على الرغم من أن فيلم "من 30 سنة"، قام ببطولته الممثّل، أحمد السقا، بعد غياب عن السينما لمدة عامين، ومعه عددٌ كبير من الممثّلين، مثل منى زكي وشريف منير وميرفت أمين. وكان من المتوقع أن يحتلّ بسهولة قمّة إيرادات أفلام العيد بالنظر إلى ميزانيّته، وعدد نجوم الصف الأول، المشاركين فيه، إلا أنّ نتيجة إيرادات شُبّاك التذاكر، خلال فترة عيد الفطر، في مصر جاءت مُخالفةً للتوقُّعات، حيث انتصرت الكوميديا وصنعَت، ربما، نجماً جديداً يحاول السير على خطى نجوميّة والده.
فيلم "جحيم في الهند"، من بطولة الممثل، محمد عادل إمام، وإلى جانبه عدد كبير من نجوم الكوميديا الناجحين مؤخراً، مثل بيومي فؤاد ومحمد سلام وأحمد فتحي، احتل قمة إيرادات أيام عيد الفطر دون منافسة تقريباً، وبإيرادات تقارب ضعف ما حققه أقرب ملاحقيه، حيث جلب 12 مليوناً و684 ألف جنيه مصري في 4 أيام فقط، محققاً نجاحاً ضخماً.
الفيلم، الذي تدور أحداثه حول مهمة في الهند، يستفيد جداً من النجاح المنفرد الذي حقّقه كل ممثّل مساعد خلال السنوات الأخيرة، سواء في التلفزيون أو السينما، لذلك فإن اجتماع بيومي فؤاد مع أحمد فتحي هو أمر جاذب جداً للمشاهدة، حتى لو لم يستطع كل منهم أن يتولى بطولة فيلم بمفرده.
إلى جانب ذلك، حقّق الفيلم شعبيّة، أيضاً، بكونه الفيلم الكوميدي الوحيد تقريباً بين أفلام العيد، لأنّ الأفلام الأخرى تطرح نفسها بصفتها "أفلاماً شعبية"، قائمة على أغاني مهرجانات ورقص، وليست لنجوم كوميديا وموجهة للأسرة. أما السبب الثالث، فهو موقع التصوير في الهند، وفضول المتفرجين لرؤية بيئة مختلفة.
في المركز الثاني، جاء فيلم "من 30 سنة"، من إخراج، عمرو عرفة، بإيرادات 6 ملايين و954 ألف جنيه، وهو رقم متواضع بالنظر إلى أن السقا في هذا العيد لم يكن ينافس أي من نجوم الصف الأول، حيث لا يوجد حلمي أو مكي أو كريم عبد العزيز أو حتى محمد هنيدي.
وهو الفيلم الأهم كمنافس، من بطولة مجموعة من الممثلين الشباب أو الكوميديانات المساعدين.
ولكن، على الأغلب، فإن الفيلم ضرَّته عدة تفاصيل، الأولى، هو أن جرعة الغموض التي يراهن عليها، لم تكن مُتقنَة، ولم يظهر في عروضه الدعائية، مثلاً ما هو الأمر الجاذب أو التساؤل الذي سيحاول المشاهد الإجابة عنه.
التفصيلة الثانية، لها علاقة بأنَّ المزاج العام في أفلام العيد، يكون أميل للأفلام الكوميديّة، وبالتالي، فقد تتحسَّن إيرادات الفيلم لاحقاً خلال الصيف بعد انتهاء العيد. أما التفصيلة الثالثة، فهي أن مردود الفيلم، وأراء الجمهور فيه فنياً، جاءت ضعيفة حتى الآن، مما يؤثر على إيراداته بسبب النقد السمعي، وكثافة تلك الآراء في المواقع الاجتماعية.
الفيلم الثالث في الإيرادات، جاء تماماً كالمتوقع، وهو فيلم "أبو شنب" من بطولة، ياسمين عبد العزيز، إذْ حقق إيرادات وصلت إلى 4 ملايين و123 ألف جنيه.
الفيلمان الرابع والخامس، هما من إنتاج وخلطة "السبكي"، حيث الاعتماد على تواجد لراقصة ومطرب مهرجانات ونجم كوميدي وعمل صاخب جداً، يحاول تغطية مصاريف إنتاجه من عرضه في أيام العيد، والاعتماد على صالات السينما الشعبية.
حيث جاء رابعاً فيلم "30 يوم عز" من بطولة الراقصة صافينار، وبجانبها المطربان محمود الليثي وسعد الصغير، محققاً عائدات 2 مليون و904 آلاف جنيه مصري، بينما في المركز الخامس، فيلم "بارتي في حارتي"، من بطولة محمد لطفي والراقصة دينا والمطرب دياب حيث حقق فقط 630 ألف جنيه.
أما المركز الأخير، فكان لفيلم "عسل أبيض"، من بطولة الممثل الكوميدي، سامح حسين، الذي اشتهر بدور كوميدي في مسلسل "راجل وست ستات"، أمام أشرف عبد الباقي قبل عدة سنوات.
ومنذ ذلك الحين، تجرى محاولات الدفع به كنجم كوميدي في السينما، ولكنه يفشل في كل مرة في تحقيق إيرادات في شباك التذاكر. وفيلمه الأخير لا يشذُّ عن القاعدة، وقد يكون المحاولة الأخيرة للرهان عليه كممثل كوميدي، حيث لم يجلب في أيام عرضه إلا 512 ألف جنية فقط.