بعد دراسات امتدت لسنوات طويلة وأعلنت نتائجها نهاية 2013، أفادت أن تناول الأسبرين يوميا بجرعة ضعيفة يساعد في خفض خطورة سرطان القولون، أظهرت دراسة جديدة أن الفائدة المحتملة للأسبرين في خفض خطر الإصابة بسرطان القولون تكاد تقتصر على الأشخاص الذين تفرز جيناتهم مستويات عالية من أحد الإنزيمات. ولأن المخاطر على الجهاز الهضمي كبيرة جدا مقابل تبرير فوائد غير مؤكدة، فقد نصحت مجموعة عمل الخدمات الوقائية الأميركية التي تقدم المشورة للحكومة الأميركية بعدم استخدام الأسبرين للوقاية من سرطان القولون بين عامة الناس.
وقال علماء في دورية (ساينس ترانسليشينال ميديسن) إن أصحاب المستويات المنخفضة من الإنزيم (15-PGDH) لا يستفيدون إطلاقا من الأسبرين.
وقال سانفورد ماركويتز الأستاذ بكلية الطب في كليفلاند -والذي شارك في قيادة فريق الدراسة-: "إذا كانت لديك مستويات منخفضة من (الإنزيم) فإن تناول الأسبرين للحد من خطر الإصابة بسرطان القولون لن يساعدك على الأرجح"، وأوضح: "لكن الأشخاص الذين لديهم مستويات مرتفعة يستفيدون، فوجود مستويات عالية من الإنزيم مع تناول الأسبرين يبدو في الواقع أنه العامل الرئيسي في الخفض الملموس لخطر الإصابة بسرطان القولون".
وتحديد الأشخاص الذين يمكنهم الاستفادة من الأسبرين مهم، لأن تناوله ينطوي على خطر الإصابة بالقرحة ونزيف الجهاز الهضمي الذي قد يكون مميتا.
وقال اندرو تشان الطبيب بالمستشفى العام في ماساتشوستس في بوسطن، والذي قاد الدراسة مع ماركويتز "إذا أمكنك ربط الوقاية بأشخاص تزداد لديهم احتمالات الإصابة بالمرض واحتمالات الاستفادة من الأسبرين فإن ذلك قد يغير المعادلة".
ويستهدف كل من الإنزيم (15-PGDH) والأسبرين ما يسمى (البروستاجلاندين) وهي جزيئات تساعد على نمو خلايا القولون والالتهاب الأمر الذي يزيد خطر الإصابة بالسرطان.
ويحد الأسبرين من إنتاج (البروستاجلاندين)، بينما يعمل الإنزيم على تدميرها، وتكون النتيجة مستويات منخفضة من الجزيئات المسببة للسرطان.
وأظهرت الدراسة التي أجراها فريق تشان -وشملت آلاف المشاركين- أن خطر الإصابة بسرطان القولون انخفض بمعدل النصف لدى أصحاب المستويات العالية من الإنزيم (15-PGDH) بفضل الاستخدام المنتظم للأسبرين، وقد تصل هذه النسبة إلى الثلثين.
لكن لدى أصحاب المستويات المنخفضة من الإنزيم، فإن تناول الأسبرين قلص من احتمال الإصابة بسرطان القولون بنسبة 10 بالمئة فقط.
والأسبرين تم اكتشافه منذ 3 آلاف و500 سنة، واستخدم في 1899 على أنه علاج للالتهابات والآلام، وفى عام 1950 بدأ يستخدم للوقاية من أمراض القلب والسكتات الدماغية، وعكف علماء على دراسة إمكانية استخدامه في الوقاية من سرطان الجهاز الهضمي خاصة القولون والمعدة والبلعوم، مع دراسة أثاره الجانبية الخطرة.