بعد نشر تحقيق حول إساءة معاملة السجينات في سجن النساء بمنوبة في ضواحي العاصمة التونسية، وتعرضهن إلى عمليات تعذيب ممنهج من قبل السجانات في الليل، قامت وزارة العدل التونسية باصطحاب فريق من الإعلاميين التونسيين إلى هذا السجن لزيارته، وإجراء حوارات مع السجينات.
وأكد وزير العدل في الحكومة التونسية، الذي رافق الإعلاميين إلى السجن، ضرورة الحفاظ على حرمة السجينات وصون كرامتهن مهما كان الجرم الذي ارتكبنه، نافيا أن تكون هناك "ممارسات تعذيب ممنهجة في السجون التونسية، وأن بعض الحالات إن وجدت لا تتعدى بعض الاعتداءات بالعنف أو سوء المعاملة التي قد تصدر عن بعض الأعوان، وهي حالات معزولة لا أكثر".
وجاءت الزيارة في وقت تشهد فيه تونس جدلا حول تعدد حالات التعذيب في مراكز الإيقاف، حيث ذكرت رئيسة المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب، راضية النصراوي، أن التقرير السنوي الذي تصدره منظمتها رصد حالات تعذيب كثيرة في مراكز الإيقاف التونسية حيث تحتل حالات التعذيب، كالعقاب البدني، المرتبة الأولى بـ62 في المائة، تليها حالات اقتلاع الاعترافات بـ19 في المائة.
وبيّنت النصراوي أنّ 72 بالمائة من الذين تعرضوا للتعذيب تتراوح أعمارهم بين 19 و39 سنة، و4 بالمائة لمن تراوحت أعمارهم بين 14 و18 سنة، و24 بالمائة لمن سنهم في الـ40 فما فوق. ودعت النصراوي السلطات القضائية التونسية إلى تحمل مسؤولياتها في هذا الملف الذي لا يتمّ فيه احترام حقوق الإنسان والحرمة الجسدية للمعتدى عليهم.