20 أكتوبر 2024
إسرائيل والتصعيد في سورية؟
ساهم الهجوم على قاعدة تيفور في سورية، والذي لم تعترف به إسرائيل ولم تنكره، مساهمة كبيرة في رفع مستوى التهديدات بين الولايات المتحدة من جهة وإيران وروسيا من جهة ثانية، على خلفية احتمال رد عسكري أميركي على استخدام نظام بشار الأسد السلاح الكيميائي ضد المدنيين في دوما. ويبدو أن الهجوم الذي خططت له إسرائيل منذ وقت طويل تخطيطاً دقيقاً اختارت أن تنفذه في التوقيت الحالي، كي يظهر كأنه رد فعل على الفظائع التي يرتكبها الأسد ضد شعبه. لكن كيف تريد إسرائيل أن يصدّق العالم أنها تحرّكت في سورية ضد القتل الهمجي للمدنيين السوريين على يد نظام الأسد، في الوقت الذي يقتل قناصتها بدم بارد مدنيين فلسطينيين عزّلا تظاهروا بالقرب من السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة و"إسرائيل" احتجاجاً على الحصار الذي تفرضه عليهم إسرائيل، وللمطالبة بحقهم في العودة إلى أرضهم؟ وكيف يمكن أن تصّور إسرائيل نفسها الدولة التي تريد ردع نظام الأسد عن استخدام أسلحة دمار شامل، في الوقت الذي يبتهج جنودها لمرأى سقوط فلسطيني بنيرانهم؟
ما يجري منذ إطلاق الطائرات الإسرائيلية صواريخها على القاعدة العسكرية بالقرب من مدينة حمص، بعد أن اخترقت الأجواء اللبنانية، مغامرة خطرة، وتغيير في قواعد لعبةٍ شديدة التعقيد، ويمكن أن تشعل حربا، لا سيما في ضوء تهديدات ترامب لروسيا والردود الروسية عليه، وبعد تهديدات الإيرانين بالرد على الهجوم الإسرائيلي أخيرا.
منذ فترة، بدأت تظهر في إسرائيل بوادر انتهاج خطٍّ أكثر تشدداً حيال ما يجري في سورية، لا سيما بعد تأكد انتصار معسكر الأسد على خصومه، واستعادة نظام الأسد السيطرة على أكثر من 70% من أراضي سورية. ومنذ ذلك الحين، بدأ يبرز أكثر فأكثر إصرار إسرائيلي على منع إيران من توسيع تمركزها في سورية بأي ثمن، والرغبة في الحؤول دون وجودها بالقرب من حدودها في هضبة الجولان، لاسيما بعد التوقعات الإسرائيلية بأن تكون المرحلة المقبلة من الصراع الدائر في سورية استعادة نظام الأسد السيطرة على الجيبين الأخيرين المتبقيين للمعارضة السورية جنوبا وفي هضبة الجولان. لذا، يمكن قراءة الهجوم على قاعدة تيفور تحذيرا مسبقا لجميع الأطراف من مغبة اقتراب قوات إيرانية من الحدود "الإسرائيلية".
شكّل استخدام جيش الأسد السلاح الكيميائي في دوما فرصةً جيدة لقيام إسرائيل بضربتها وتحقيق أكثر من هدف في آن معاً: تحذير إيران من مغبة اقترابها من الحدود، استرجاع قدرتها على الردع التي تضرّرت بعد إسقاط الدفاعات السورية طائرة إف 16 إسرائيلية في فبراير/ شباط الماضي، وتوجيه رسالة إلى روسيا بأنها لن تسكت بعد الآن على تعاظم الدور الإيراني في سورية، وعدم التنسق الإسرائيلي مع الروس وعدم إعلامهم بالهجوم مسبقا هو دليل على الخط المتشدد الجديد، ورد على عدم استحابة الروس إلى طلب إسرائيل لجم الإيرانيين.
تدل المجازفة الإسرائيلية بإثارة الغضب الروسي عليها على إرادة إسرائيلية واضحة لوضع حد لتعاظم الوجود الإيراني في سورية، بالاعتماد على نفسها من الآن وصاعداً، وعدم الاعتماد على روسيا من أجل تحقيق هذا الهدف الذي يبدو ليس أولوية روسية الآن.
دخول الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على خط التهديد بعمل عسكري ما في سورية يخدم بالطبع المصلحة الإسرائيلية. لكن إذا كانت هناك فئة من الإسرائيليين تحبذ بشدة ضربة أميركية لنظام الأسد، فهناك فئة أخرى تتخوّف من أن يؤدي ذلك إلى تدهور كبير حيث تجد نفسها إسرائيل متورطةً في حرب داخل سورية ولبنان لا تريدها فعلاً.
ما تريده إسرائيل لجم إيران، لكنها لا تريد أن تدفع ثمن ذلك عبر مواجهة عسكرية شاملة إسرائيلية سورية إيرانية روسية. وفي الواقع، على الرغم من كل الإصرار الإسرائيلي على كبح الإيرانيين، والرغبة في استرجاع القدرة على الردع، فإن إسرائيل حالياً لا ترغب في حربٍ واسعة النطاق، ولا مصلحة لها فيها. صحيحٌ أن سلوكها أخيرا يدلّ على أنها تريد أن يكون لها دور أكبر في رسم مستقبل سورية المستقبلية بما يتلاءم مع مصالحها الأمنية، ويحفظ حدودها مع سورية من دون وجود إيراني، كما تفعل تركيا مثلا، من خلال محاولتها منع الأكراد من السيطرة على المناطق المحاذية لحدودها، إلا أنها لا ترغب مطلقاً في أن يورّطها ذلك في حربٍ واسعة النطاق، لأنه كما يعرف الإسرائيليون جيداً أنها تستطيع معرفة متى تدخل الحرب وكيف، ولكن لا أحد يستطيع أن يعرف كيف ومتى يخرج منها.
ما يجري منذ إطلاق الطائرات الإسرائيلية صواريخها على القاعدة العسكرية بالقرب من مدينة حمص، بعد أن اخترقت الأجواء اللبنانية، مغامرة خطرة، وتغيير في قواعد لعبةٍ شديدة التعقيد، ويمكن أن تشعل حربا، لا سيما في ضوء تهديدات ترامب لروسيا والردود الروسية عليه، وبعد تهديدات الإيرانين بالرد على الهجوم الإسرائيلي أخيرا.
منذ فترة، بدأت تظهر في إسرائيل بوادر انتهاج خطٍّ أكثر تشدداً حيال ما يجري في سورية، لا سيما بعد تأكد انتصار معسكر الأسد على خصومه، واستعادة نظام الأسد السيطرة على أكثر من 70% من أراضي سورية. ومنذ ذلك الحين، بدأ يبرز أكثر فأكثر إصرار إسرائيلي على منع إيران من توسيع تمركزها في سورية بأي ثمن، والرغبة في الحؤول دون وجودها بالقرب من حدودها في هضبة الجولان، لاسيما بعد التوقعات الإسرائيلية بأن تكون المرحلة المقبلة من الصراع الدائر في سورية استعادة نظام الأسد السيطرة على الجيبين الأخيرين المتبقيين للمعارضة السورية جنوبا وفي هضبة الجولان. لذا، يمكن قراءة الهجوم على قاعدة تيفور تحذيرا مسبقا لجميع الأطراف من مغبة اقتراب قوات إيرانية من الحدود "الإسرائيلية".
شكّل استخدام جيش الأسد السلاح الكيميائي في دوما فرصةً جيدة لقيام إسرائيل بضربتها وتحقيق أكثر من هدف في آن معاً: تحذير إيران من مغبة اقترابها من الحدود، استرجاع قدرتها على الردع التي تضرّرت بعد إسقاط الدفاعات السورية طائرة إف 16 إسرائيلية في فبراير/ شباط الماضي، وتوجيه رسالة إلى روسيا بأنها لن تسكت بعد الآن على تعاظم الدور الإيراني في سورية، وعدم التنسق الإسرائيلي مع الروس وعدم إعلامهم بالهجوم مسبقا هو دليل على الخط المتشدد الجديد، ورد على عدم استحابة الروس إلى طلب إسرائيل لجم الإيرانيين.
تدل المجازفة الإسرائيلية بإثارة الغضب الروسي عليها على إرادة إسرائيلية واضحة لوضع حد لتعاظم الوجود الإيراني في سورية، بالاعتماد على نفسها من الآن وصاعداً، وعدم الاعتماد على روسيا من أجل تحقيق هذا الهدف الذي يبدو ليس أولوية روسية الآن.
دخول الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على خط التهديد بعمل عسكري ما في سورية يخدم بالطبع المصلحة الإسرائيلية. لكن إذا كانت هناك فئة من الإسرائيليين تحبذ بشدة ضربة أميركية لنظام الأسد، فهناك فئة أخرى تتخوّف من أن يؤدي ذلك إلى تدهور كبير حيث تجد نفسها إسرائيل متورطةً في حرب داخل سورية ولبنان لا تريدها فعلاً.
ما تريده إسرائيل لجم إيران، لكنها لا تريد أن تدفع ثمن ذلك عبر مواجهة عسكرية شاملة إسرائيلية سورية إيرانية روسية. وفي الواقع، على الرغم من كل الإصرار الإسرائيلي على كبح الإيرانيين، والرغبة في استرجاع القدرة على الردع، فإن إسرائيل حالياً لا ترغب في حربٍ واسعة النطاق، ولا مصلحة لها فيها. صحيحٌ أن سلوكها أخيرا يدلّ على أنها تريد أن يكون لها دور أكبر في رسم مستقبل سورية المستقبلية بما يتلاءم مع مصالحها الأمنية، ويحفظ حدودها مع سورية من دون وجود إيراني، كما تفعل تركيا مثلا، من خلال محاولتها منع الأكراد من السيطرة على المناطق المحاذية لحدودها، إلا أنها لا ترغب مطلقاً في أن يورّطها ذلك في حربٍ واسعة النطاق، لأنه كما يعرف الإسرائيليون جيداً أنها تستطيع معرفة متى تدخل الحرب وكيف، ولكن لا أحد يستطيع أن يعرف كيف ومتى يخرج منها.
مقالات أخرى
06 أكتوبر 2024
21 سبتمبر 2024
06 سبتمبر 2024