إشبيلية مدينة الفنون والآثار... والطبيعة الخلابة

تقع إشبيلية على ضفاف نهر الوادي الكبير، وهي عاصمة منطقة أندلوسيا جنوبي إسبانيا. تتميز بجمعها الفن العربي الإسلامي والغربي، ناهيك عن تنوع الأماكن الطبيعية الخلابة. كما تتميز باحتوائها الكثير من الأماكن الأثرية النادرة.

ساحة إسبانيا، أو كما تعرف باسم "إن بلازا دي إسبانا"، تدل على دقة الهندسة المعمارية الإسبانية. بنيت في عام 1929 قبالة حديقة ماريا لويزا، تحتوي الكثير من النوافير، والتماثيل.

أما كاتدرائية إشبيلية، أكبر كاتدرائيات القرون الوسطى، تعد واحدة من أهم كنوز إسبانيا، بنيت أجزاء كبيرة منها من الذهب الخالص. 

التراث القديم

القصور، هي العنوان البارز والرئيسي لمدينة إشبيلية التاريخية. فالتجوال بين القصور القديمة يعود بكم إلى حقبات ماضية. في قصر المورق أو قصر إشبيليا، والذي كان في الأصل حصناً يخص المسلمين، يندهش السائح من تفاصيل زخرفاته ونقوشه وأعمدته المبنيه على الطراز المعماري الإندلسي. في عام 1987، تم إدراج القصر على لائحة الأماكن التراثية العالمية.

يساعدكم الدليل الإرشادي في التعرف أكثر إلى قصص عاشها سكان القصر منذ سنوات. ويضم القصر حديقة ملكية رائعة تستضيف الكثير من الفعاليات الفنية والأمسيات الشعرية، وغيرها الكثير من العروض. 

ويمثل قصر كاسا دي بيلاتوس تجسيدا حقيقيا للشكل الذي اتخذته قصور القرون الوسطى. يتميز القصر بهندسته الفنية الممزوجة ما بين الفن القوطي والفن الإسباني الحديث. يجول السائح في أروقته وغرفه، التي ما زالت تحتفظ بأثاثه القديمة.

العبق التاريخي

من الصعب جداً تفويت زيارة حي سانتا كروز التاريخي. لايزال الحي الأثري محافظاً على جماله منذ قرون. شوارع ضيقة، أزقة متعرجة، وبيوت حجرية تزيد من جماله. يجمع الحي تفاصيل الزخرفة الإسلامية التي تزين مبانيه وهياكله.

يضم الحي الكثير من المعالم السياحية الأثرية التي يمكن زيارتها. وللتجوال في الحي التراثي، لا بد من استخدام العربات التي يجرها الخيالة. إذ تمنع البلدية من استخدام السيارات والدراجات النارية، ما يجعل زياتكم إلى هذا الحي الأثري بمثابة العودة إلى الماضي.

ولا تفوتوا أيضاً زيارة برج الخيرالدا، وهو عبارة عن مئذنة للجامع الكبير الذي بني إبان الحكم الإسلامي في القرن الحادي عشر. وفي عام 1402 تم تحويلها إلى برج جرس كاتدرائية إشبيلية. يتميز هذا البرج بهندسته المعمارية التي تجمع الحضارة الإسلامية العربية والغربية. 

الترفيه والتسلية

صحيح أن الأماكن الأثرية في إشبيلية تجذب السياح، إلا أن المدينة الجميلة تحتوي الكثير من الأماكن الترفيهية. فلا يصح زيارة إشبيلية من دون المرور على عجلة إشبيلية العملاقة.

وهي عبارة عن عجلة ضخمة توفر إطلالة بانورامية على كافة معالم المدينة. يقصدها الكبار والصغار، كما يصطف عشرات الباعة المتجولين بالقرب من العجلة، حيث يبيعون الحلويات الشعبية، والعصائر.

لا تنتهي الرحلة دون زيارة حديقة ماريا لويزا، حيث يمكنكم قضاء أوقات مميزة إما بالتنزه، أو إقامة حفلة شواء، أو حتى الجلوس بالقرب من البحيرة وسط الحديقة.

يغطي جزء كبير من مساحتها الكثير من النباتات والزهور النادرة، كما تتميز بتصميمها الداخلي الخلاب، إذ تحتوي الكثير من الجسور الخشبية، ونوافير المياه العذبة. وفي منتصف الحديقة، يقع قصر إسبانيا، الذي يتميز بهندسته المعمارية التراثية. 

الفرح في كل مكان

في 2011، أضاف المصمم الإسباني يورغن ماير لمساته الفنية على معالم إشبيلية، حيث صمم ما يعرف بمتروبول الشمس الملونة، وهو عبارة عن هيكل خشبي عملاق يقع في ميدان الحي القديم، يقصده السياح للتنزه، والتقاط الصور الفوتوغرافية.

وإن كنتم من محبي اكتشاف حياة الإسبان التقليدية، ما عليكم سوى التوجه إلى ضفاف نهر غوادالكيفير، حيث يقع حي تريانا. يعتبر هذا الحي من أشهر الأحياء الشعبية في إسبانيا. في هذا الحي، يمكن للسائح التعرف إلى حياة السكان التقليدية، وإلى طرق صناعة الكثير من الحرف اليدوية.

من جهة أخرى، يعتبر التنزه على طول النهر، من أهم النشاطات التي يمكن القيام بها، وستُدهشون من الهندسة المعمارية للأحياء والشوارع المؤدية إلى النهر. ولا تفوتوا فرصة السهر في المقاهي والمطاعم المنتشرة على طول ضفاف النهر.

التكاليف المادية

يقوم اقتصاد إشبيلية على نشاط الزراعة التقليدي، كما نشأ بها قطاع صناعي مهم بدأ يتوسع تدريجياً.

وتعتمد إشبيليه على إيرادات القطاع السياحي، نظراً لأهمية هذا القطاع في زيادة المداخيل، ووفق بيانات مركز الإحصاء في المدينة، فإن السياحة توفر أكثر من 30% من الإيرادات.

وتتنوع السياحة ما بين السياحة الثقافية، والتي تعني زيارة الأماكن الأثرية، ودور الموسيقى والمسارح، وسياحة شاطئية للاستمتاع بالأجواء البحرية المشمسة، إضافة إلى السياحة الرياضية، إذ تستضيف المدينة العديد من الألعاب الرياضية العالمية.

الإقامة في إشبيلية، ليست مرتفعة التكاليف، في حال أراد السائح توفير الأموال، وقضاء معظم وقته في الساحات العامة، وزيارة الأماكن الأثرية. وبحسب المواقع الإلكترونية، فإن دخول هذه المواقع يكون شبه مجاني، أو بأسعار منخفضة.

أما بالنسبة إلى تكاليف الإقامة في الفنادق، ننصحكم باختيار الفنادق الشعبية، أو الفنادق التي تديرها العائلات، لعدة أسباب منها، تكلفتها الرخيصة نسبياً، وجوها العائلي، إضافة إلى هندستها المعمارية، كون معظم هذه الفنادق عبارة عن بيوت قديمة، تم تحويلها إلى فنادق بسيطة.

وفي حال أردتم الإقامة في فنادق 4 نجوم أو 5 نجوم، فإن الأسعار تبدأ من 60 دولاراً في الليلة الواحدة.

أما بالنسبة إلى تكاليف الطعام، ووفق موقع numbeo، فإن الأسعار تتراوح ما بين 10 دولارات لتناول وجبة فطور، وما بين 15 و20 دولاراً لتناول وجبة الغداء والعشاء.

أما بالنسبة إلى التنقلات ما بين الأحياء، أو الانتقال من مكان إلى آخر، فهناك شبكة جيدة من المواصلات العامة، التي تؤمن الانتقال وبأسعار بسيطة.