انتهى اليوم الثاني من الهدنة القائمة بين قوات التحالف العربي، وبين جماعة أنصار الله (الحوثيين) والموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وبالرغم من ذلك، لم تصل المساعدات للأهالي في كثير من المناطق المتضررة من الحرب، بحسب شهادات الكثيرين لـ "العربي الجديد".
وأكد أحد وجهاء محافظة عدن (جنوباً) وقد فضّل عدم ذكر اسمه، أن جزءاً بسيطاً من المساعدات تلقاها بعض السكان في المدينة، رغم وصول عدد من السفن المحملة بالمساعدات لليمن بحسب وسائل الإعلام، لافتاً إلى أن "عملية إدخال المعونات لمحافظة عدن وما جاورها ستواجه معوقات مختلفة، أهمها سيطرة الحوثيين على كثير من المواقع".
وأشار المصدر لـ "العربي الجديد"، إلى أنّ "مداخل محافظة عدن تحت سيطرة المقاتلين الحوثيين، باستثناء ميناء البريقة البحري، وهذا ما يعوق عملية إدخال المساعدات للأهالي بطريقة سلسة وسريعة"، لافتاً إلى أن عدداً من السفن "المحملة بالمعونات توقفت بعيداً عن ميناء البريقة خوفاً من استهدافها من قبل الحوثيين"، الأمر الذي جعل وجهاء المحافظة يطلبون من مصافي عدن تقديم وقود للقوارب كي تقوم بمهمة تحميل المساعدات من السفن في عرض البحر وإدخالها إلى ميناء البريقة.
وأضاف "نقوم بعملية متعبة جداً كي نُدخل المواد الغذائية من وسط البحر، لكن هذا يهون أمام معاناة الناس"، معتبراً أن هذه العملية تعتبر مخاطرة بعد استهداف الحوثيين لقارب المدنيين النازحين في بحر التواهي، وهو الأمر نفسه الذي جعل السفن المحملة بالمساعدات، ترفض الدخول إلى الميناء.
كذلك، ذكر المصدر أنّ "القوارب الصغيرة المحملة بالمساعدات، تصل لمنطقتي (الخيسة وكود النمر) في منطقة البريقة"، حيث يتم توزيعها لبعض النازحين وهي كميات قليلة جداً حتى الآن.
وتسيطر قوات "الحوثيين" على أغلب المداخل البرية والمنافذ البحرية لمحافظة عدن، إذ قامت باحتجاز، شاحنات تحمل مساعدات إنسانية وإغاثية، كانت في طريقها إلى مدينتي عدن والضالع.
وفي السياق ذاته، نفى أهالي عدن حصولهم على أية مساعدات أو معونات مؤخراً، وقال النازح في مدينة إنماء في عدن عبد الواسع جميل، بأنه حتى الآن لم يتلق أية مساعدات غذائية، مشيراً إلى أن أوضاعه المعيشية بدأت في التفاقم، لا سيما أنه يسكن وأسرته اليوم عند أحد أقربائه بمدينة إنماء السكنية.
وروى جميل لـ "العربي الجديد" "نأكل في اليوم وجبة واحدة، ونحن بحاجة ماسة للغذاء وحليب الأطفال، كما أنّ المواد الغذائية نفدت من المحلات التجارية".
كما أوضح أنّه "قبل أسبوعين، وزعت لنا منظمة الأغذية العالمية بعض المساعدات، منها قمح غير مطحون، ولعدم وجود الكهرباء، اضطر الكثير من الأهالي لبيعه، وشراء الأرز بدلاً منه".
من جهته، شكا سليم النسي (صاحب محل تجاري) عدم قدرته على تعويض البضاعة التي باعها خلال الفترة الماضية، كون أغلب الطرقات مغلقة. وقال النسي لـ "العربي الجديد" إن حليب الأطفال إحدى أكثر السلع المعدوم وجودها حالياً في عدن، لافتاً إلى أن "كل تجار عدن يواجهون عقبات في إدخال البضائع إلى المدينة".
والجدير بالذكر، أن كلاً من محافظة عدن ولحج والضالع، من أكثر المحافظات التي هي بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، بسبب الحرب المستمرة والحصار المطبق عليها منذ أكثر من شهر، بالإضافة إلى فقدان السلع والخدمات.
وتستمر بعض الدول والمنظمات الإغاثية في إرسال مساعداتها لليمن، وتتضمن الأغذية والأدوية والمستلزمات الطبية والوقود، مستغلة هدنة الأيام الخمسة التي أعلنتها دول التحالف العربي بعد أكثر من شهر من الحرب.
ووصلت إلى منفذ الوديعة الحدودي بين اليمن والسعودية، عشرون شاحنة محملة بالمساعدات. من جهتها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتية أمس الخميس، عن إقلاع طائرة الإغاثة الأولى من قاعدة عبد الله المبارك الجوية إلى اليمن، محملة بأربعين طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية للمستشفيات في اليمن.
أرقام
وأعلن مركز عدن للبحوث والدراسات الاستراتجية بمدينة عدن، أن عدد ضحايا الحرب في كلّ من محافظة عدن ولحج والضالع وإبين وشبوة، منذ اندلاعها الشهر الماضي بلغ 4535 شهيداً، بينهم 391 امرأة و361 طفلاً. وأن عدد الجرحى 6632 شخصاً منهم 585 امرأة و791 طفلاً.
وبلغ عدد المنازل المدمرة في ذات المحافظات 1966 منزلاً، منها 702 منزل مدمر تدميراً كلياً، و1264 منزلاً مدمراً تدميراً جزئياً، كما بلغ عدد السيارات المدمرة والمنهوبة في هذه المحافظات 1088 سيارة كبيرة وصغيرة.
وبلغ عدد المحلات التجارية المنهوبة، أو التي تم إحراقها في المحافظات المذكورة، 684 محلاً تجارياً، منها ثلاثة محلات كبيرة (سوبر ماركت) في عدن.
اقرأ أيضاً: الحمير بدل السيارات في اليمن