وقال مراسل "العربي الجديد" في دهوك، إن "رجال الدين دعوا المواطنين عبر المساجد والكنائس للتصويت والمشاركة بفاعلية"، مبيناً أن طوابير طويلة تقف عند مراكز الاقتراع ويتم تفتيش المواطنين قبل دخولهم للإدلاء بأصواتهم.
من جانبه، قال عضو مفوضية الاستفتاء في إقليم كردستان العراق، أمين قادر حميد، لـ"العربي الجديد"، إن "نسبة الإقبال على مراكز الاقتراع خلال الساعة الأولى فاقت توقعاتنا وقد نضطر لفتح صناديق أخرى لتسهيل عملية الاقتراع، وتجنب الزحام والطوابير على المراكز الانتخابية"،
مبيناً أن "قضاة من محاكم كردستان وأعضاء منظمات محلية وأخرى أجنبية يشاركون في عملية المراقبة".
في المقابل، قالت مصادر محلية في سهل نينوى وشيخان وربيعة، إن القوات الكردية فرضت طوقاً أمنياً واسعاً حول مراكز الاقتراع التي بدا بعضها خاليا من المواطنين باستثناء أفراد الأمن الذين أدلوا بأصواتهم، أول دقائق فتح صناديق الاقتراع.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن السكان العرب المسلمين والمسيحيين لزموا منازلهم، ولم يخرجوا للمشاركة، رغم إيصال التيار الكهربائي المقطوع في تلك المدن للمساجد والكنائس، ودعوة الناس للمشاركة.
وتجوب فرق تثقيفية تابعة لسلطات الإقليم، منذ صباح اليوم، لدعوة الأكراد للتوجه إلى صناديق الاستفتاء والتصويت "بنعم" للانفصال.
وشهد إقليم كردستان، المفترض أن يصوت فيه أكثر من مليون كردي، إقبالاً جيداً مقارنة بأربيل ودهوك، بسبب تخوف السكان هناك من آثار العملية التي يعتقدون أنها ستجلب مشاكل لهم.
خلال ذلك، تراجعت مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان عن الأرقام التي أعلنتها قبل يومين حول عدد الناخبين الذين يحق لهم التصويت، أنهم خمسة ملايين و200 ألف نسمة.
وأعلن نائب رئيس المفوضية الخاصة بالاستفتاء، سليمان مصطفى، أن جميع الإجراءات مكتملة وعملية التصويت تجري بشكل سلس، وبعد مراجعة سجلات الناخبين سيكون من حق نحو أربعة ملايين ناخب الإدلاء بصوتهم، مؤكداً أنه تم فتح حتى الآن 1730 مركزا و6746 محطة انتخابية.
وتتم عملية الاستفتاء في ظل غياب كامل للمراقبين الاتحاديين والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات العراقية.
على خط مواجه للاستفتاء، قال البرلماني التركماني السابق فوزي أكرم ترزي، خلال مقابلة متلفزة، إن "هذا اليوم هو الأتعس في تاريخ العراق بسبب التوجه الإسرائيلي الذي تقوم به سلطات إقليم كردستان"، مشيراً إلى أن سلطات إقليم كردستان تسعى لتشكيل دولة عنصرية شمال العراق.
وأصرت السلطات الكردية على إجراء استفتاء الانفصال على الرغم من التحذيرات التي وجهها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس، قائلاً "لن يسمح بقيام دولة عنصرية شمال البلاد". وأعقب ذلك اجتماع لمجلس الأمن الوطني العراقي قرر فرض السيطرة على جميع المنافذ في إقليم كردستان العراق، بما فيها المطارات.
ووجه رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، فجر اليوم، نداءً أخيراً للأكراد للتخلي عن استفتاء الانفصال والحفاظ على وحدة العراق، التي لا يمكن التنازل عنها، موضحاً أن نتائج الاستفتاء في حال تم لا يترتب عليها أي أثر قانوني.