في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات الفكرية والنقدية وعلم الاجتماع والتاريخ وأدب الرحلات والسياسة.
■ ■ ■
صدر حديثاً عن "دار التنوير" كتاب "السّاحة والبُرج، الشّبكات والسُّلطة من الماسونيين الأحرار إلى فيسبوك"، للكاتب البريطاني نيل فرجسن، بترجمة حسام نايل. يحاجج المؤلف، وهو متخصّص في التاريخ، في أنه إذا تم اعتبار القرن الحادي والعشرين عصر الشبكات، فإن هذه الشبكات تنتمي إلى تنظيمات الماسونية، ويوضّح ذلك بالعودة إلى روما القديمة وصولاً إلى مديري فيسبوك، مروراً بعصر النهضة وتصوّرات الآباء المؤسسين. وصفت الصحافة الغربية الكتاب بأنه تاريخ جديد لوادي السيليكون، كما أنه يقدم تنبؤاً بما يمكن حدوثه مستقبلاً لهذه الشبكات.
صدر حديثاً عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" كتاب "الصناعة المعجمية والمعجم التاريخي عند العرب"، للكاتب والأكاديمي الأردني محمد عبيد الله. يناقش الكتاب أهمية الصناعة المعجمية، وسبق العرب إلى هذه الصناعة منذ القرن الثامن الميلادي. يتطرّق المؤلف إلى أن العربية قد تأخّرت في إنجاز معجم تاريخي، بينما حظيت معظم اللغات الحية بمعجم أو أكثر من المعاجم التطورية التاريخية، لافتاً إلى أنه مما يثير العجب حيال هذا الأمر أن العربية رائدة صناعة المعاجم اللغوية وقبل أن يبدأ هذا النشاط بعدة قرون في اللغات الأوروبية.
صدر حديثاً عن "دار جسور" كتاب "علم اجتماع الفلسفات: التأثير الاجتماعي والسياسي في نشأة الفلسفات والأفكار"، لعالم الاجتماع الأميركي راندال كولينز، وقد نقل هذا الكتاب إلى العربية المترجم خليفة الميساوي. يأتي العمل في جزءين، وفيه يتتبع كولينز حركة الفكر الفلسفي في اليونان القديمة، والصين، واليابان، والهند، والعالم الإسلامي واليهودي والمسيحي في العصور الوسطى، وصولاً إلى أوروبا الحديثة. ويركز على المواقع الاجتماعية، حيث تتشكل الأفكار المعقدة مثل أنماط الشبكات الفكرية والانقسامات والصراعات.
يصدر قريباً عن "بيت الياسمين" كتاب "رسائل من مصر"، لـ ليجي دوف جوردون، بترجمة الروائي المصري إبراهيم عبد المجيد. كانت جوردون، الكاتبة والمترجمة الإنكليزية، قد زارت مصر عام 1862، للاستشفاء من مرض السل وسط الطبيعة الجافة، وأرسلت رسائلها إلى زوجها وأمها حتى رحيلها ودفنها في مصر عام 1869. يضم الكتاب 120 رسالة، تكشف، وفقاً للمترجم، ما تجاهلته كتب التاريخ عن الظلم الكبير الذي عاناه الشعب المصري تحت حكم الخديوي إسماعيل، وتكشف عن الحياة في القاهرة، وقد لقب المصريون جوردون بـ"البشوشة" و"الشيخة" و"الست" و"نور على نور".
ضمن سلسلة "التراث الحضاري"، صدر حديثاً عن "الهيئة المصرية العامة للكتاب" رحلة ابن بطوطة المسماة "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، وهو عمل حقّقه وقدّمه الأكاديمي يسري أحمد زيدان. تقوم هذه النسخة على طبعة نادرة قديمة تعود إلى عام 1888، وفى مقدّمته يوضح زيدان الكثير مما التبس بخصوص هذه الرحلة وكشف من خلالها عن مدى أهميتها في تاريخ أدب الرحلات خلال العصر الوسيط. يعد ابن بطوطة من أشهر الرحالة المسلمين، وقام بثلاث رحلات، جاب خلالها معظم أجزاء العالم المعروف في زمانه، مستغرقاً حوالى ثلاثة عقود.
صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "الجندي والدولة والثورات العربية"، للباحث الجزائري طيبي غماري. يعرض الكتاب العلاقات العسكرية-المدنية في الوطن العربي خلال مراحل التحول، مؤسساً مقاربته على مسلّمة مفادها أن تشكُّل العلاقات العسكرية-المدنية في بلدان الربيع العربي يرتبط في الأصل بتاريخية هذه العلاقات في المراحل التي سبقت التحول، كما تقصّى الظروف والمظاهر التي تحكّمت في ردات فعل الجيوش العربية في مراحل التحول، لفهمها من خلال شبكة تحليل تساهم في تفكيك العلاقة بين العسكري والمدني.
عن "دار الشروق"، صدر حديثاً كتاب بعنوان "بارانويا القصيدة العربية في القرون الوسطى.. ابن الرومي وأرق الماضي وأرق اللغة: من المجاز إلى التصوف"، للباحثين الأردنيين محمود النعامنة وسالم سلامنة. يتناول الكتاب اللغة وتمظهراتها الصوفية لدى الشاعر العباسي ابن الرومي، الذي عاش حياته مطارداً من ذاته ومن واقعه الذي اتسم بالحزن والفراق، موضحاً أن ابن الرومي رسَم - في قلب الثورة المعرفية العباسية - لنفسه مساراً شعرياً على طريقة التجريبيين المعاصرين، تحت تأثير الاغتراب ومواقفه السياسية وانكساراته الشخصية.
"الحرب والدين.. أوروبا والبحر الأبيض المتوسط من القرن الأول حتى القرن الحادي والعشرين"، عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً للمؤرخ الفرنسي أرنود بلين عن "منشورات جامعة كاليفورنيا". يقدّم الكتاب رؤية بانورامية للتاريخ المتشابك للحرب والدين من خلال الإمبراطوريات التي تجاورت على ضفاف المتوسط واعتنقت الأديان التوحيدية، ثم يدرس التغيّرات في توظيف المعتقد الديني في العصور الوسطى ثم عصر النهضة، وصولاً إلى العصر الحديث، في عدد من النزاعات، وكيف حدّد أحياناً الطريقة التي تمّ خلالها خوض تلك الحروب في الماضي وفي يومنا هذا.