23 فبراير 2019
إلى متى ينام الإنسان فينا؟
عمر بن أعمارة (المغرب)
ما أتعسنا حين لا نسمّي الأشياء بأسمائها، ما أبشعنا حين نهجر إنسانيتنا، ما أكثر غموضنا حين نسكن في ظلنا، ما أتفهنا حين نضع أقنعة على وجوهنا، ما أشقانا حين نغادر ذواتنا، ما أكسلنا حين لا نجد من المرايا إلا مرايا الآخرين، ما أغبانا حين لا ننظر إلى أعماق أنفسنا، ما أحقرنا حين نكابر مع جهلنا، ما أبخسنا حين نزايد على تخلفنا.
لماذا نجاور كل هذا الضباب في كل أعمالنا؟ كل المغامرات خضناها إلا مغامرة العقل، ولماذا نحمل نظارات الآخرين حين نريد أن ننظر في أنفسنا العميقة؟ كل المرايا نظرنا فيها إلا مرايانا نحن، كم من الطلاء يكفينا للستر على قبحنا؟ أي القارات تتسع لأخطائنا وهفواتنا؟ لماذا ظللنا أقزام التاريخ؟ لماذا لم نكبر وظللنا دائما قاصرين في عصرنا؟ لماذا في كل مرة نعلن النهايات؟ لماذا لا نعرف الطريق إلى المستحيل؟ أي المذكرات تصلح لنا لتسجيل انكساراتنا؟ كم من السجلات تكفينا لتدوين هزائمنا؟ نجوم في السماء ونحن ثقوب سوداء في الأرض، أي الصحارى تتسع لجفائنا؟ كم من أسئلة تأخرنا على طرحها؟ كم من إجابات وضعناها في غير محلها؟ أي المعاجم مناسبة لنا كي نستقي منها مفاهيم تصلح لتشخيص وضعنا؟ لماذا نستعير كل مصطلحاتنا من معاجم الإنكسارات؟ لماذا فصولنا السنوية كلها خريف؟ لماذا لا تزهر أشجارنا؟ لماذا دائما نخال السراب ماء صالحا للاستجمام؟ أي أخلاق سنلبس كي نستحي ونخجل من وضعنا؟ أي الأرقام تليق بمكانتنا وترتيبنا؟ أي المحيطات تكفينا لتطهير ذواتنا؟ الفساد استشرى فينا حتى استحى هو بدلا منا نحن؟ نحن أصحاب رد الفعل بدلا من الفعل، هل نملك تصورا ما لأنفسنا وعنها؟ هل من قدر لنا غير قدر تخلفنا وتمزقنا وبؤسنا اللامتناهي؟ هل من انتماء لنا غير انتمائنا إلى هوامش وحواشي العصر؟ هل من ضمير لنا حتى نستفزه ونوقظه من سباته العميق ونكشف عليه حتى يصبح ضميرا غير مستترا؟
كل الصلاحيات المتاحة لنا انتهت بما فيها صلاحية نومنا وموتنا، نحن امبراطورية البؤس واليأس، هل هذا قدرنا ومكتوب علينا أن نكون محطات لكل الانكسارات ومطارات لكل الانهيارات وموانئ لكل الفواجع؟ أي انشطار وأي تشظي نحن مقبلين عليه بعد كل هذه التمزقات؟
يا موسوعة غينيس الأزلية، سجلي على صفحاتك: "كل الأرقام القياسية التي تؤدي إلى محطات الفشل والسقوط نحن من صنعنا إياها وهي من إنجازاتنا الفذة، نحن الوحيدين الذين انتصرنا في تمزقنا وانهزمنا في وحدتنا، فأي نوع من الكائنات التي لا تقبل إلا بالتجزء كحل، نحن؟ نحن التعدد والتنوع الوحيد والمنفرد الذي لا يقبل بالوحدة، فإلى متى سينام الإنسان فينا؟ إلى متى سيموت الوطن فينا؟.
لماذا نجاور كل هذا الضباب في كل أعمالنا؟ كل المغامرات خضناها إلا مغامرة العقل، ولماذا نحمل نظارات الآخرين حين نريد أن ننظر في أنفسنا العميقة؟ كل المرايا نظرنا فيها إلا مرايانا نحن، كم من الطلاء يكفينا للستر على قبحنا؟ أي القارات تتسع لأخطائنا وهفواتنا؟ لماذا ظللنا أقزام التاريخ؟ لماذا لم نكبر وظللنا دائما قاصرين في عصرنا؟ لماذا في كل مرة نعلن النهايات؟ لماذا لا نعرف الطريق إلى المستحيل؟ أي المذكرات تصلح لنا لتسجيل انكساراتنا؟ كم من السجلات تكفينا لتدوين هزائمنا؟ نجوم في السماء ونحن ثقوب سوداء في الأرض، أي الصحارى تتسع لجفائنا؟ كم من أسئلة تأخرنا على طرحها؟ كم من إجابات وضعناها في غير محلها؟ أي المعاجم مناسبة لنا كي نستقي منها مفاهيم تصلح لتشخيص وضعنا؟ لماذا نستعير كل مصطلحاتنا من معاجم الإنكسارات؟ لماذا فصولنا السنوية كلها خريف؟ لماذا لا تزهر أشجارنا؟ لماذا دائما نخال السراب ماء صالحا للاستجمام؟ أي أخلاق سنلبس كي نستحي ونخجل من وضعنا؟ أي الأرقام تليق بمكانتنا وترتيبنا؟ أي المحيطات تكفينا لتطهير ذواتنا؟ الفساد استشرى فينا حتى استحى هو بدلا منا نحن؟ نحن أصحاب رد الفعل بدلا من الفعل، هل نملك تصورا ما لأنفسنا وعنها؟ هل من قدر لنا غير قدر تخلفنا وتمزقنا وبؤسنا اللامتناهي؟ هل من انتماء لنا غير انتمائنا إلى هوامش وحواشي العصر؟ هل من ضمير لنا حتى نستفزه ونوقظه من سباته العميق ونكشف عليه حتى يصبح ضميرا غير مستترا؟
كل الصلاحيات المتاحة لنا انتهت بما فيها صلاحية نومنا وموتنا، نحن امبراطورية البؤس واليأس، هل هذا قدرنا ومكتوب علينا أن نكون محطات لكل الانكسارات ومطارات لكل الانهيارات وموانئ لكل الفواجع؟ أي انشطار وأي تشظي نحن مقبلين عليه بعد كل هذه التمزقات؟
يا موسوعة غينيس الأزلية، سجلي على صفحاتك: "كل الأرقام القياسية التي تؤدي إلى محطات الفشل والسقوط نحن من صنعنا إياها وهي من إنجازاتنا الفذة، نحن الوحيدين الذين انتصرنا في تمزقنا وانهزمنا في وحدتنا، فأي نوع من الكائنات التي لا تقبل إلا بالتجزء كحل، نحن؟ نحن التعدد والتنوع الوحيد والمنفرد الذي لا يقبل بالوحدة، فإلى متى سينام الإنسان فينا؟ إلى متى سيموت الوطن فينا؟.
مقالات أخرى
11 أكتوبر 2018
19 سبتمبر 2018
10 سبتمبر 2018