يستعد ملعب "راين إينرجي" في مدينة كولن الألمانية لاستضافة المواجهة النهائية النارية، اليوم الجمعة، بين ناديي إشبيلية الإسباني ومنافسه العنيد إنتر ميلان الإيطالي في الدوري الأوروبي لكرة القدم، وأعين نجوم الفريقين على حصد اللقب القاري.
وتمكن ناديا إشبيلة وإنتر ميلان من الوصول إلى المباراة النهائية، بعدما استطاع الفريق الأندلسي إطاحة مانشستر يونايتد في نصف النهائي بهدفين مقابل هدف، فيما تمكنت كتيبة المدرب أنطونيو كونتي من سحق منافسها شاختار دونيستك الأوكراني بخماسية نظيفة.
لكن نادي إشبيلية يتمسك بتاريخه العريق في بطولة الدوري الأوروبي أمام إنتر ميلان، بعد أن حقق الفريق الأندلسي اللقب القاري في 5 مناسبات، كان آخرها أمام ليفربول الإنكليزي بثلاثة أهداف مقابل هدفٍ وحيد في موسم 2015/2016 في مدينة بازل السويسرية.
ولم يخسر نادي إشبيلية في أي مواجهة نهائية بالدوري الأوروبي خلال مشاركته بالمسابقة القارية، بل تمكن أيضاً من التتويج 3 مرات متتالية بمواسم 2013/2014، و2014/2015، 2015/2016، ما يجعل الفريق الأندلسي يتطلع إلى اللقب السادس في تاريخه.
ويمتلك نادي إشبيلية، بقيادة المدرب الإسباني جولين لوبيتيغي، العديد من الأسلحة القوية في الهجوم، وعلى رأسها المغربي يوسف النصيري، وزميله منير الحدادي، والأرجنتيني لوكاس أوكامبوس، والهولندي لوك دي يونغ، وخيسوس سوسو، بالإضافة إلى خط الوسط القوي المتماسك، في حين يُعد حارس منتخب "أسود الأطلس" ياسين بونو الورقة الرابحة للفريق الأندلسي، بعد عودة المنافسات الرياضية التي توقفت بسبب فيروس كورونا.
واستطاع الحارس المغربي ياسين بونو قيادة فريقه إلى نهائي الدوري الأوروبي، بعدما وقف سداً منيعاً أمام هجوم مانشستر يونايتد في نصف النهائي، وتلقت شباكه هدفين فقط في 6 مباريات لعبها مع إشبيلية، الذي استطاع الانتصار في 20 مواجهة متتالية في جميع المسابقات، وتعد أفضل سلسلة بلا هزيمة للفريق الأندلسي.
وقال خيسوس نافاس قائد نادي إشبيلية، في حديثه لوسائل الإعلام عن المواجهة النهائية بالدوري الأوروبي: لدينا حماس كبير للغاية، وعلينا الفوز بالمباراة النهائية، وبخاصة أننا نمر بعام صعب، لكن الوحدة الموجودة لدينا في المجموعة جعلتنا نتجاوز الأوقات الصعبة".
ويأمل نادي إشبيلية أن تواصل عقدة الأندية الإسبانية ملاحقة إنتر ميلان الإيطالي، الذي يُعاني كثيراً في المواجهات التي خاضها في جميع المسابقات، إذ حقق الفوز في 14 مباراة فقط، وخسر في 18 لقاء، فيما اكتفى بالتعادل في 11 مناسبة.
لكن أحلام وأمنيات نجوم نادي إشبيلية الإسباني ستصطدم في المواجهة النهائية بكتيبة المدرب أنطونيو كونتي، الذي يملك أسلحة فتاكة في جميع الخطوط وعلى رأسها في الهجوم، الذي يضم الثنائي الذهبي في الموسم الحالي، الأرجنتيني لوتارو مارتينيز والبلجيكي روميلو لوكاكو.
صحيح أن نادي إنتر ميلان أصبح أول فريق إيطالي يصل إلى نهائي بطولة الدوري الأوروبي بنظامها الجديد، إلا أن المدرب تمكن من إرجاع الغزارة التهديفية لـ"الأفاعي"، بعدما استطاع نجومه تسجيل 111 هدفاً في مختلف المسابقات بموسم 2019/2020، ليتخطى عدد الأهداف التي سجلت في موسمي 1950/1951 و2006/2007، ليحقق رقماً قياسياً جديداً منذ موسم 1929/1930، بحسب ما ذكرته شبكة "أوبتا" للإحصائيات الرياضية.
وحول كونتي موسم إنتر ميلان السيئ إلى ناجح حتى الآن، بعدما استطاع تحقيق المركز الثاني في الدوري الإيطالي، بفارق نقطة وحيدة عن صاحب اللقب يوفنتوس، ونسي نجومه الخروج المؤلم من دوري أبطال أوروبا، عقب حلوله ثالثاً في المجموعة الجديدة التي كانت تضم كلاً من برشلونة الإسباني، وبوروسيا دورتموند الألماني، وسلافيا براغ التشيكي، عندما سحقوا شاختار دونيستك الأوكراني بخماسية نظيفة في نصف نهائي "يوروباليغ".
واستطاع إنتر ميلان تحقيق الانتصار في جميع المواجهات التي خاضها نجومه في بطولة الدوري الأوروبي، منذ انضمامهم إليها في شهر فبراير/شباط الماضي، بعد أن بدأها بالفوز على لودوغوريتس البلغاري ذهاباً وإياباً بنتيجة (4-1)، لكن المسابقة القارية توقفت بسبب كورونا.
وبعد عودة النشاطات الرياضية، فاز إنتر ميلان بالمباراة الفاصلة على خيتافي الإسباني بهدفين مقابل لا شيء، وبعدها تخطى عقبة باير ليفركوزن العنيد بهدفين مقابل هدف، لتنتقل كتيبة أنطونيو كونتي لنصف النهائي، الذي شهد استعراض عضلات لاعبيه أمام شاختار دونيستك الأوكراني، الذي تعرض لهزيمة قاسية بخماسية، ما يجعل الفريق الإيطالي يوجه رسالة مباشرة لإشبيلية بأنه على أتم الاستعداد لملاقاته.
وسيكون على كونتي المحافظة على النسق العام لنادي إنتر ميلان في المواجهة النهائية، وأن يتحكم نجومه بمستواهم طوال وقت اللقاء، حتى يتمكنوا من اجتياز عقبة إشبيلية، وبخاصة أن المدرب الإيطالي يعلم حجم الفريق الأندلسي الحقيقي في بطولة الدوري الأوروبي.
وقال كونتي لوسائل الإعلام عقب انتهاء مباراة شاختار: "منافسنا في المباراة النهائية هو إشبيلية، الذي يمتلك خبرات كبيرة، وأعتقد أنه استطاع الفوز بأربعة ألقاب في آخر 8 سنوات. هم معتادون على الأمر، لكننا لدينا الرغبة بتحقيق المفاجأة، وأنا أنتظر أن يدخل اللاعبون اللقاء ضدهم من دون خوف من المنافس"، فهل يفعلها المدرب الإيطالي؟ ويهدي إنتر ميلان لقبه القاري الأول منذ عام 2010، عندما حصد المدير الفني المخضرم جوزيه مورينيو الثلاثية التاريخية للفريق.