لم يتوقع رئيس ومدير مجموعة "بولوريه" للتسويق والنقل، رئيس مجلس الرقابة في مجموعة "فيفاندي" (Vivendi) و"كانال بلوس"، فانسان بولوريه، عند إعلانه التعاقد مع مقدّم البرامج، جان-مارك مورانديني، ردّة فعل بالحجم الذي تشهده الصحافة الفرنسية ومواقع التواصل الاجتماعي منذ يوم أمس، تضامناً مع موظفي قناة "آي تيلي" (ITELE). وأعلن هؤلاء رفضهم العمل مع مورانديني على خلفية الفضيحة الأخلاقية التي طاولته الصيف الماضي، والمتعلقة باستغلال شباب وابتزازهم جنسياً.
الحرب بين موظفي القناة المدعومين من زملاء لهم في التلفزيون والراديو والصحافة المكتوبة، ومورانديني المدعوم من الإدارة ورئيس مجموعة "كانال بلوس" قد تأخذ منحى الاعتصام المفتوح، غداً الإثنين، تزامناً مع وصول مورانديني إلى مكاتب القناة، وفقاً لصحيفة "لو باريزيان".
على صفحات صحيفة "لوموند" وجّه مورانديني نداءً لزملائه الجدد للتعاون معه، مذكراً إياهم بأنّه بريء حتى تثبت إدانته. لكن كلام مورانديني سرعان ما تحوّل إلى وسم على "تويتر" "افتراض البراءة" أطلقه حساب "كانال بلوس"، الأمر الذي رأى فيه كثيرون دعماً مطلقاً من الإدارة لمورانديني.
في المقابل، أطلق صحافيون وناشطون فرنسيون وسم"أنا أؤيد آي تيلي"(JeSoutiensITELE#)، رداً على قرار الإدارة في دعم مورانديني وكتعبير عن التضامن مع الموظفين الذين أعلنوا عن رغبتهم المضي قدماً في المواجهة مع الإدارة، وصولاً إلى الإضراب المفتوح والاستقالة إذا لزم الأمر.
محررو صحيفة "لوموند" كانوا أول المتضامنين مع زملائهم في "آي تيلي"، وجاء ذلك على لسان مدير التحرير في الصحيفة، بول بينكيمون الذي غرّد "كل التضامن مع الزملاء الأعزاء في آي تيلي في وجه سياسة "أغلقوا أفواهكم أو انصرفوا".
وتتالت الأصوات المؤيدة لقرار العاملين في القناة من ليا سلامي، وبروس توسان، وكلويه نابديان، وأوريلي كاس، وكارولين دو هاس، وآخرين في "بي اف ام" و"ال سي اي"، ومقدمي برامج ومذيعي أخبار سابقين في القناة. ووجهوا تحية لشجاعة زملائهم وانحيازهم لأخلاقيات المهنة التي يمارسونها على حساب الوظيفة التي أصبحت مهددة فعلياً، بعدما همس به مدير القناة، سيرج ندجار، للموظفين الغاضبين، ونقله أحد العاملين حرفياً لصحيفة "الإكسبرس": "إذا كنتم غير مسرورين بقدوم مورانديني، ليس عليكم إلا الرحيل..".
وفي السياق نفسه، كشفت الصحف الفرنسية عن العلاقة المتينة بين مالك مجموعة "كانال بلوس"، فانسان بولوريه، ومورانديني الذي عمل في قناته Direct 8 وفي يوميته Direct Matin. لذا يبدو قرار المواجهة بين الإدارة وموظفي "آي تيلي" قد تجاوز حدود المعركة الآنية بعد حملات التصعيد المتبادلة في اليومين الأخيرين، ما ينذر بأزمة كبيرة في القناة التي تحظى بنسبة مشاهدة عالية في فرنسا، وبأسلوب تميزت فيه عن منافستها BFMTV خاصة في تغطيتها لملفات الإسلام والإرهاب.