أكّد قائد الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، اليوم الثلاثاء، أن تشكيل الولايات المتحدة الأميركية لائتلاف دولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) لديه أهداف أخرى غير القضاء على التنظيم، معتبراً أن واشنطن لديها أهداف بعيدة المدى في سورية، حيث تريد إسقاط نظام الرئيس السوري، بشار الأسد.
وأضاف جعفري في مؤتمر صحافي، أن تشكيل التحالف يأتي بعدما تأكدت واشنطن بأنه لا يمكن لهذا التنظيم أن يلعب دوراً إيجابياً لخدمة المصالح الأميركية في المنطقة، مضيفاً أن "الجميع أدرك أن تقدم "داعش" أكثر من هذا سيهدد الغرب بأكمله، وسيصبحون مضطرين لمواجهة ما أوجدوه بأنفسم".
وأشار جعفري إلى أن إيران لا يمكن أن ترضى أن تكون جزءاً من تحالف تقوده أميركا، ولاسيما أنه تحالف يخفي نيات أخرى لا تتناسب مع إيران. كما قيم عمل "فيلق القدس"، واعتبر أنه قام بحماية شعوب كل من سورية والعراق ولبنان، مؤكداً على أن الحرس الثوري سيواجه أي اعتداء يقع ضد إيران.
من جهته، قال نائب رئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، منصور حقيقت بور، في تصريح لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، إن إيران تدعم الحكومة المركزية في بغداد، مشيراً إلى أن على الجميع أن يتنبهوا إلى عدم صدق واشنطن التي تضع نصب عينيها أهدافاً أخرى غير القضاء على تنظيم الدولة.
وأضاف أن أميركا تراوغ لتحقيق تلك الأهداف، ووصف اجتماع باريس بأنه اجتماع للمراوغين، معتبراً أن على العراق التنبه لتبعات هذا التدخل مستقبلاً.
تأتي هذه التصريحات بعد تأكيد المرشد الأعلى، علي خامنئي، أن الولايات المتحدة وجهت دعوة عبر سفيرها في بغداد إلى نظيره الإيراني للجلوس مع واشنطن وتقديم صيغة للتعاون بين البلدين لمحاربة "داعش"، مضيفاً أن دعوة أخرى نقلتها مساعدة وزير الخارجية الأميركي، ويندي شيرمن، إلى نائب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي.
وقد رفضت إيران هذه الدعوات حسب قوله، كونها لا تثق بالنيات الأميركية، ولا يمكن أن تكون جزءاً من صيغة تحالف مع عدو لا يكشف أهدافه بوضوح، وينطلق فقط للدفاع عن مصالحه، على حدّ تعبيره.