وانطلقت الفعاليات مبكراً هذا اليوم، حيث بدأ الفلسطينيون المشاركة قبل الموعد الرسمي لها، في إشارة تأكيد من المنظمين والمتظاهرين على أنّ فعاليات المسيرة مستمرة، رغم الضغوط الإقليمية والدولية على حركة "حماس" لوقفها.
ودعت مساجد غزة والإذاعات المحلية الفلسطينيين للاحتشاد على الحدود في نقاط التماسّ الخمس، مع تأكيدات في القطاع بضرورة الابتعاد عن السياج الفاصل لمنع الاحتلال من ارتكاب مجزرة بحق المتظاهرين، في ظل تهديداته المتصاعدة وحشوده العسكرية على الحدود.
وأطلقت "الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار" على هذه الجمعة اسم "معًا.. غزة تنتفض والضفة تلتحم".
وقبيل المسيرات، دعا نشطاء ومسؤولون إلى فعاليات بعيدة نسبياً عن السياج الفاصل، لعدم إعطاء فرصة للاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ تهديداته بحق المتظاهرين وارتكاب مجزرة جديدة، وخاصة مع تهديداته والحشود الكبيرة التي نشرت الصحافة الإسرائيلية صوراً لها قبالة الحدود.
وقبل ذلك، دعا المنسق العام للهيئة الوطنية لمسيرة العودة وكسر الحصار، القيادي في حركة "الجهاد"، خالد البطش جماهير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والخان الأحمر للمشاركة الواسعة في هذه الجمعة، تأكيداً الحفاظ على الحقوق الوطنية ووحدة الدم والمصير المشترك.
وأكد البطش في تصريح، أن مسيرات العودة وكسر الحصار مستمرة حتى تحقق أهدافها التي انطلقت من أجلها، مؤكداً في ذات الوقت أهمية الحفاظ على سلمية وشعبية المسيرات وأدواتها باعتبارها رافعة للنهوض الوطني.
ودعا البطش المشاركين لاتخاذ التدابير كافة التي تمنع وتفوت الفرصة على قناصة الاحتلال الإسرائيلي من النيل من المشاركين السلميين، مشيرًا إلى أن الرسالة الأهم هي احتشاد الجماهير ورابطها السلمي والشعبي، ومحذراً الاحتلال من مغبة التمادي في ارتكاب الجرائم بحق المشاركين في مسيرة العودة وكسر الحصار.
وهذه الفعاليات تأتي بعد ساعات من مغادرة وفد مصري للقطاع، ضم مسؤولين رفيعي المستوى بجهاز المخابرات العامة، إذ جرى التباحث خلال الزيارة التي استمرت نحو أربع ساعات مع قيادة حركة "حماس" حول مستجدات ملفي التهدئة والمصالحة.
ونفى مسؤولون في "حماس" نقل الوفد الأمني المصري رسائل تهديد إسرائيلية للحركة ولغزة، لكن وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت في وقت سابق أن الوفد جاء ليطلب تخفيف حدة التظاهرات على الحدود "خشية تصعيد عسكري واسع".
ونشر جيش الاحتلال عددًا من الآليات العسكرية، بينها دبابات ميركافا، على الحدود وفي نقاط المواجهة الخمس، إلى جانب انتشار عشرات القناصة الإسرائيليين في المناطق المحاذية للتجمعات الشبابية.