أطلقت الحملة الوطنية الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء في مؤتمر صحافي في رام الله اليوم الأحد، فعاليات اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء، الذي يوافق بعد غد الثلاثاء، وسط مطالبات بمواصلة الجهد الوطني ومتابعته على المستويات الشعبية والسياسية والدبلوماسية والقانونية لضمان استردادهم.
وقال عضو الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، سالم خلة، "إن برنامج الحملة لهذا العام وكما العادة سيدخل معركته مع المستوى السياسي الإسرائيلي؛ الذي يعوق تسليم الجثامين، خاصة أنه قبيل هبة القدس في عام 2015، كانت الحملة على شفا تحرير أكثر من 100 جثمان، لكن المستوى السياسي لدولة الاحتلال عوق ذلك".
وأوضح خلة أن البرنامج سيتضمن غداً الاثنين، مظاهرات تطالب بالإفراج عن جثامين الشهداء، تنطلق في وقتٍ واحد عند الحادية عشرة صباحاً في مراكز مدن الضفة الغربية. وفي الثامنة مساء تنطلق حملة إلكترونية تحت هاشتاغ "بدنا أولادنا لهيب الثلاجة"، إلى جانب لقاء بعض أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي لبحث سبل تطوير وتفعيل قضية الجثامين، على المستوى الدولي للضغط على حكومة الاحتلال، ولقاءً مع وزارة الداخلية للمطالبة بإصدار شهادات وفاة للشهداء.
وتدعي حكومة الاحتلال أن احتجاز جثامين الشهداء يأتي من باب مبادلتها مع جثامين الجنود والأسرى لدى حركة حماس في غزة. ولفت عضو الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء عيسى قراقع في كلمة له خلال المؤتمر الصحافي، إلى ادعاء آخر تتذرع به دولة الاحتلال وهو أن تسليم الجثامين يشكل تهديداً لأمن الإسرائيليين.
وأكد قراقع أن الأمر يتخذ أبعاد الانتقام والعقاب الجماعي بحق أهالي الشهداء، وإخفاء آثار جريمة الاحتلال بإعدام الشهداء الفلسطينيين الذين تحتجز جثامينهم، كما يسعى الاحتلال لنزع الهوية الكفاحية عن هؤلاء الشهداء باحتجاز جثامينهم وقرصنة إعانات ذويهم المالية.
بدوره، أشار محامي الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، محمد أبو سنينة، في كلمة له، إلى أنه "لا يوجد في القانون الإسرائيلي ما يجيز احتجاز الجثامين إلا فترات قصيرة لغايات التحقيق، وأن المحكمة العليا الإسرائيلية أصدرت عام 2017 قراراً باعتبار احتجاز الجثامين غير قانوني؛ لكنها لم تصدر أي قرار بإطلاق سراح الجثامين حتى اللحظة".
وكان آخر الشهداء المحتجزة جثامينهم الشهيد الطفل نسيم أبو رومي، من بلدة العيزرية شرق القدس الذي أعدمه جنود الاحتلال في 16 أغسطس/ آب الحالي، بإطلاق النار عليه وعلى صديقه محمد الشيخ، بالقرب من باب السلسلة، أحد أبواب المسجد الأقصى، بدعوى تنفيذهما عملية طعن.
وقال والد الشهيد نسيم أبو رومي، مكافح أبو رومي في كلمة له، "إن عائلات الشهداء تُريد دفن أبنائها بطريقة لائقة رغما عن الاحتلال، وعلى الفلسطينيين وضع حد لسياسات الاحتلال والمطالبة بشكل يومي باسترداد الجثامين لإخضاع الاحتلال والإفراج عن الشهداء".
يُذكر أن اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء انطلق في عام 2009، لإبراز قضية احتجاز الجثامين البالغ عددها 304 جثامين شهداء محتجزة في مقابر الأرقام وفي ثلاجات الاحتلال، ومن بين أولئك الشهداء من استشهد واحتجز جثمانه منذ عام 1967، و51 منهم احتجزت جثامينهم منذ انطلاق هبة القدس في أكتوبر/ تشرين الأول 2015.