوزراء الحالي إلى "هوة أيديولوجية عميقة تفصل بيني وبينهما. أنا أؤيد الإبقاء على القدس موحدة تحت سيادة إسرائيلية وهما يعارضان ذلك. أنا ضد التنازل عن أراضي "يهودا والسامرة" (الضفة الغربية المحتلة)، أما هما فيؤيدان التنازل. أنا أواجه بحزم الضغوط الدولية في كل ما يتعلق بالمصالح الأمنية الإسرائيلية، أما هما فمستعدان للتنازل، والتراجع والخضوع".
وتأتي تصريحات نتنياهو هذه لرد هجوم محتمل من أقطاب اليمين، وخصوصاً حزب "البيت اليهودي"، بقيادة نفتالي بينيت. ورغم كلامه هذا، فإن بعض المراقبين الحزبيين في إسرائيل يتوقعون أن يكرر نتنياهو تجربة حكومات الوحدة الوطنية بين العمل والليكود، على غرار حكومتي الوحدة بين الأعوام 83 و88 بين الليكود والمعراخ، في حال تعادل الحزبان الكبيران.
كما يشكل إعلان نتنياهو، محاولة إضافية، لاستمالة مصوتي أحزاب اليمين الصغيرة لصالح الليكود، وعدم منح ثقتهم لأحزاب متوسطة، وهو ما يتماشى مع الخط الرئيسي لرئيس الوزراء الحالي في المعركة الانتخابية الراهنة.
ويتمحور هذا الخط حول ضرورة استعادة مكانة الحزبين الكبيرين، والتخلص من ظاهرة الأحزاب المتوسطة وأحزاب "الموضة"، حتى يتمكن الحزب الأكبر، في حال تشكيل حكومة جديدة، من تطبيق سياسته ومبادئه، وعدم الرضوخ لابتزاز الأحزاب المتوسطة، وهو ما أسماه نتنياهو مراراً استعادة رئيس الحكومة المقبلة القدرة على الحكم.
وأوضح نتنياهو في سياق مغازلته لمصوتي اليمين، وتحديداً الأحزاب متوسطة الحجم، مثل "البيت اليهودي"، وحزب "موشيه كاحلون" وحزب "يسرائيل بيتينو"، بقيادة ليبرمان (مع أن الاستطلاعات تتنبأ بتراجع قوته كثيراً)، أنه سيتجه لتشكيل حكومة قومية واسعة (في إشارة إلى حكومة يمينية، لأن معسكر اليمين يطلق على نفسه في إسرائيل المعسكر القومي).
وتواصل هذه الحكومة ، بحسب نتنياهو، مع شركاء الليكود الطبيعيين، وعلى رأسهم حزب البيت اليهودي، المحافظة والإصرار على المصالح الأمنية لإسرائيل، في مواجهة كافة "أعدائنا" وتنمية الاقتصاد الإسرائيلي.
اقرأ أيضاً: نتنياهو يقترب من المثول لتحقيق جنائي بتهمة الفساد