22 فبراير 2016
إنهم يكتبونني
* "لم يعد هناك ما يكفي من الوهم، لأخاف خيبة الأمل، فالعقد الأخير من هذا القرن العاصف علّمنا أن نفتح باب المخيّلة لكافة الاحتمالات، وعلّمنا أنه ليس للهاوية من قرار. وعلّمنا ألا نفرح، أو نغضب، بما يقدمه لنا الواقع التاريخي من مفاجآت. كان علينا أن نُركِّب عقلا آخر، لكي نتحمّل صدمة المفاجآت، ولكي نتكيّف مع متطلبات فهم العالم الفوضوي الجديد. كل شيء، إذاً، مؤقتٌ، ما دام التاريخ في حالة تعويم عام، وما دام عشوائياً إلى هذا الحد. ومع ذلك، ما زال في وسعي أن أحلم. ما زال في وسعي أن أواجه صدمة الواقع بصدمة شعرية، هي الوحيدة الكفيلة بتبرير حياتي. ما زال في وسعي أن أشهد على أكثر من تاريخ عشته، وأعيشه، في لحظة واحدة. ماذا يبقى من كل ذلك؟، لا أعرف. وربما لا أريد أن أعرف، فليس في قلبي مكان لطعنة جديدة. لا أريد أن أرى بعينيّ سقوط ما كتبته على الورق وعلى الجدران وعلى الهواء. لا أريد أن أرى أكثر مما رأيت من خيبات الأمل، ولعل ذلك هو ما تبقّى لي من أمل: أن أحصِّن نفسي ضد الخيبة. أما العائدون، فإنهم عائدون، بقصيدتي أو بغير قصيدتي".
محمود درويش من حواره مع الصحفية اللبنانية، إيفا مرشليان، المنشور في كتابها (أنا الموقع أدناه)
* "أوّاه أيها الأذى، سرعان ما تلوح في فكر اليؤوس".
شكسبير
* "عندما يكون المناخ معادياً، والسماء سوداء، وتكون الأيام أيام ثلج وعواصف، يبقى البرسيم حديث الولادة ساكناً، وينتظر. البراعم الخجولة تستسلم للنوم، وفي نومها تنجو، ما دام الجو السيئ مستمراً، مهما طال أمد الزمن السيئ. وعندما تأتي الشموس، في نهاية المطاف، وتزرق السماء، وتدفأ الأرض، يستيقظ البرسيم. وعندئذ، عندئذ فقط، يبدأ النمو، ينمو بسرعة، حتى إن أحدنا ينظر إليه ويراه ينمو مدفوعاً، من الجذر بريح لا تأتي من الفضاء".
إدواردو غاليانو من كتاب (أفواه الزمن)، ترجمة صالح علماني
* "فطن الناس، منذ قديم الزمان، إلى حتمية الموت، لم يتوصلوا إلى وسيلة تدفعه. لذا، دأبوا على نسيانه، دفنوا أفكارهم عن الموت بالاهتمام نفسه الذي دفنوا به موتاهم، شيئان لا يمكن أن يحدق فيهما المرء: الشمس والموت".
منى الشيمي من رواية (بحجم حبة عنب)
* "الزمن قصير، وبفضله نحن أحياء أولاً، أي: متهمون وقضاة، ثم نموت، ونظل لبضع سنوات، أيضاً، مع أولئك الذين عرفونا. لكن، سرعان ما يحدث أي تغيير آخر: يصبح الأموات أمواتاً قدامى، ولا يعود أحد يتذكرهم، ويختفون في العدم، بيد أن بعضهم، وهم قلّة نادرة، يتركون أسماءهم في الذاكرة، وهؤلاء يتحولون إلى دُمى، بعد تجريدهم من أية شهادة صادقة، ومن أية ذكرى واقعية".
ميلان كونديرا من رواية (حفلة التفاهة) ـ ترجمة معن عاقل
* "أسرار خلق رواية مثل أسرار الولادة في الطبيعة، فالمرأة التي تحب يمكنها أن ترغب بأن تصير أماً، لكن رغبتها هذه لا تكفي لجعلها حاملاً، مهما كانت قوية، لكن تلك المرأة قد تجد نفسها أماً يوماً ما، وفي لحظة ليست متأكدة منها تماماً، كذلك الكاتب يجمع في نفسه بذور حياة كثيرة، طوال مدة عيشه، ولا يستطيع، مطلقاً، أن يقول كيف ولماذا التصقت بخياله، يوماً ما، بذرة حيوية من هذه البذور، وصارت وجوداً حياً في عمره الفاني".
لويجي بيراندللو من (ست شخصيات تبحث عن مؤلف)
* "أظن أنه لا بد من وجود شجاعة مسبقة تسمح لنا بأن نكون شجعان، أي أننا نعرف أن ثمة جمالاً أكبر مما تحتمله عيوننا، الأشياء الثمينة وقد وضعت بين أيدينا، وألا نفعل شيئا لتكريمها هو من قبيل ارتكاب شر كبير. وبالتالي، تتيح هذه الشجاعة لنا، كما يقول كبار السن، أن نجعل أنفسنا مفيدين، أي أن نكون كرماء، وهي طريقة أخرى لقول الشيء ذاته تماماً. لكن، هذا منبر الوعظ الذي يتكلم، ما الذي سأتركه لك سوى خرائب شجاعة قديمة، وعهد فروسية وأمل قديمين؟، حسناً كما أسلفت، كل هذا الآن جمر، وسينفخ الرب فيه يوماً ويصبح ناراً من جديد... سأصلي حتى تكبر رجلاً شجاعاً في بلد شجاع، حتى تجد وسيلة تكون فيها نافعاً".
الروائية الأميركية مارلين روبنسون من روايتها (جلعاد)، ترجمة سامر أبو هواش
محمود درويش من حواره مع الصحفية اللبنانية، إيفا مرشليان، المنشور في كتابها (أنا الموقع أدناه)
* "أوّاه أيها الأذى، سرعان ما تلوح في فكر اليؤوس".
شكسبير
* "عندما يكون المناخ معادياً، والسماء سوداء، وتكون الأيام أيام ثلج وعواصف، يبقى البرسيم حديث الولادة ساكناً، وينتظر. البراعم الخجولة تستسلم للنوم، وفي نومها تنجو، ما دام الجو السيئ مستمراً، مهما طال أمد الزمن السيئ. وعندما تأتي الشموس، في نهاية المطاف، وتزرق السماء، وتدفأ الأرض، يستيقظ البرسيم. وعندئذ، عندئذ فقط، يبدأ النمو، ينمو بسرعة، حتى إن أحدنا ينظر إليه ويراه ينمو مدفوعاً، من الجذر بريح لا تأتي من الفضاء".
إدواردو غاليانو من كتاب (أفواه الزمن)، ترجمة صالح علماني
* "فطن الناس، منذ قديم الزمان، إلى حتمية الموت، لم يتوصلوا إلى وسيلة تدفعه. لذا، دأبوا على نسيانه، دفنوا أفكارهم عن الموت بالاهتمام نفسه الذي دفنوا به موتاهم، شيئان لا يمكن أن يحدق فيهما المرء: الشمس والموت".
منى الشيمي من رواية (بحجم حبة عنب)
* "الزمن قصير، وبفضله نحن أحياء أولاً، أي: متهمون وقضاة، ثم نموت، ونظل لبضع سنوات، أيضاً، مع أولئك الذين عرفونا. لكن، سرعان ما يحدث أي تغيير آخر: يصبح الأموات أمواتاً قدامى، ولا يعود أحد يتذكرهم، ويختفون في العدم، بيد أن بعضهم، وهم قلّة نادرة، يتركون أسماءهم في الذاكرة، وهؤلاء يتحولون إلى دُمى، بعد تجريدهم من أية شهادة صادقة، ومن أية ذكرى واقعية".
ميلان كونديرا من رواية (حفلة التفاهة) ـ ترجمة معن عاقل
* "أسرار خلق رواية مثل أسرار الولادة في الطبيعة، فالمرأة التي تحب يمكنها أن ترغب بأن تصير أماً، لكن رغبتها هذه لا تكفي لجعلها حاملاً، مهما كانت قوية، لكن تلك المرأة قد تجد نفسها أماً يوماً ما، وفي لحظة ليست متأكدة منها تماماً، كذلك الكاتب يجمع في نفسه بذور حياة كثيرة، طوال مدة عيشه، ولا يستطيع، مطلقاً، أن يقول كيف ولماذا التصقت بخياله، يوماً ما، بذرة حيوية من هذه البذور، وصارت وجوداً حياً في عمره الفاني".
لويجي بيراندللو من (ست شخصيات تبحث عن مؤلف)
* "أظن أنه لا بد من وجود شجاعة مسبقة تسمح لنا بأن نكون شجعان، أي أننا نعرف أن ثمة جمالاً أكبر مما تحتمله عيوننا، الأشياء الثمينة وقد وضعت بين أيدينا، وألا نفعل شيئا لتكريمها هو من قبيل ارتكاب شر كبير. وبالتالي، تتيح هذه الشجاعة لنا، كما يقول كبار السن، أن نجعل أنفسنا مفيدين، أي أن نكون كرماء، وهي طريقة أخرى لقول الشيء ذاته تماماً. لكن، هذا منبر الوعظ الذي يتكلم، ما الذي سأتركه لك سوى خرائب شجاعة قديمة، وعهد فروسية وأمل قديمين؟، حسناً كما أسلفت، كل هذا الآن جمر، وسينفخ الرب فيه يوماً ويصبح ناراً من جديد... سأصلي حتى تكبر رجلاً شجاعاً في بلد شجاع، حتى تجد وسيلة تكون فيها نافعاً".
الروائية الأميركية مارلين روبنسون من روايتها (جلعاد)، ترجمة سامر أبو هواش