وقال المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، محسن أجئي، في تصريحات اليوم الأحد، إنّ "أميري كان يعتقد أنّ الاستخبارات الإيرانية غير قادرة على التعرّف على ما يفعله أو على كيفية ذهابه من المملكة العربية السعودية إلى أميركا"، مضيفاً أنّ "حكم الإعدام صدر بحقه في إحدى المحاكم الإيرانية، ثم أيدته المحكمة العليا".
ويعدّ أميري، وهو من مواليد عام 1978، خريج جامعة مالك أشتر الصناعية التابعة لوزارة الدفاع والقوات المسلحة الإيرانية، أحد علماء البلاد النوويين المتخصصين بعلم النظائر المشعة.
وكان أميري اختفى في ظروف مريبة عام 2009 في المملكة العربية السعودية عندما ذهب إليها لأداء مناسك العمرة.
ونقلت بعض المواقع الإيرانية في حينه أنه تمّ خطف أميري ونقله للولايات المتحدة، لكنه عاد إلى إيران بعد 14 شهراً، بعد أن لجأ لقسم رعاية المصالح الإيرانية في السفارة الباكستانية في واشنطن وطلب العودة لبلاده.
وتم استقباله بشكل رسمي في طهران بحضور عدد من المسؤولين في تموز/يوليو عام 2010، فيما قالت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون حينذاك إنه "حضر بنفسه لأميركا ويستطيع مغادرتها متى شاء"، إلا أنه اعتقل مباشرة وخضع لتحقيقات مكثفة.
وبعد اختفائه في السعودية، ذكرت وسائل إعلام أميركية أن أميري كان يعمل لصالح هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، وطلب اللجوء رسمياً إلى الولايات المتحدة، إلا أن رئيس الهيئة علي أكبر صالحي أعلن في وقت سابق أنّ "الرجل لم يكن موظفاً في هذا المكان".
وفي وقت لاحق، ذكرت الحكومة الإيرانية أنه تم خطف أميري في السعودية وتسليمه للولايات المتحدة، الأمر الذي نفته واشنطن، قائلة إنه طلب اللجوء.
وأكدت بعدها وسائل إعلامية أميركية، أن أميري منح الاستخبارات الأميركية "معلومات ثمينة" تتعلق ببرنامج إيران النووي، مقابل مبالغ مالية "خيالية"، في حين تناقلت وسائل أخرى سيناريوهات ثانية كاتهامه بأنه "جاسوس يعمل لصالح واشنطن".
ونُشرت فيديوهات لأميري أكد فيها أنه سيعود لإيران، في وقت كان يتم التعامل مع ملفه من قبل السلطات على أنه "مخطوف"، ولاسيما أنّه أكد حين عاد إلى طهران أنّ "البعض في أميركا عرضوا عليه مبالغ مالية وحماية سياسية مقابل بقائه هناك".
لكنّ الاستخبارات الإيرانية شككت بكل ما يتعلق بهذا الملف، وتم اعتقال أميري مباشرة فور عودته إلى بلاده، حيث وجهت له تهم "تزويد دول معادية لإيران بمعلومات سرية وخطيرة".